صخور في عمان تمتص ثاني أكسيد الكربون
تعد مشكلة الاحتباس الحراري واحدة من أكبر التحديات التي يواجهها العالم حاليا، حيث يسبب زيادة درجة حرارة الأرض بشكل كبير وزيادة معدلات التلوث البيئي تأثيرا سلبيا على الحياة في الأرض. ومع ذلك، أكد العلماء والمتخصصون أن هناك صخورا يمكنها امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب الاحتباس الحراري، ويمكنها المساعدة في إبطاء ارتفاع درجة حرارة الأرض بمعدل جيد .
كيفية امتصاص صخور البريدوتيت لغاز ثاني أكسيد الكربون :- تتميز صخور البريدوتيت بقوتها في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، إذ تحول الغاز إلى مادة صلبة مثل كربونات الكالسيوم، ويؤكد الجيولوجي العالمي بيتر كيلميان والكيميائي الجيولوجي يورج ماتر أنه يمكن زيادة طاقتها بمعدل يصل إلى مليون مرة لتخزين ملياري طن أو أكثر من ثاني أكسيد الكربون الذي ينتج عن الأنشطة الإنسانية .
صخور في عمان تمتص ثاني أكسيد الكربون :- : “تعد صخور البريدوتيت من أكثر أنواع الصخور شيوعا في غطاء الأرض، أي الطبقة التي تقع بشكل مباشر تحت القشرة الأرضية، وتظهر أيضا على سطح الأرض، ووفقا لدراسات الباحثين، يتركز وجود هذا النوع من الصخور بشكل كبير في سلطنة عمان .
وهي تقع بالقرب تقريبا من منطقة تنتج كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون نتيجة لعمليات إنتاج الوقود الأحفوري. ومع ذلك، المشكلة تكمن في التكاليف المالية الضخمة لاستخراج هذا النوع من الصخور من أراضي السلطنة ونقلها مباشرة إلى المنشآت الطاقوية، التي تنبعث منها غازات تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري. وسوف تكون تلك التكاليف مرتفعة جدا وغالية جدا .
بداية الفكرة :- – لاحظ العلماء والباحثون في مرصد لامونت دوهيرتي إيرث بنيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، أنهم استوحوا الفكرة الأساسية من تخزين صخور البريدوتيت الممتصة للكربون، وذلك عن طريق نقلها وحقنها بمياه ساخنة تحتوي على ثاني أكسيد الكربون المضغوط .
وأشاروا أيضا إلى أن هناك حوالي 5 مليار طن سنويا من هذا الغاز يمكن تخزينه بالقرب من السلطنة باستخدام صخور البريدوتيت، وذلك بالتزامن مع تطوير تقنية جديدة من قبل العالم كلاوس لاكند في كولومبيا، وتعتمد هذه التقنية على استخدام عدد من الأشجار الاصطناعية التي تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء. ومع ذلك، لا يزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث العلمية قبل استخدام أي من هاتين التقنيتين على نطاق واسع .
ومن المهم أن نذكر أن هذا النوع من الصخور يتشكل أيضا في عدة مناطق مثل جزر بابوا غينيا الجديدة وجزر كاليدونيا في المحيط الهادئ، وعلى طول ساحل البحر الأدرياتي بالتحديد، بالإضافة إلى وجودها بكميات قليلة في ولاية كاليفورنيا. يسعى العلماء والمتخصصون للتغلب على مشكلة التكلفة المالية الكبيرة لهذه التقنية.
بالإضافة إلى إجراء عدد من الأبحاث الدقيقة عليها، تهدف الجهود إلى القضاء على ظاهرة الاحتباس الحراري التي يعاني منها كوكب الأرض منذ فترة بسبب أنشطة الإنسان المختلفة مثل عمليات التصنيع وإنتاج المواد البترولية وغيرها، والتي قد تنتج عنها العديد من المشاكل البيئية، مثل ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل كبير، وحدوث آثار سلبية على صحة الإنسان والحيوان والنباتات على سطح الأرض بسبب التلوث وزيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء .