هوى النفس : الهوى هو تميل الطبع إلى ما يلائمه، وسمي بهذا الاسم لأن صاحبه يهوي إلى اللذة والانجذاب نحو أشياء كثيرة دون التفكير بالعواقب، فيجعله متطلبا للشهوات دائما والسير نحوها. ولذلك، يضلل الهوى صاحبه ويعميه عن ملاحظة العواقب التي ستصيبه فيما بعد، وينهى الله العبد عن اتباع شهواته وهواه تجنبا لما سيناله من العقاب والندم والألم، ولذلك لم يذكر الله سبحانه وتعالى الهوى في كتابه إلا بالذم، وكذلك في السنة جاء مذموما
طرق التخلص من هوى النفس :
. يجب على الشخص ان يتجه الي ربه من كل الأتجاهات بمعنى ان يقترب الي الله عز و جل من خلال صلاته فصلاة الأنسان نجاة من مفاتن الدنيا و معاصيها لذلك عليه ان يحسن صلاته يؤدي فروضها و اذا لزم الأمر يصلي نوافلها كلما احس برغبته في فعل شيء ما يستعيذ من الشيطان الرجيم و يتجه فورا للوضوء و الصلاة و ليس بالضرورة ان تكون الصلاة لفرض معين و لكنه من الممكن ان يصلي ركعتين بنية حاجته الي الله للتخلص من هوى نفسه
يجب على الشخص المهتم بطمأنة قلبه من خلال التأكد بأن كل ما يشعر به من هواجس لا يستمر، والطمأنينة للقلوب تأتي بذكر الله. لذلك، ينبغي على الشخص أن يقوم بأداء الوضوء بأحسن الطرق ويحمل المصحف الشريف ويقرأ بعض الآيات منه، ويدعو ربه بأن يمدّ له بالقوة لمواجهة نفسه، ولا يخيب الله ظنه أبدًا
لا شيء يمنع الشخص من الذهاب إلى المساجد وحضور المجالس الدينية والاستماع إلى كلام الله بدلا من الاستماع إلى وساوس الشيطان وهلاوس النفس، وإذا دعت الحاجة، فلا بأس في مخاطبة رجل دين أو شيخ صالح بما يعانيه الفرد، حيث خصهم الله وجعلهم رجال دين لتقديم النصح والمساعدة للآخرين في أمور الدنيا وتوجيههم إلى الصواب وتقديم العون لهم وإخبارهم بما حثنا الله عليه ونهانا عنه سبحانه وتعالى
في كثير من الأحيان يشعر الإنسان بالملل بسبب فراغ وقته، لذا يجب عليه ملء وقته من خلال العمل ومزاولة مهنة أو حرفة يفضلها، وممارسة الرياضة، والتجمع مع الأصدقاء، وحضور الندوات والمجالس الدينية، وقراءة الكتب، ويمكن أيضا تعلم شيء جديد يفيد ويحرر عقله من سيطرة هواياته عليه
عليه أن يتذكر أنه ليس خلق للهوى، بل خلقه الله ونعم به لأمور عظيمة يمكنه أن يحققها عندما يتخلص من أهوائه وضعف نفسه
يجب أن يتحلى الشخص بالصبر والاستقامة، حيث يعد جهاد النفس أصعب أنواع الجهاد التي يواجهها الإنسان في حياته، وعليه أن يكون صبورا على نفسه حتى وإن طال الوقت، فسيصل في النهاية إلى ما يريد
ينبغي عليه أن يتعهد بينه وبين الله ونفسه بالتوبة عن جميع المعاصي والأهواء التي أدت به إلى الضلالة، ويضع هدف التوبة أمام عينيه ويبذل قصارى جهده للسير على الطريق المستقيم لتحقيق ذلك الهدف. ويجب عليه أن يتذكر أن الوعد الذي قطعه أمام ربه لا يجوز أن يخلفه، ويجب عليه أن لا يفقد الأمل في رحمة الله وأن يثق دائما بأن الله معه ولن يتركه
يجب عليه التفكير في قلبه وعقله في العواقب التي سيواجهها إذا تبع هواه، وينبغي عليه التفكير في عدد المعاصي التي ارتكبها الهوى وعدد اللذات والشهوات التي أساء استعمالها وأفسدت نفسه، ويجب عليه التأمل في الذم والخطيئة التي تحملها نفسه والتي لن يغفر لها حتى يتوب ويعود إلى الله تعالى ويترك هواه
يتوجب عليه استخدام عقله في اتخاذ القرارات المتعلقة بالأشياء التي يرغب في فعلها، ويجب عليه أن يتصور حالته بعد انتهاء تلك الأشياء، ويجب أن يضع دينه أمام عينيه ويذكر نفسه دائما بأن فعل تلك الأشياء لن يؤدي إلى شيء سوى تدمير نفسه وهلاكها
. يجب على الشخص أن يدرك أن هوى النفس إذا اختلط بشيء، فإنه يفسده. ومثال على ذلك، إذا اختلط الهوى بالعلم، فإنه يخرج صاحبه إلى البدعة، وإذا اختلط بالحكم، فإنه يوقع صاحبه في الظلم، وإذا اختلط بالزهد، فإنه يخرج صاحبه إلى الرياء. ولذلك، يجب على الإنسان أن يدرك حجم الفساد الذي سيعود عليه عند اتباع رغباته وأهوائه
يجب على الإنسان مكافحة شيطانه الذي يوسوس له بالسير وراء شهواته، فلا يمكن للشيطان الدخول إلى الإنسان إلا من خلال باب هواه، وإذا فتح الإنسان هذا الباب، دخل عليه الشيطان بالفساد والضلال لقلبه وعقله، ولذلك يجب عليه أن يضع في رأسه أن شيطانه هو عدوه الوحيد ويدخل في جدال وتحدي معه ويبدأ في مواجهته ومحاربته حتى يعلن فوزه عليه وعلى أهواء نفسه، فلا يوجد شخص في هذا الكون يحب أن يهزم منافسه أو عدوه، ولذلك عليه أن يحكم عقله في كل شيء
في النهاية يجب ان يكون الشخص على اقتناع تام انه قادر على فعل اي شيء حتى و ان وسوست له نفسه بأنه عاجز عن فعله كما يجب عليه ان يدرك تماما ان كل شيء هو محاسب عليه لذلك يجب عليه محاسبة نفسه قبل ان يحاسبه ربه و المقصود بحساب النفس تعزيزها و ليس لومها فهناك فرق كبير بين محاسبة النفس و جلد الذات و يجب الفصل بينهما حتى لا نقع في صراع النفس اللوامة