صفات الثقة بالنفس وعلاماتها
الثقة بالنفس لا تعني أن تكون واثقًا من أنك تعرف كل الإجابات أو أنك ستتصرف دائمًا بشكل صحيح، ولكنها في الواقع تعني الاعتقاد الداخلي بأنك ستكون لطيفًا ومحترمًا لنفسك بغض النظر عن نتائج جهودك.
صفات الثقة بالنفس
تعريف الثقة بالنفس هو الاعتماد القوي على صدق الذات، وبالطبع هناك اختلاف بين حياة مبنية على الثقة بالنفس وحياة لا تتميز بالثقة، عندما ننظر إلى أمثلة للأشخاص الذين يثقون في أنفسهم، نجد أنهم لديهم الوضوح والاطمئنان بخياراتهم، وأنها مترابطة، والثقة بالنفس تشمل الاعتماد المعتدل على الآخرين، والاستقلالية المتوازنة عنهم، وأيضا يتحدث الأشخاص الذين يمتلكون ثقة صحية بالنفس بثقة قادمة من العمق الداخلي لديهم ولكنهم ليسوا متغطرسين، وهم مراقبون بشكل جيد وقد طوروا قدرتهم على التعلم من خلال تجاربهم المختلفة، سواء كانت ناجحة أو فاشلة.
بسبب ثقتهم في أنفسهم، فإنهم ليسوا أشخاصا عقابيين عندما يرتكب شخص أخطاء ضدهم، ويمكنهم بصراحة النظر إلى تجربتهم دون خوف من معاقبة الذات أو تقييد الذات. الشخص الذي يركز على حماية نفسه من الاتهامات الداخلية أو الخارجية لن يكون قادرا على فحص تجربته الشخصية، لأن هدفه الرئيسي هو الحفاظ على نفسه وخاصة من الانتقادات اللاذعة.
علامات الثقة بالنفس
عدم تجنب أي مواجهة
قد يعاني الأشخاص الذين يتجنبون التواجه بأي وسيلة من مشاكل عدم الثقة بالنفس، فالأشخاص الذين لا يثقون في أنفسهم يشكون من شكوكهم وعادة ما يتجنبون التواجه مع مشاكل حقيقية جدا خوفا من هزيمتهم، وكما يقول نيكولاي ديانا بلينو، مستشار الصحة العقلية المرخص: “من الممكن أن يكون للأشخاص الذين يثقون في أنفسهم بشكل أكبر وقتا أسهل في مواجهة أي مواقف صعبة.
الحفاظ على النظرة الإيجابية
بالتأكيد، لا يمكن لأي شخص أن يكون مثل كرة من أشعة الشمس المشتعلة طوال 24 ساعة في اليوم، ولكن عدم الثقة بالنفس يمكن أن يجعل من الصعب على الإنسان التغلب على الأفكار السلبية التي تتردد باستمرار في ذهنه.
عندما لا يمكنك الوثوق بنفسك، فذلك يثير مشاعر الخزي والحزن، وهذا يساهم في زيادة الأفكار السلبية، والأشخاص الذين لا يثقون في أنفسهم يرغبون في أن يصبحوا أشخاصا أكثر إيجابية، ولكن تمنعهم الأفكار السلبية الداخلية من التقدم، فهم يعانون حتى أثناء أداء المهام اليومية العادية، وقد تتحول السلبية إلى عادة لديهم، أما الشخص الواثق في نفسه، فهو ذو ثقة صحية ويتمتع دائما بعقلية إيجابية في معظم الأوقات.
الثقة بالنفس تزيد القدرة على الالتزام
كيفية صعوبة التزامك بأي شيء جديد؟ عادة، يجد الأشخاص الذين يثقون في أنفسهم أنه من السهل الالتزام، سواء كان ذلك بالالتزام بالوقت المحدد، أو باتخاذ إجراء معين، أو بتحقيق هدف ما. بشكل عام، فكرة الالتزام لا تشكل صعوبة كبيرة بالنسبة لهم عند التفكير فيها. أما الشخص الذي لا يثق بنفسه، فغالبا ما يمتنع عن الالتزامات لتجنب الفشل. قد يستخدم عبارات مثل “أتمنى” أو “سأحاول”، وهذه الكلمات تسمح فعليا بالفشل ولا تجعله يتحمل المسؤولية الكاملة عن أفعاله في المستقبل.
الخروج من منطقة الراحة بسهولة
يتميز الشخص الواثق من نفسه بالجرأة على تجربة تحديات جديدة، ويرغب الأشخاص الذين يثقون في أنفسهم في البحث عن تحديات جديدة بشكل مستمر في حياتهم، ولا يمنعهم الخوف من الفشل من المضي قدمًا في أي تحدي أو مواجهة جديدة.
