شهاب الدين الغوري مؤسس الدولة الغورية
شهاب الدين أبو المظفر شهاب الدين محمد بن سام الغوري هو البطل الشجاع ومؤسس الدولة الغورية، وأعاد هذا البطل الدولة الإسلامية إلى مكانتها السابقة .
البشتونيون
– القبائل الغورية ترجع في الأصل إلى الجنس البشتوني الأفغاني الذي سكن جبال الغور ، تلك البلاد التي كانت تعرف بالبرودة و الوحشة ، و تقع بين منطقة غزنة و منطقة غراة و تعرف الآن باسم أفغانستان ، مما يجعل سكان هذه الأماكن تبدو طبيعتهم أكثر قوة و صلابة ، و بعدها دخل بعضهم إلى الإسلام على يد السلطان محمود بن سبكتكين ، و بعد أن قام بمحاربتهم و رأى قوتهم حرص كل الحرص على أن يحاول أن يدخلهم كجندا للإسلام ، بعد أن قام بدعوتهم للدين دخلوها أفواجا ، فقام بإرسال العديد من المعلمين لهم من أجل تعليمهم أصول الدين .
– و على الرغم من أنهم كانوا في البداية يتسمون بالبسالة و القوة ، إلا أنهم سرعان ما تغير مصيرهم إلى السقوط و النهاية ، و ذلك نتيجة الضعف الذي دب بين أركان هذه الدولة ، و كذلك حب الدنيا الذي ملأ قلوب ملوكها و تسارعوا عليها ، و كان ذلك داعيا للكفار في اسيا لرفع رؤوسهم بعد فترة طويلة خضعوا فيها للمسلمين .
لرحمة الله عز وجل، تم استبدال هذه الدولة بالدولة الغورية المعروفة، التي قادها الأمير المظفر شهاب الدين الغوري، وبعده ملوك الدولة الغورية .
إعادة الأمجاد
بعد سقوط الدولة الغزنوية، بدأ القائد شهاب الدين الغوري في محاربة القرامطة الكفار، وتمكن فعليًا من استعادة بعض البلدان التي كانت بأيديهم، وحتى استطاع أن يستعيد مركز حكمهم في إيران .
في ذلك الوقت، شعر أمراء الهندوس بأن خطر المسلمين عليهم سيعود مجددا، وقرروا التحالف معا لمواجهة المسلمين، بالإضافة إلى تحالف أمراء الأنهار الكبرى في شمال الهند. دفعهم الحقد والخوف من المسلمين للبدء في هجومهم، مستغلين انشغال السلطان شهاب الدين في التعامل مع المشاكل والفتن الداخلية .
جهاد السلطان شهاب الدين
– كان من أهم أحلام شهاب الدين توحيد الهند بالكامل تحت راية الإسلام ، لذا عمل على استكمال ما بدأه السلطان محمود بن سبكتكين ، و لكنه كان مضطرا في ذاك الوقت للمحاربة في عدة جهات داخليا و خارجيا ، فكانت حروبه مقسمة بين كلا من الهند و إيران و الصين و غيرها ، و بالفعل قضى حياته كلها محاربا أعداء الدين فاتحا بلدانهم .
كانت أمراء الهندوس من بين أشرس أعداء المسلمين في ذلك الوقت، خاصة بعد أن تعرض المسلمون لسوء التعامل من قبلهم عندما دخلوا مدينة شرستي الهندية، والتي كانت وقتها من أهم المدن الهندية. وقد دارت معركة شديدة بين المسلمين وأمراء الهندوس في ذلك الوقت، حيث انهزم الغوريون وفروا من المعركة، فيما استمر شهاب الدين في القتال بشراسة حتى أصيب وهو ينزف. بعد ذلك، قام بتوبيخ الأمراء الهندوس الفارين من المعركة وأجبرهم على المشي حتى مدينة غزنة .
بعد ذلك، تمكن شهاب الدين من إلحاق هزيمة على الجيش الهندوسي، حيث قام بتقسيم الجيش ومهاجمتهم بشكل مفاجئ، وعلى الرغم من محاولة الهندوس تقديم الفدية، رفض شهاب الدين ذلك، وكانت أسمى طموحاته في ذلك الوقت نشر الإسلام هناك .
بالإضافة إلى حروبه في إيران التي كانت تستهدف بشكل رئيسي نفس الهدف، قاد الملك الذي فرض الجزية على القوقاز والمنغول وغيرهم وشن حروبًا ضد الزنادقة والباطنية وغيرهم .
تم قتل شهاب الدين في محرابه أثناء الصلاة، فمات شهيدًا .