شيفاجي مؤسس مملكة مارثا في غرب الهند
شيفاجي كان ملك مملكة المارثا في غرب الهند، وهو الذي أسسها وأظهر شجاعته وقوته من خلال تدريباته العسكرية على تقنيات القتال المختلفة.
نشأته :
ولد شيفاجي بهونسالي في عام 1627 م في شيفنيري، وهي تلة كانت تستخدم كحصن بالقرب من جونار في بيون، ويرجع نسبه إلى عائلة من البيروقراطيين، تحديدًا إلى شاهجي بونسالي، الذي كان جنرالًا في جيش سلالة بيجابور وجيجباي .
كانت والدة تدين له تأثيرًا كبيرًا في نشأته، إذ أبدت اهتمامًا كبيرًا بالتعاليم الدينية، وخاصة تلك التي تتعلق بالقديسين الهندوس والصوفيين، وعلمته ركوب الخيل والرماية وأساليب القتال الأخرى، بعد أن غادر والده إلى كارناتاكا مع زوجته الثانية وكاباي.
تولي شيفاجي الحكم وبعض المعارك التي خاضها :
قام شيفاجي بأول غزو عسكري له في سن مبكرة وهو ابن الـ 16 عام، وتحديداً عام 1645م ، وكان ذلك من خلال مهاجمة و استيلاء حصن تورنا في سلطنة بيجابور، مع غزو قلاع أخرى ، وخوفاً من قوته الصاعدة، قام السلطان محمد عادل شاه بسجن والده ، بعد أن أوقف فتوحاته وبنى جيشًا أقوى حتى إطلاق سراح والده عام 1653م .وقد أرسل السلطان جنراله ، أفضال خان ، لقمع شيفاجي في نوفمبر 1659م ، ولكن كان شيفاجي قد أخذ حذره وكان مسلحاً بجيش كبير لذلك تمكن من ردع أفضال خان.
تعرض شيفاجي لهجوم من قبل جيش الجنرال أديلش، أثناء تواجده في حصن بنهالا بالقرب من كولهابوفي في عام 1660م، ولكنه هرب إلى حصن فيشالجد لإعادة تجميع جيشه الكبير استعدادا للمعركة. بمساعدة ماراثا سردار بجي برابهو ديشباندي، الذي أصيب في معركة بافان كيند، تمكن شيفاجي من الوصول إلى فيشالجد بأمان، مما أدى إلى توقيع هدنة بينه وبين أديلش في يوليو 1660 .
وقد استأنف غاراته بعد وفاة والده في عام 1665، واستولى على الأجزاء الشمالية من كونكون وقلاع بوراندار وجافالي، كماشهدت علاقاته السلمية مع المغول صراعات في عام 1657م ، عندما داهم الأراضي المغولية في أحمدناغار وجونار ، ثم استولى جيش المغول على بيون، ولكن شيفاجي قام بهجوم مفاجئ لقتل جنود وحراس موغال .
ثم زار قوماهاراج أغرا مع ابنه البالغ من العمر 9 سنوات بناء على دعوة من أورنجزيب في عام 1666، حيث كانت الدعوة بغرض إرساله إلى قندهار للتعامل مع الحدود الشمالية الغربية للإمبراطورية المغولية. تعرض لسوء المعاملة من قبل أورنجزيب في البلاط، حيث تم احتجازه وتعريضه للإقامة الجبرية. ومع ذلك، تمكن من الهرب مع ابنه، وعند انتهاء معاهدة براندر في عام 1670، قاد هجوما على قوات المغول في ولاية ماهاراشترا وأعاد أسر القلاع التي استولوا عليها.
انتقل جنوبًا في نهاية عام 1676م ، واستولى على الحصون في فيلور وجينغ (في تاميل نادو حاليًا) ، التي كانت تحكمها في السابق أسرة أديلشاهي، وعلى الرغم من كون شيفاجي هندوسي مخلصناً لديانته، إلا أنه أظهر احتراماً كبيراً لكافة الأديان الأخرى، بما في ذلك المسيحية والإسلام، وكان عادلاً في تعامله مع كافة الطوائف والجماعات المختلفة .
أهم انجازات شيفاجي :
نشأ شيفاجي جيشًا قويًا جدًا يتألف من الفرسان والمشاة، وقام بتدريبهم على تقنيات الهجوم السريع وحملات التلال والقتال العصابي، بالإضافة إلى تفوقهم في حرب العصابات.
نظم شيفاجي أسطولًا قويًا ومنظمًا، بمافي ذلك 200 سفينة حربية، لحماية ساحل إمبراطوريته من الهجمات البرتغالية والبريطانية والهولندية والصديدية والمغولية، وبفضل ذلك اكتسب لقب “أب البحرية الهندية.