طرق الإرشاد النفسي

يعتمد علماء النفس على أكثر من نظرية في العلاج النفسي، حيث تعتبر هذه النظريات خارطة طريق للأطباء النفسيين، ويستخدمونها لمساعدة المرضى بفعالية، باستخدام المهارات والتقنيات لفهم المرضى جيداً، وحل مشاكلهم وتطوير الحلول لها .

ما هو الارشاد النفسي

الإرشاد النفسي هو الطريقة الأساسية التي يستخدمها الأطباء النفسيون لعلاج مشاكل الصحة العقلية، ويساعد الإرشاد النفسي الأطباء على فهم مرضاهم ويعلمهم استراتيجيات وسلوكيات صحية .

والإرشاد النفسي هو عملية بناء علاقات مع الأفراد ، وتساعد هذه العملية كثيرا في تحقيق ما يسمى بالصحة العقلية ، والأهداف النفسية المرجوة ، وهناك العديد من أشكال الإرشاد النفسي ، والإرشاد النفسي الفردي هو الأكثر شيوعا ، ويركز على نمو الفرد وصحته العقلية ، وهناك أشكال أخرى تركز على الأزواج والعائلات ، والإرشاد النفسي الجماعي يعتبر من الأشكال المفيدة جدا ، حيث يقوم فيه الطبيب باستخدام التفاعل الجماعي لتسهيل النمو النفسي السليم .

مناهج و طرق الارشاد النفسي

التحليل النفسي والعلاجات الديناميكية النفسية

يُركز هذا المنهج، الذي يُعدّ من أولى طرق الإرشاد النفسي، على تغيير المشاعر والأفكار واكتشاف الدوافع اللاوعيّة داخل الإنسان، ويُعتبر التحليل النفسي من المناهج الهامة للغاية التي تفيد كلًا من الطبيب والمريض، ويتعلّم المريض في هذا المنهج استكشاف نفسه .

العلاج السلوكي

يعتمد هذا المنهج على التعلم وتطوير السلوكيات، ومن خلاله تم اكتشاف التكيف الكلاسيكي، ويستند هذا النوع من العلاج على المكافآت والعقوبات التي تشكل سلوك الإنسان .

العلاج المعرفي

يعتمد هذا الأسلوب العلاجي المعرفي على ما يعتقده الأشخاص وليس على ما يفعلونه، حيث يعرف العلماء النفسيون أن التفكير الخاطئ يؤدي إلى سلوكيات غير صحيحة، لذا يركز هذا العلاج على مشاعر الأشخاص وتصرفاتهم .

العلاج العاطفي العقلاني

ظهر العلاج العاطفي العقلاني في منتصف القرن العشرين ، وهو نوع مشتق من العلاج السلوكي المعرفي ، ويقوم الطبيب الذي يتبع هذا العلاج بفحص تقييمات المريض المعرفية ، ويعتبر هذا النهج من المناهج النشطة والتوجيهية ، ويهدف إلى تجنب معتقدات خاطئة ، وغير عقلانية ، مما يعطي في النهاية تجربة شعور أكثر إيجابية بالرفاهية .

العلاج بالواقع

ظهرت العلاج الواقعي في الخمسينيات، وهو جزء من أساليب الإرشاد النفسي، ويركز هذا العلاج على السياق الاجتماعي لأي سلوك بشري، ويتركز على نظرية الاختيار، وتتعلق هذه النظرية بقوة الأفراد، وبمساعدة الفرد في التحكم في سلوكياته، وأمام البشر دائما خيارين إما أن يتعاملوا مع الاستجابة بشكل مسؤول أو أن يقوموا بالعكس، ويساعد هذا الفرد في السيطرة على حياته وتعزيز قدرته على بناء علاقات رائعة ومفيدة مع الآخرين .

العلاج البنائي

العلاج البنائي يركز على معاني بناءة تخص الإنسان في أي شيء له علاقة بالعالم من حوله ، وتبدأ أن تتشكل لديه صفات تتأثر بما حولها من تأثيرات ثقافية ، وغيرها وتعتبر اللغة هي الوسيلة التي من خلالها يستطيع الفرد من خلالها التعبير عن نفسه ، وهنا اللغة تكون بناءة ، ولديها جوانب مختلفة من التواصل .

