صفات الشخصية الضحية .. وكيف تتعامل معها ؟ “
يشير مصطلح `متلازمة الضحية` أو `عقلية الضحية` إلى سمة شخصية لأولئك الذين يعتقدون دائما أنهم ضحايا أفعال الآخرين الضارة، حتى عندما يعرض عليهم أدلة قاطعة تثبت خطأ اعتقادهم، في الواقع، يمر معظم الأشخاص بفترات طبيعية من الشفقة على الذات كجزء من عملية الحزن، وفي الواقع، يشير الشعور بالجرح والأذى من وقت لآخر إلى صحة نفسية جيدة وتقدير الذات.
ومع ذلك ، تنتهي هذه الشعور بسرعة وفي فترة قصيرة مقارنة بالمشاعر الدائمة التي تنمو داخل إنسان ما وتجعله يشعر دائما بالعجز والتشاؤم والذنب واليأس والاكتئاب. وهذه المشاعر تستهلك حياة الشخص الذي يعاني من عقدة الضحية. فهو يشعر دائما أنه ضحية للظروف، وأن العالم يعامله بشكل غير عادل. وللأسف، فإنه من الشائع أن يقع الأشخاص الذين تعرضوا لعلاقات مسيئة أو إيذاء جسدي في فترة ما من حياتهم كفريسة لعقلية الشخصية الضحية.
ما هي الشخصية الضحية وعقدة الشهيد
في بعض الأحيان، يتم ربط مصطلح `عقدة الشهيد` بمفهوم الشخصية الضحية، وهذا يشير إلى الصفات الشخصية للأفراد الذين يتوقون في الواقع لأن يشعروا بأنهم ضحايا بشكل متكرر. وغالبا ما يسعون – بل يشجعون أحيانا – على تعرضهم للإيذاء من الآخرين من أجل تلبية احتياجاتهم النفسية الداخلية أو كونها ذريعة لتجنب المسؤولية الشخصية. وعادة ما يضع الأشخاص المصابون بعقدة الشهيد أنفسهم عن غير قصد في مواقف أو علاقات قد تتسبب لهم في المعاناة، وترتبط عقدة الشهيد في بعض الأحيان بمرض الشخصية المعروف بـ `الماسوشية`، والذي يصف تفضيل المعاناة والسعي وراءها. وغالبا ما يرفض الأشخاص المصابون بعقدة الشهيد.
صفات الشخصية الضحية
تعتمد سيكولوجية دور الضحية على ثلاثة معتقدات رئيسية:
- الأشياء السيئة تحدث وتستمر في الحدوث.
- يلقى اللوم على الأشخاص أو الظروف الأخرى.
- لن ينجح أي محاولة لتحقيق التغيير، لذلك لا جدوى من المحاولة.
ومن أهم سمات الشخصية الضحية مايلي:
تجنب المسئولية دائمًا
يشمل تجنب المسؤولية العديد من الأمور، بما في ذلك إلقاء اللوم دائمًا في مكان آخر،واختلاق أعذار دائمًا لأي خطأ يحدث، والرد على أي عقبة في الحياة بعبارات مثل “هذا ليس خطأي.
تحدث الأشياء السيئة للجميع، وليس من الضروري أن يكون الشخص سيئًا حتى يحدث له شيء سيء. وهذه الأمور تحدث لجميع البشر، سواء كانوا صالحين أو أشرار، ولكن الأشخاص الذين يلعبون دور الضحية يواجهون صعوبةفي فهم هذا الأمر ويعتقدون دائمًا أن العالم يريد التخلص منهم.
عدم البحث عن حلول ممكنة لمشاكلهم
ليست كل المواقف السلبية لا يمكن السيطرة عليها تمامًا ، حتى لو بدت مستحيلة الحل في البداية، في كثير من الأحيان ، هناك على الأقل بعض الإجراءات الصغيرة التي يمكن أن تؤدي إلى التحسين، لكن الأشخاص الذين يعيشون دور الضحية يرفضون إجراء هذا التغيير ويرفضون أي عروض للمساعدة، فهم مهتمون فقط بالشعور بالظلم والأسف على أنفسهم.
الشعور بالعجز
يظن كثيرون يرون أنفسهم ضحايا بسبب عدم قدرتهم على تغيير وضعهم، ويشعرون في داخلهم بالاكتئاب ويريدون أن تسير الأمور بشكل جيد، ولكن الحياة تستمر في وضعهم في مواقف صعبة وتفرض عليهم المشاكل والهموم التي يشعرون بعدم القدرة على حلها أو الهروب منها.
الحديث السلبي عن النفس والتخريب الذاتي
قد يؤدي العيش مع عقلية الضحية إلى إعطاء الأشخاص الذين يواجهون التحديات صفة شخصية، حتى لو كانت هذه التحديات عادية ويمكن لأي شخص مواجهتها. وقد يساهم الشعور بالكونه ضحية في تعزيز المعتقدات مثل:
- كل شيء سيء يحدث لي.
