صيغة دعاء الرعد والبرق
علمنا رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، بأن الدعاء هو أفضل العبادات عند الله تعالى، وهو ذكر واستذكار لفضل الله وعظمته علينا، لكي يبقى قلب المؤمن متعلقا بربه، فيرى آياته ولا يكون أصما أو أعمى عنها، بل يرددها بالدعاء الخير، ويستمر في ذلك على نهج نبينا، عليه الصلاة والسلام، الذي علمنا الأذكار والأدعية لكل الأوقات والأحوال ..
معنى الدعاء
الدعاء لغة : الدعاء هو الاستغاثة والتضرع إلى الله، ويتضمن رغبة الإنسان في الخير والرحمة من الله، وأحيانا يتضمن السؤال عن شيء معين، وهو أمر مشروع ومحبب إلى الله .
والدعاء شرعًا : الاستدعاء هو عملية استنجاد العبد بربه، والتوجه إليه لطلب المعونة والنجدة، ويعبر عن الافتقار الكامل لله تعالى والتواضع أمامه، وهو عبارة عن اعتراف بالضعف البشري، وفي ذلك تكمن مدح الله تعالى وإبراز كرمربه.
فضل الدعاء
أمرنا الله سبحانه وتعالى بالدعاء وحثنا عليه لأن له من الفضل والأهمية الكبيرة. فمن يتمتع بالدعاء، فإنه سيحصل على خير عظيم. قال الله عز وجل: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ۖ أجيب دعوة الداع إذا دعان ۖ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون” (البقرة ١٨٦). وقال ابن القيم رحمه الله: هذا القرب من الداعي هو قرب خاص وليس قربا عاما، فالله قريب من الداعية والعابد، وهو أقرب ما يكون العبد من ربه عندما يكون ساجدا، وهو أخص قربا في الإنابة والإجابة، وهو قرب خاص بالداعي والعابد .
وفي العديد من المواقف والأوقات، حث الرسول الكريم صل الله عليه وسلم على الدعاء، وأخرج الإمام الترمذي بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صل الله عليه وسلم أنه قال: `لا شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء`. ومن بين الأدعية التي أوصى بها الرسول الكريم، هي أدعية وقت البرق والرعد، لأنها تكون في هذه الأوقات بحاجة ملحة إلى الدعاء لخالقها لتخفيف الفزع .
أدعية البرق والرعد والمطر
دعاء نزول المطر
عندما يمطر، يتذكر العبد الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري عن السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول `اللهم اجعله صيبا نافعا`. تعني الصيب المطر النافع الذي يمكن أن يكون مفيدا أو ضارا. يطلب المؤمن الخير من هذا المطر النازل، وعند نزول المطر يقول `مطرنا بفضل الله ورحمته`
عند هبوب الريح : يا الله، إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به
من السنن التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزول المطر، هو لمس المطر أو الوقوف تحته فور هطوله. وعن أنس رضي الله عنه قال: تساقط المطر علينا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى تبلل من المطر. فقلنا له: يا رسول الله، لماذا فعلت ذلك؟ قال: لأنها علامة حديثة من ربه تعالى .
دعاء الرعد
وعندما نسمع الرعد، لا يشغلنا الصوت عن ذكر الله عز وجل، بل نكرر قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما يسمع صوت الرعد والصواعق، يتوقف عن الحديث ويقول: `اللهم لا تغضبنا ولا تهلكنا بعذابك، ونجنا قبل ذلك`. وأيضا روي أنه صلى الله عليه وسلم قال: `سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خشيته`. وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال: `إن هذا لوعيد أهل الأرض`
عند وقوع الرعد والصواعق، ينشأ الرهبة التي تثير خوف العبد والمؤمن. إذا خاف الإنسان، يلجأ إلى ربه ليعينه ويعزز إيمانه. ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم دعاء يقول: `اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر`
المراجع
- إندونيسيا خالد حسون، الإعجاز في دعاء الرسول صل الله عليه وسلم، دار الكتب، العلمية بيروت ، لبنان ، 2015