طريقة الاصطفاف الشرعي في الصلاة
تسوية الصفوف في صلاة الجماعة هي جزء أساسي من صلاة الجماعة، وهناك العديد من الأحاديث التي تشير إلى وجوب تسوية الصفوف في الصلاة. في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: `لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم`. وفي حديث أبي هريرة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: `وأقيموا الصف في الصلاة، فإن إقامة الصف جزء حسن الصلاة`. وقد أشار بن العثيمين رحمه الله إلى أنه إذا لم يسووا الجماعة صفوفهم في الصلاة، فإنهم يرتكبون ذنبا.
وفي الحديث أيضا: `ارصوا صفوفكم واقتربوا بينها واضمنوا الأعناق، فوالذي نفسي بيده إني أرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنه الحذف.` صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الاصطفاف الشرعي للمصلين في الصلاة
عند الصلاة في جماعة، يجب أن يقف الإمام في منتصف الصف. ووفقا لما ذكره الإمام بن باز، يجب أن يبدأ الصف وراء الإمام من الوسط والجانب الأيمن أفضل من الجانب الأيسر (بمعنى أنه من الأفضل أن تصطف عند الانضمام إلى الجماعة في الجانب الأيمن في الصف الأخير). ويجب ألا يتم بدء صف جديد حتى يمتلئ الصف السابق. وإذا كان المصليون على يمين الصف الأخير أكثر من الجانب الأيسر، فلا حاجة لتعديل الصف .
لا يجوز ترك صفوف غير مكتملة في منتصف المصلين، وأي نقص في الصفوف يحدث في الصف الأخير، وكلما اقتربت الصفوف من بعضها البعض كان ذلك أفضل، ويفضل أن يتقدم أولى الفضلاء من المصلين في الصفوف الأولى إذا حضروا الاصطفاف.
وهذه حالات اصطفاف المصلين خلف الإمام:
- في حالة وجود رجل واحد كمأموم وإمام واحد، يقف المأموم على يمين الإمام وبجواره دون تأخر أو تقدم، وهذا شرط لصحة اتباع المأموم للإمام داخل المسجد. وإذا تقدم المأموم فإنه لا يجوز له الصلاة، وذلك استنادا إلى حديث بن عباس رضي الله عنه الذي قال فيه: “قام النبي عليه الصلاة والسلام يصلي فقمت عن يساره فأخذني بأذني فأدارني عن يمينه”. وفي حالة وجود امرأة واحدة كمأمومة (شريطة أن تكون من المحارم)، فإنها تقف خلف الصف، وهذا رأي الشيخ بن باز رحمه الله، ولا يجوز التخلي عنه والاختلاط مع امرأة غريبة خلال الصلاة.
- إذا كان المأمومين اثنين فأكثر فيقفا خلف الإمام، وذلك لحديث بن جابر عبد الله” جئت حتى قمت عن يسار النبي عليه الصلاة والسلام فأدارني حتى أقامني عن يمينه، ثم جاء جبار بن صخر فتوضأ ثم جاء فقام عن يسار رسول الله صلى الله عليه الصلاة والسلام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدينا جميعًا فدفعنا حتى أقامنا خلفه”.
- إذا كان رجلًا وامرأة يصليان خلف الإمام، يقف الرجل بجوار الإمام وتقف المرأة خلف الإمام .
- إذا كان المأمومون رجل وامرأتان، فإن الرجل يقف على يمين الإمام وتقف المرأتان خلفهم
- إذا كان الإمام امرأة ، تقف المرأة الواحدة مع المرأة كما يقف الرجل مع الرجل ، أي أنها تقف عن يمينها ، وإذا كانت أكثر من اثنتين ، فتقف من تقوم بالإمامة في وسط الصف.
إذا كان المصلون رجال وصبيان ونساء:
- يصف الرجال خلف الإمام إن سبقوا.
- يصف الأولاد ما بعد الرجال ما لم يتقدموهم.
- يصف النساء خلف الصبيان.
يتم تقديم الرجال على الصبيان عندما يجتمعون للصلاة في وقت واحد من البداية، أما إذا دخل الصبي المسجد وجد الصفوف ممتلئة، فيجب عليه الوقوف في المكان الفارغ، وإذا دخل بعد الرجل إلى المسجد، لا يجب تأخيره ليقف في مكانه، حيث نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن حث رجل على الوقوف في مجلسه ثم يجلس فيه.
أنواع الإمامة في الصلاة
الإمام هو من يتقدم في الأمور ليقتدي به، ولذلك من الأفضل أن يكون المصلي المؤذن من بين الأشخاص الذين يحفظون القرآن الكريم بشكل جيد، وأن يكون محبوبًا من المصلين وليس مكروهًا، وهناك أنواع مختلفة من الإمامة في الصلاة
يمكن للصبي الصغير أن يؤم الكبير في الصلاة، ويكون ذلك صحيحا في الفروض والنوافل، ويحصل على أجر الإمامة. إذا كان هو أفضل قارئ للقرآن بين الناس وإذا قدم الناس للصلاة خلفه، لأنه الأعلم بأركان الصلاة وواجباتها وشروطها.