- لا يمكنني فعل أي شيء بشأن ذلك، فلماذا أحاول
- أشعر بأنني أستحق الأشياء السيئة التي تحدث لي.
- لا احد يهتم بي.
يمكن للأشخاص الذين يعانون من عقدة الضحية أن يفكروا في أمور مثل “أنا لست ذكيًا بما يكفي للحصول على وظيفة أفضل” أو “أنا لست موهوبًا بما يكفي للنجاح”، وقد يمنعهم هذا النوع من التفكير من محاولة تطوير مهاراتهم أو تحديد نقاط القوة والقدرات الجديدة التي يمكن أن تساعدهم في تحقيق أهدافهم.
الإحباط والاستياء من الآخرين
قد يشعر الأشخاص الذين يتمتعون بهذه العقلية بالإحباط والغضب تجاه العالم الذي يتحدى مشاعرهم
الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من المشاعر يشعرون بأن ظروفهم لا تتغير وألما عندما يشعرون بأن أحبائهم لا يهتمون بمعاناتهم. كما يمكن أن يشعروا بالإحباط عندما يرون الآخرين سعداء وناجحين، وتتفاقم هذه المشاعر مع مرور الوقت
- مرورهم بنوبات غضب.
- شعورهم المستمر بالكآبة والعزلة.
- الشعور المستمر بالوحدة حتى في وجود أشخاص كثيرون حولهم.
أسباب متلازمة الضحية
قد يبدو للأفراد العاديين أن الشخص الذي يلعب دور الضحية هو شخص يحب العيش في هذا الدور ويختار هذه الشخصية بنفسه، ولكن الحقيقة هي أن معظم الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة لديهم أسباب وراء ذلك، فغالبا ما تعرضوا لإيذاء حقيقي في الماضي، وليس جميع الأشخاص قادرين على التعامل مع الصعوبات بنفس الطريقة، وبالتالي فإن الألم العاطفي قد يسيطر على الشخص ويشعره بالعجز طوال حياته، ومن بين الأسباب التي تدفع الإنسان للعيش في دور الضحية
- الخيانة: تجعل خيانة الثقة وخاصة الخيانات المتكررة الناس يشعرون بأنهم ضحايا.
- الاعتماد: يمكن أن تتطور الشخصية المعتمدة جنبًا إلى جنب مع سمات الشخصية الاعتمادية، حيث يمكن للشخص المعتمد التضحية بأهدافه من أجل إرضاء شريكه، وفي المقابل تتطور لديه مشاعر مثل الإحباط والاستياء التي تميز عقلية الضحية.
التعامل مع الشخصية الضحية
قد يكون من الصعب التعامل مع شخص يرى نفسه ضحية دائمًا، فهو شخص يرفض تحمل أي مسئولية، أو يتحمل نتيجة خطأه ويلوم الأخرين دائمًا، ومن أهم المشاكل التي قد تواجهها عندما تتعامل مع الشخص الذي يعيش دور الضحية هو أنك ستكون متهم أمامه دائمًا بأنك مسئول عن مشاكله، وخاصة إذا كنتما مسئولان معًا في نفس الموقف لكن اللوم كله سيقع عليك لأنه لن يعترف أبدًا بمسئوليته، ومن أفضل الطرق التي يمكن أن تتعامل بها مع تلك الشخصية، هو وضع حدود في التعامل حتى لا تكون دائمًا محل لوم.
مع ذلك، ما زال بإمكانك محاولة مساعدة هذا الشخص إذا كان مهمًا بالنسبة لك وكنت ترغب في مساعدته، ولكن عرض الحلول المباشرة عادة لن يساعد في التعامل مع هذه الشخصية، ولذلك يمكن عرض المساعدة في ثلاث خطوات تتضمن:
- يقوم الضحية بالاعتراف للشخص الآخر بأنه غير قادر على فعل أي شيء تجاه الموقف، وهذا الاعتراف يمثل اعتقادًا راسخًا داخل شخصيته.
- يُمكن السؤال عن نواياه في حال كان عليه القيام بشيء ما.
- ثم يتم تقديم المساعدة من خلال تبادل بعض الأفكار حول السبل الممكنة لتحقيق الهدف أو الخروج من الأزمة.
ومن النصائح التي يجب أن تتبعها عند التعامل مع الشخصية الضحية:
- لا تحاول الاقتراب منهم من موقع التفوق.
- تأكد من أنهم ليسوا ضحية بالفعل.
- لا تحاول أن تجادله بالمنطق، وتذكر أنك تتعامل مع شخص لديه عقلية غير صحية.
- حاول دائمًا الإشادة بجوانب القوة لدى الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم ضحايا، لأن الشخصيات الضعيفة تشعر بالنقص في الدعم، لذلك كن داعمًا لهم.
- عندما يبدأ الضحية أخيرًا في التزام بإيجاد حل، يجب عليها أن تتمتع بالمثابرة الكافية لتغيير نمطرق تفكيرها السيء.
- يجب محاولة تقديم الدعم المستمر له، لأن ذلك سيزيد من فرص مساعدته في الخروج من دور الضحية.