العلاج المنهجي

يعتمد العلاج المنهجي على كيفية تأثير الأنماط عبر الأنظمة المختلفة مثل الأسرة ، والمدرسة ، ومكان التوظيف ، ويعتمد أيضًا على السلوكيات ، والقضايا النفسية ، ويطلق عليه النهج النظامي ، ولا يهدف النهج النظامي إلى معالجة مشكلة ، ولكنه يهدف إلى النظام الكامن وراءها ، وغالبًا ما يتم استخدام العلاج المنهجي في الإرشاد الأسري ، ومن خلاله يتم تحديد الأنماط المختلة الخاصة بالسلوكيات ، والاتصال عبر أفراد العائلة .

العلاج السردي

العلاج السردي هو أحد أساليب الإرشاد النفسي الفعالة، ويساعد الأفراد على أن يصبحوا خبراء في حياتهم الشخصية، حيث يصبح كل فرد بطلا في قصته الخاصة. من خلال قصته، يستمد المعنى الحقيقي لحياته ويؤثر ذلك في إدراكه للعالم من حوله ويتأثر حتى بقراراته. يؤثر العلاج السردي أيضا على قدرات الفرد ويمكنه مرور تجارب هادفة ومرضية .

العلاج الابداعي

يتضمن العلاج الإبداعي استخدام وسائل فنية مختلفة تهدف إلى تحسين المزاج ، والجوانب الأخرى للرفاهية ، على سبيل المثال ، يتكون العلاج بالموسيقى من الاستخدام المراقَب للموسيقى لتعزيز التغيير السريري ، ويمكن استخدام العلاج بالموسيقى بطرق متعددة ، مثل بالاشتراك مع العلاج السلوكي المعرفي ، أو أنواع أخرى من العلاج ، وقد يؤدي أداء الموسيقى أيضًا إلى تعزيز المشاعر الإيجابية التي تقلل من الإجهاد ، وتعزز الشفاء ،  وتدعم الأدبيات العلمية بالفعل صلة بين العلاج بالموسيقى وانخفاض الأعراض النفسية مثل القلق .

يتم استخدام العلاج بالفن كأداة علاجية إبداعية أيضًا، حيث يوفر إشراك العملاء في المشاريع الفنية مثل ملصقات الصور الصحية والكولاجات طريقة للتعبير عن الذات تتجاوز الكلمات.

في العلاج الإبداعي، يستخدم الطبيب النفسي وسائل فنية مختلفة التي تعمل على تحسين المزاج لدى المرضى. واحدة من طرق الإرشاد النفسي الجيدة هي العلاج بالموسيقى، الذي يعزز التغيير السريري ويعزز المشاعر الإيجابية التي تقلل من التوتر وتعزز الشفاء. هناك ارتباط وثيق بين العلاج بالموسيقى وتخفيض الأعراض النفسية مثل القلق. يستخدم العلاج بالفن أيضا كأداة علاج إبداعية ضمن طرق الإرشاد النفسي، حيث يوفر فرصة للمرضى للتعبير عن أنفسهم وذواتهم من خلال المشاركة في مشاريع فنية مثل ملصقات الصور الصحية وغيرها .

الاستشارة في عملية الارشاد النفسي

يجب على الطبيب في عملية الإرشاد النفسي إنشاء رابط خارجي مع المريض، ويتضمن هذا الرابط بعض الخطوات مثل:

خطوة الافتتاح

تعتبر عملية الافتتاح من أهم جوانب تفاعلية تفاعل الطبيب مع المريض، وتعتبر خطوة رئيسية في الإرشاد النفسي، حيث تتيح هذه الخطوة للطبيب فرصة للتعرف على المريض وتجديد الخطة العلاجية له .

استكشاف وفهم المريض

يعد فهم المريض واستكشاف حالته من أهم خطوات الإرشاد النفسي، حيث يبدأ الطبيب في فهم ماضي المريض ومخاوفه وأهدافه. فهم المريض هو عنصر مهم في تطوير العلاقة بين الطبيب والمريض .

التدخل واستكشاف المشاكل

عملية التدخل هي عبارة عن اختيار الطبيب للتقنيات المناسبة في رحلة علاج المريض ، وفي هذه الخطوة يقوم الطبيب في استكشاف المزيد عن المريض ، وهذه الخطوة هامة للغاية ، حيث يبدأ الطبيب في فهم أفكار ، ومشاعر المريض ، مما يمكنه من إيجاد حلول فعالة ، وتزويد المريض بكل الإجابات التي يحتاجها .