ضرورة تحرك الأطفال في المدرسة
يقوم العديد من المعلمين بدمج أنشطة حركية في يوم الدراسة، وذلك لأن الأبحاث أظهرت بوضوح أن النشاط الجسدي في المدرسة يساعد على تحسين الأداء الإدراكي وتقليل المشاكل السلوكية، بالإضافة إلى تقليل التوتر والقلق .
تشدد الدراسات العلمية على أهمية تعليم الأطفال الحركة في صغرهم لكي تصبح الحركة جزءا من حياتهم عندما يكبرون، وتشير الدراسات أيضا إلى أن ظهور السمنة بشكل كبير عند الأطفال غير عقلاني. ومع ذلك، التحدي يكمن في إقناع إدارات المدارس بإتاحة وقت مستمر لممارسة النشاط البدني، خاصة عندما يكون هناك ضغط لتحقيق المتطلبات الأكاديمية الصارمة وتأمين التمويل اللازم للتدريبات الرياضية .
أهمية النشاط البدني للطلاب
تذكر منظمة الصحة العالمية أنه على غرار تعليم مدارسنا للقراءة والكتابة ومحو الأمية، يمكنها أيضًا تعليم محو الأمية الجسدية وأساسيات الحركة للأطفال حتى يتمكنوا من البقاء نشيطين طوال حياتهم .
يمكن أن يتم تشجيع الطلاب على ممارسة النشاط الرياضي والبدني عن طريق توفير التدريب الشخصي أو عبر الإنترنت للمعلمين والمجتمعات عن طريق توفر مقاطع فيديو رياضية مخصصة للأطفال وهي فيديوهات مدتها خمس دقائق للحركة يتم تطويرها بشكل يفيد الطلاب استنادًا إلى بحث يشير إلى أن النشاط البدني يحفز الدماغ ويفيد الطلاب .
أهمية حركة الطلاب بالمدرسة
يقول الدكتور جون راتي، الأستاذ السريري المساعد للطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد، إن فترات الراحة خلال اليوم الدراسي تساهم في تكوين متعلمين أفضل، بسبب تأثير الحركة على الدماغ. ويضيف الدكتور ريدي، الخبير في الطب النفسي العصبي، أن حركة الطالب تحفز كل الخلايا العصبية التي يستخدمها في التفكير، وعند تحفيز هذه الخلايا العصبية، فإنها تجعله جاهزا للقيام بالأشياء .
تشير الدراسات العلمية إلى أن ممارسة التمارين الرياضية يعمل على تنشيط أنظمة الانتباه، مما يعني أن الطالب سيكون قادرًا على التركيز بشكل أفضل والتعامل مع المزيد من المهام، بالإضافة إلى زيادة قدرته على معالجمع ومعالجة المعلومات بفضل نشاط العقل الذي يحفزه التمارين الرياضية .
كشفت دراسة حديثة عن تأثير النشاط البدني على الأداء الأكاديمي، وأظهرت أن الأطفال الذين يمارسون نشاطا بدنيا إضافيا في المدارس يحسنون في القراءة والرياضيات. شملت الدراسة التي نشرت في مجلة طب الأطفال أكثر من عشرة آلاف طفل تتراوح أعمارهم بين 4 و 13 عاما، وأوضحت أن النشاط البدني، وخاصة التربية البدنية، يحسن السلوك في الفصول الدراسية ويعزز الإنجازات الأكاديمية، وخاصة المهارات المتعلقة بالرياضيات والقراءة .
تشير الأبحاث إلى أن الطلاب الذين يمارسون نشاطا بدنيا جيدا يتمتعون بوظائف إدراكية أفضل، وبالتالي سيكون لديهم نتائج أكاديمية أفضل، وسيساعد ذلك أيضا في حل المشكلات السلوكية في الصف. إذا لم يكن الأطفال قادرين على الحركة، فلن يكون لديهم الكثير من الطاقة الزائدة، ومع زيادة النشاط البدني سيتمكنون من التركيز وحل العديد من القضايا الشخصية التي تنشأ مع الأطفال. سيحصلون أيضا على فرصة للتعبير عن هذه الطاقة .
تستخدم أربع من أصل خمس مدارس ابتدائية في الولايات المتحدة مقاطع فيديو تعليمية لتشجيع النشاط البدني في الفصول الدراسية ، وذلك لأن الأطفال يتعلمون بسهولة عن طريق استخدام مقاطع فيديو مسلية طولها حوالي دقيقتين تقريبًا ، والتي ستجعل الأطفال يتنقلون ثم يعودون إلى واجباتهم المدرسية أو ينطلقون ويلعبون مع الأصدقاء .