يمكن أن يؤدي الأعمى صلاة الإمامة دون أي كراهية إذا كان أكفأهم في قراءة القرآن، وكان من الأفضل ترتيبا لهم في الحصول على الإمامة. وقد عين النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي ابن أم مكتوم لقيادة المدينة مرتين.
يجوز للعبد والمولى أن يؤدّي مهام الإمامة، وقد قامت أم سالم بإمامة المسلمين المهاجرين الأوائل في موضع بقباء قبل وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، لأنهم كانوا من أكثر الناس حفظًا للقرآن.
إمامة المرأة للنساء فقط صحيحة، فقد قامت السيدة عائشة رضي الله عنها بإمامة النساء في وسطهن. أما إمامة النساء للرجال، فهي غير جائزة؛ لأن من شروط الإمامة أن يكون الإمام رجلا.
الإمامة للشخص المرغوب فيه صحيحة، حيث يكون الشخص الأكثر حفظًا للقرآن هو الأفضل المصلين أو الأكثر تميزًا في الصلاة. يُذكر ذلك في حادثة عبد الرحمن بن عوف في غزوة تبوك، حيث صلى مع الناس ثم صلى الركعة الثانية خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما انتهى عبد الرحمن من صلاته، قام النبي صلى الله عليه وسلم ليكمل صلاته.
إمامة الرجل للنساء فقط صحيحة، ولكن إذا كانت هناك امرأة أجنبية واحدة، فلا يحق له أن يؤمها لأنه لا يجوز للرجل الخلوة بامرأة غير محرم عليه.
إمامة المتيمم للمتوضئ جائزة، وذلك لحديث عمرو بن العاص قال : احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد في غزوة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك ، فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح ، فذكروا ذك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب ، فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت إني سمعت الله يقول : ” ولا تقتلوا أنفسكم” فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئًا.
يعتبر صحيحًا أن يؤم المسافر الصلاة للمقيم، وقد اتفق العلماء على أنه إذا صلى المسافر ركعتين، يجوز للمقيم أن يصلي خلفه، ثم يكمل المقيم الصلاة.
صحيح أن إمامة المقيم للمسافر جائزة، ويجب على المقيم الصلاة خلف الإمام، حتى إذا دخل في الصلاة قبل التشهد الأخير، عليه استكمال الصلاة خلف الإمام.
الإمامة هي عندما يؤدي شخص الصلاة خلف من يقضيها صحيحة. مثال على ذلك هو عندما يأتي رجل إلى الجماعة وعليه صلاة ظهر يوم الأمس، يجوز له أن يصلي خلف الجماعة بنية قضاء صلاة ظهر الأمس وصلاته صحيحة، والعكس صحيح أيضا. فإذا كان رجل يصلي بنية قضاء صلاة ظهر أمس وجاء رجل وصلى وهو ينوي صلاة ظهر اليوم، فإن صلاتهما صحيحة.
صحيح أنه يمكن للمتنفل أن يؤم المصلين الآخرين، حيث روى أبو سعيد أن النبي عليه الصلاة والسلام رأى رجلا يصلي وحده فقال: “ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه”، كما جاء في الحديث أيضا أنه إذا صليتما في مكان بعيد ثم أتيتما مسجدا يصلي فيه الناس، فصليا معهم فإنها لكم صلاة نافلة، والعكس أيضا جائز، فقد كان معاذ بن جبل يصلي العشاء خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يأتي لمسجد قومه فيصلي معهم تلك الصلاة، والأفضلية في هذه الحالات للفريضة، والصلاة النافلة تكون مستحبة، ولم ينكر النبي عليه الصلاة والسلام ذلك على معاذ بن جبل.
يجوز لمن يصلي العصر أو غيرها من الصلوات، أن يؤم المصلين الذين يصلون الظهر، وذلك لأن هذا يدخل في باب إمامة المتنفل بالمفترض، وتسري عليها نفس أحكام إمامة الصلاة.
متى يقوم المأمومين للصلاة
ليس هناك وقت محدد يقوم فيه المأمومين للصلاة فيمكنهم القيام في أول الإقامة أو في أثنائها أو في أخرها ، كن يجب على المصلين الحرص على أن يكبروا تكبيرة الإحرام بعد تكبير الإمام ولا تفوته تلك التكبيرة، وقد ذكر أبو حنيفة أن المصلون يجب أن يقوموا عند سماع” حي على الصلاة” ، وقال بعض العلماء عند سماع” حي على الفلاح، وقال البعض يستحب ألا يقوموا حتى يفرغ المؤذن من الإقامة.