طرق تربية الذكور على احترام الجنس الآخر
لقد نشأنا جميعا في مجتمع يهيمن عليه الذكور، حيث يقلل بعض الأشخاص من قيمة المرأة وأهميتها عبر إهانتها أو العنف الموجه لها. ويعتبر البعض الآخر أن المرأة مخلوق ثانوي أو أقل أهمية من الرجل. ومع ذلك، هناك من يحترم المرأة ويؤكد على أهميتها، إذ يعتبرها مخلوقا خلقه الله سبحانه وتعالى بنفس قدرة الرجل. فلا يميز الله الذكر عن الأنثى إلا بالتقوى والأعمال الصالحة التي يقوم بها كل منهما. لذلك، يجب على الرجل أن يحترم المرأة بشكل طبيعي وبدون تردد. ومع ذلك، يقع على عاتق الأسرة والأم في مجتمعنا الجماعي والثقافة تنشئة أجيال جديدة تحترم المرأة .
وللأسف في أثناء محاولة الأم تربية جيل جديد قادر على العمل بنظام الإحترام المتبادل بينه وبين الطرف الأخر ،نجد من يهدم ويدمر كل ما تقوم به ،كأن يقوم أحد افراد العائلة بتحريض الطفل الذكر على ضرب أخته اذا أخطأت ! حتى وإن أخطأت فمهمة تقويمها على الوالدين ،مدعين بذلك أنه ذكر و من حقه أن يردعها ،من هنا يأتي دور الأسرة في تنشئة أبنائها ، فتربية الأطفال في هذه المجتمع الذكوري هي تحدي حقيقي لكل أم .
مبادئ إحترام المرأة
المبدأ الأساسي والرئيسي هو الإيمان بقيمة المرأة في الحياة وأهميتها، إذ إنها شريكة للرجل في كل شيء .
يستند المبدأ الثاني على احترام المرأة واحترام رغباتها واختياراتها الشخصية، مثلما يحدث مع الرجل، وحقها في اتخاذ قرارات شخصية خاصة بها.
كيف يمكنكِ تعزيز احترام المرأة داخل طفلكِ؟
1- امنحي طفلك ما يريد : إذا أراد ابنك اللعب بالدمى، فلا تمنعيه بحجة أن هذه الألعاب مخصصة للإناث، وإذا أراد شراء ملابس باللون الوردي أو البنفسجي، فمنحيه ما يريد، لأن ذلك يعزز الشعور بأن الجنسين متساويان ولديهما نفس الخيارات، ولا يوجد في هذه الألوان سبأو عيب .
2- الإنتباه لبعض التعبيرات البسيطة : عندما تريد الأم التعبير عن بعض الأشياء المحايدة، يجب استخدام صيغ محايدة وعدم تذكير أو تأنيث الأشياء المحايدة، لكي لا يتم تشكيل رابط ذكوري في ذهن الأطفال الصغار .
3- إستخدام القصص التي تؤثر في عقول الصغار : يعتبر استخدام القصص والحكايات واحدة من أهم الأساليب التي تساعد في تعليم الأطفال بعض السلوكيات والمبادئ البسيطة. يمكن للأم أن تختار بعض القصص التي تحكي عن امرأة شجاعة وقوية، أو عن مفكرات وقائدات ناجحات من النساء، وذلك لتعزيز فكرة أن المرأة يمكنها أن تكون قائدة ومفكرة وأم في نفس الوقت .
4- احترام جسد الآخرين : يتحمل الأم مسؤولية تعليم طفلها أن يحترم أجساد الآخرين، وهذا يبدأ بتعليمه احترام خصوصية جسده الشخصية وعدم السماح لأي شخص بلمسه، وخاصة المناطق الحساسة. يجب أن تكون طريقة التعليم واضحة بحيث يفهم الطفل هذه النقطة بوضوح. بعد تعلمه ذلك، يجب أن يدرك الطفل قيمة أجساد الآخرين وعدم انتهاك خصوصيتهم. المرأة هي مخلوق خلقه الله سبحانه وتعالى، وليست شيئا يمكن انتهاكه أو استباحته .
5- يجب أن تبدأ الأم بنفسها : يجب على الأم أن تبدأ بنفسها وتتحدث بإيجابية عندما ترى المساواة وأن تعبر عن سعادتها بهذه المواقف، وكذلك يجب أن تعبر عن خيبة أملها عندما ترى مواقف تدل على التمييز أو عدم المساواة .
التربية السليمة مسؤولية الآباء، وسيحاسبهم الله عليها، لأن كل منهم راع ومسؤول عن رعيته، وعندما نتحدث عن تربية الطفل على احترام المرأة، فإننا لا نتحدث عن المساواة بين الجنسين أو تجاوز الرجل للمرأة، ولكننا نتحدث عن احترام حقوق المرأة في اختيار ما تريده، ويجب على الرجل تقدير تلك الحقوق، فهي حقوقها وليست من باب الصدفة، وفي النهاية، ينبع هذا الاحترام من تربية سليمة، وسيحترم الرجل زملاء الدراسة والعمل، وسيحترم زوجته في المستقبل، وسيجزيه الله بالإحسان إلى الناس جميعا في الآخرة .