الثقة في الغريزة
يربط العديد من الخبراء بين قدرة الأشخاص على اتخاذ القرارات وبين شعورهم بالثقة في أنفسهم. فالأشخاص الذين يثقون بأنفسهم هم الأشخاص الذين يصنعون قرارات جيدة، ويحتاجون إلى مدخلات أقل من الآخرين قبل اتخاذ القرارات، ولا يسعون للحصول على موافقة الآخرين على قراراتهم مسبقًا.
غالبًا ما يثق الأشخاص في حدسهم وقدرتهم على اتخاذ قرارات صائبة، حتى إذا اتخذوا قرارًا خاطئًا في بعض الأحيان، فإنهم قادرون على التعافي ولا يبقون يشعرون بالندم لفترة طويلة.
تقبل الأخطاء بشكل أسهل
إن أهم خصائص الشخص الواثق بنفسه هي فهمه جيدًا أن الأخطاء لا مفر منها ما داموا أحياء، وقدرته على قبول أخطائه بسهولة وعدم الانكار إذا شعر بأنه قد أخطأ بالفعل
يمكن أن يكون التعامل بطريقة إيجابية مع الأخطاء دليلا على قوة الشخصية والثقة بالنفس واحترام الذات الإيجابي. إذا ارتكب أي خطأ، فإنه يمكن أن يتعلم منه في المستقبل ويزيد من خبرته في الحياة. أما الشخص الذي يفتقر إلى الثقة بالنفس، فعادة ينكر أخطائه.
يمكن أن يكون ضعيفًا
يمكن أن يكون الضعف دليلا على القوة والثقة في الذات، فالشخص الثقة في نفسه حقا قد يشعر بمعاناته الخاصة ويكون ضعيفا في بعض الحالات دون خجل، لأننا كبشر نمر جميعا بلحظات ضعف، ومحاولة إخفاء تلك الأوقات أو بالأحرى التظاهر بعدم وجودها قد لا يكون أمرا صحيا، بل ربما يكون الشخص الذي يقوم بذلك غير واثق في نفسه ويخشى الانفتاح على الآخرين ومشاركتهم معاناته.
الندم والتأثير على الثقة بالنفس
تحمل كلمة الندم في طياتها معنى الجريمة، ويعيش كثير من الناس مع الأسف والندم تجاه العديد من المواقف، والبعض الآخر يعتقد بشكل مضلل أنه لا ينبغي أن يشعر بالندم تجاه أي قرار أو فعل بأي شكل من الأشكال،
في الواقع، ينبغي على كل إنسان أن يشعر بالندم، والشخص الذي لا يشعر بأي ندم فإنه إما مريض نفسيًا أو غير قادر على تعلم أي شيء جديد.
الندم في حد ذاته ليس هو المشكلة، وفي الواقع إن ما يبقينا في حالة ندم دائم هو مقاومة الإحساس بعمق الحالة التي نمر بها وهذا يزيد الإحساس بالندم دون أن نشعر، وهو أمر ساحق للروح عندما لا يكون لدينا الموارد الداخلية لتحمل حجم الندم، لكن الشخص الواثق من نفسه يجب أن يملك الكثير من الوسائل للتعلم من الندم ومسامحة نفسه،لان الندم إذا زاد واستمر لفترة طويلة سوف يجعلك تشعر بالخزي الدائم، وهذا سوف يضر بنا كثيرًا ويفقدنا الثقة بالنفس، لكن إذا أثبتنا لأنفسنا أننا تعلمنا من الخطأ فإن ذلك سوف يزيل الشعور بالندم ثم يحدث التسامح الذاتي وتزداد ثقتنا بأنفسنا بشكل تلقائي.
تمارين تساعد على زيادة الثقة في النفس
الاهتمام بالعلاقة الجيدة مع نفسك أمر مهم لا يقل أهمية عن الاهتمام بالعلاقة الجيدة مع الآخرين، ولذلك يجب أن تعمل بجد على بناء وتعزيز الثقة بالنفس، ويمكن القيام بذلك من خلال تمارين زيادة الثقة بالنفس التي تشمل:
- يعني التأمل الذاتي الإيجابي مراجعة قراراتك باستمرار وتشجيع نفسك ومكافأتها على القرارات الصحيحة والناجحة.
- استغل فائدة المساعدة من الآخرين ولا تضيع وقتك في إعادة اختراع الأشياء، وكن على علم بالأشياء التي يمكنك تغييرها وتلك التي لا يمكنك، ولا يوجد مانع من طلب المساعدة من شخص مقرب في المواضيع التي ليست لديك خبرة بها.
- لا تلوم نفسك كثيرًا على الأخطاء ولا تتجاهلها تمامًا، بل حاول أن تتعلم منها، ولا تستسلم إذا حدث خطأ ما، بل حاول فقط تصحيح المسار دون التوقف.
- يجب احترام الآخرين واحترام الاختلافات بينهم، ويجب تجنب استخدام هذه الاختلافات ضدهم.
- كن دائمًا مستعدًا لتحمل بعض التنازلات، وحاول الاستماع بعمق ودون إصدار الحكم المباشر على أي شيء أو شخص.