اسلاميات

صفات المتقين

التقوى هي كلمة تعني الوقاية والستر والحذر، وهي من الكلمات التي وردت في القرآن الكريم بكثرة، وتعني في الشرع الحفاظ على النفس من الآثام والذنوب والمعاصي التي نهى الله عنها، وذلك حتى يتجنب المؤمنون عقابه في الآخرة، ووردت كلمة التقوى في القرآن الكريم 258 مرة، منها 182 مرة بصيغة الفعل و76 مرة بصيغة الاسم.

  ويقول المفسرون إن المعنى العام لمصطلح التقوى في القرآن يأتي بخمسة معان هي: التوحيد والإيمان وإخلاص القلوب للهواء الواحد، والإخلاص والنية الحسنة، والعبادة والطاعة، والخشية، وأخيرا ترك المعصية خوفا من العقاب ورغبة في الفوز بالجنة.

من صفات المتقين

1 – لا ينال السعادة في الدارين إلا المتقين الذين يتميزون عن غيرهم بأعمال وصفات، وقد أفاض القرآن العظيم في آياته المحكمات في ذكر تلك الصفات ، فهم يؤمنون بالغيب دون ريبة أو شك كونه من عند الله ولا يعلمه إلا هو تعالى عظمت قدرته، ويقيمون الصلاة ويحافظون عليها، كما إنهم ينفقون في سبيل الله في كل أوجه الخير وسبله.

يؤمنون المسلمون بكل الديانات السماوية التي سبقت الإسلام، ويؤمنون باليوم الآخر والملائكة والرسل والأنبياء، ويتميز المتقون بصبرهم في البلاء والكرب، ويؤدون الزكاة ويخرجونها في المصارف الشرعية التي حددها الله عز وجل.

إعطاء المال للأقارب والأيتام والمساكين والمسافرين والمستجيرين من سمات المتقين، ويتميز المتقون بأنهم يفيون بالعهد ولا يخلفونه، ويكونون صادقين في القول والفعل في العلن والسر، ولا ينافقون ولا يتظاهرون.

4- هذه صفات المتقين الذين يصدق إيمانهم، المفلحون الذين فلحوا في الفوز بجنات النعيم، لأنهم تجنبوا فعل المعصية والشر والإثم، وعملوا الأوامر الإلهية وفعلوا الطاعات، وابتعدوا عن الشرور والآثام وتجنبوا المحظورات، لذلك يستحقون عند ربهم الفوز العظيم والسعادة في الدنيا، والآخرة حيث النعيم المقيم، ويسمى من يفعل هذه الصفات بالمتقين والأبرار الصادقين.

أمور تزيد من التقوى

تزداد التقوى عند العبد المؤمن الذي يتجنب المحرمات ويؤدي الطاعات، وتزيد التقوى أيضًا بسبب عدة عوامل أخرى

1 – العبودية المطلقة للخالق

 تتطلب الحياة الإيمانية الخضوع لشريعة الله الرحيمة والامتثال لأحكامها السمحة وأداء فرائضها والالتزام بحدودها، وهذا يمنح الحياة طابعًا إيمانيًا وينعكس في الأفعال الإسلامية.

2- العمل الصالح و العلم النافع

 يعني العلم الذي يقرب الإنسان إلى الله ويزيد من خشيته ومحبته هو العلم النافع، والعمل الصالح هو نتيجة العلم النافع. فمن يطلب العلم للتقرب إلى الله والدعوة إلى الحق، فإنه سيقوم بعمل نافع لا يسعى للمجاملة أو النفاق أو الكبرياء، ولذلك العلم النافع والعمل الصالح يتعاونان في التقرب إلى الله وتعميق معنى التقوى في النفوس والقلوب.

3-  التفكر في الدنيا والآخرة

 من بين الأعمال التي تزيد من الإيمان والتقوى: الصيام، ذكر الله بشكل دائم، قراءة القرآن وتدبر معانيه، التحلي بأخلاق المتقين، صحبة أهل الخير والفلاح، تجنب أهل الشر، التفقه في الدين وقراءة سير التابعين من الصديقين والمتقين والشهداء.

4- الزهد

يزيد العبد المتقي تقواه بتركه لمتع الدنيا وشهواتها والانصراف عنها، حيث يتقرب من ربه .

5-  تذكر الموت

على المسلم الذي يتقى ربه، أن يتذكر دائما أن الدنيا فانية، ولا يجوز فيها إلا الاحتفاظ بكنوزها من الكلم الطيب والعمل الصالح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى