طبيعة ضربات قلب الجنين و تطوراتها طوال الحمل
يعد القلب واحدا من أولى الأعضاء التي تنمو في جسم الطفل، وسماع ضربات القلب الصغيرة هي واحدة من أولى الذكريات التي يتذكرها الأمهات والآباء الجدد خلال فترة الحمل، ويتعرض قلب الجنين للعديد من التغييرات أثناء التطور والتي تؤثر على حجمه ووظائفه ومعدل ضرباته.
تشكيل القلب في وقت مبكر
في الجنين المتنامي في البداية ، يبدأ القلب بالتشكل بحوالي 22 يومًا بعد الحمل بشكل سريع ، و غالبًا ما تدرك الأم أنها حامل بنفس التوقيت ، و خلال هذه المرحلة المبكرة من النمو ، ينمو القلب من شكل أنبوب بسيط إلى قلب ينبض بأربع غرف ، و خلال هذه الفترة يكون القلب المتنامي أكثر عرضة لحدوث العيوب الخلقية ، و يكون الطفل أكثر عرضة للإجهاض عند الإصابة بتلك العيوب.
الفصل الأول من الحمل
بعد فترة وجيزة من التشكيل ، يمتلك القلب الصغير صوتًا يشبه معدل ضربات القلب لدى البالغين ، ثم يبدأ في الزيادة ببضع نبضات أسبوعيا حتى الأسبوع التاسع ، و يبدأ القلب في البداية بضرب حوالي 80 نبضة في الدقيقة خلال خمسة أسابيع من الحمل ، ثم يزداد بشكل مطرد إلى متوسط 175 نبضة في الدقيقة في الأسبوع التاسع ، و الزيادة في معدل ضربات قلب الجنين في هذه المرحلة من الحمل ثابتة لدرجة أن هناك دراسة قام بها المونوجرافيون الطبيون ، عملت على المساعدة في تحديد عمر الجنين على أساس معدل ضربات القلب.
توقع ضربات القلب بين الجنسين
تشير بعض الاعتقادات الشائعة عن الحمل إلى أن معدل ضربات قلب الجنين غير المولود يمكن أن يتنبأ بجنس الجنين، حيث يشير ارتفاع معدل ضربات القلب (أكثر من 140 نبضة في الدقيقة) إلى وجود الجنين أنثى، في حين يشير العكس إلى وجود الجنين ذكرا. ويعتمد هذا الاعتقاد على فكرة أن التمثيل الغذائي يكون أسرع للإناث من الذكور. وهناك العديد من الدراسات، بما في ذلك دراسة كبيرة أجرتها جمعية أوستن لعلم الأحياء في التسعينات، تشير إلى عدم وجود أي علاقة إحصائية بين معدل ضربات القلب.
الفصل الثاني و الثالث
ابتداءً من نهاية الأشهر الثلاثة الأولى أي عند اتمام حوالي 10 أسابيع ، يجب أن يكون معدل ضربات قلب الجنين مسموعًا بواسطة جهاز دوبلر محمول باليد ، و قبل هذا فإن الطريقة الوحيدة لتأكيد ضربات القلب هي من خلال التصور على سونوجرام ، و مع جهاز دوبلر ستبدو نبضات القلب سريعة بشكل مفاجئ لمعظم الناس ، بمعدل 120 إلى 160 نبضة في الدقيقة ، و غالبًا ما يصف الآباء الجدد الصوت على غرار الخيول الراكضة ، و بحلول الأسبوع العشرين من الحمل ، يكون معدل ضربات قلب الجنين مسموعا بواسطة سماعة الطبيب أو السونار العادي ، و لكن هذه الطريقة يمكن أن تكون أكثر صعوبة إذا كانت المشيمة مرتبطة بالجزء الأمامي من الرحم أو إذا كان وضع الطفل بطريقة تجعل ظهره لظهر الأم.
ضربات قلب الجنين عند الولادة
الولادة أمر صعب للأم والطفل على حد سواء، ويتجلى ذلك من خلال حركات الطفل للتحرك في مكانه وتحمله لانقباضات الرحم عبر التقلبات الطبيعية في معدل ضربات القلب التي تحدث خلال هذه الفترة. يمكن مراقبة معدل ضربات قلب الجنين سواء من الداخل أو الخارج، بشكل مستمر أو متقطع خلال هذه الفترة. عادة، يتسارع معدل ضربات قلب الجنين أثناء انقباض الرحم، ثم يبطئ بعد الولادة للأم والطفل. إذا لم يتعاف معدل ضربات قلب الجنين بشكل كاف، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة تستدعي اهتماما طبيا.