شكل كليوباترا الحقيقي
يحتوي تاريخ الأمم والحضارات على عدد كبير من الشخصيات الشهيرة التي لا يزال صيتها مسموعاً لدينا حتى الآن، ولم تختلف الحضارة المصرية القديمة عن ذلك؛ حيث قدمت العديد من الشخصيات التاريخية البارزة سواء من الرجال أو النساء، بمن فيهم الملكة كليوباترا .
الملكة كليوباترا
تعد الملكة كليوباترا واحدة من ملكات مصر القديمة وأشهر امرأة حكمت دولة بأكملها في التاريخ، وتحمل اسم (كليوباترا السابعة)، وولدت تقريبا في عام 69 قبل الميلاد، ومعنى اسم كليوباترا باللغة اليونانية هو (ابنة المجد)، وهي ابنة الملك بطليموس الثاني عشر، وبعد وفاة والدها حكمت كليوباترا مصر مع أخيها الملك بطليموس الثالث عشر وكان عمرها حينذاك 18 عاما، وتعد كليوباترا هي آخر من حكم مصر من السلالة المقدونية والتي استمر حكمها لمصر لمدة 30 عاما تقريبا .
شكل كليوباترا ومواصفاتها
كانت الملكة كليوباترا ذات شخصية قوية وذكاء عال وفطنة كبيرة، وكانت لديها قدرة استثنائية على التفكير والتخطيط الاستراتيجي. كما كانت معروفة بحبها للعظمة والمجد، وكانت محبوبة من قبل العديد من الرجال، بمن فيهم ماركوس أنطونيوس ويوليوس قيصر وغيرهم. كانت تتمتع أيضا بجمال استثنائي يسحر العيون، وكانت تولي اهتماما كبيرا لمظهرها وجمالها .
على الرغم من ذلك، ذكر العديد من علماء الآثار أن قطع النقود التي تحمل صورة الملكة كليوباترا لم تكن جميلة كما وُصِفت من قبل بعض الأشخاص، ومع ذلك، فإنها تُعتبر واحدة من أهم الملكات التي أذهلت الجميع بقوتها وشخصيتها ومواصفاتها الفريدة .
قصة حياة كليوباترا
بعد أن تولت الملكة كليوباترا الحكم مع أخيها بعد وفاة والدهما ، قام حلفاء أخيها بعزلها من الحكم وطردها بالكامل خارج مدينة الإسكندرية التي كانت عاصمة مصر حينذاك ، وكانت مصر في هذه الفترة الزمنية تقع تحت وصاية الحكم الروماني ، وقد تزامن عزل كليوباترا مع وصول الملك يوليوس قيصر الذي كان في هذا الوقت حاكم روما إلى الإسكندرية ، والذي قد وقع في حبها وقام بإعلان الحرب على أخيها وطرده وإغراقه في البحر قبل أن يهرب وقام بإعادة كليوباترا إلى الحكم مرة ثانية مع أخيها بطليموس الـ 14 .
وبعد مرور فترة ليست كبيرة على ذلك ؛ أنجبت كليوباترا ابنها (قيصرون) والتي قد ادعت أنه ابن يوليوس قيصر ، وبعد ذلك تعرض يوليوس قيصر إلى الحرب والقتل في روما ووقعت مصر فيما بعد ضمن الإمبراطورية الرومانية في الجزء الذي كان من نصيب ماركوس أنطونيوس وأوكتافيوس ، وقد وقع ماركوس في حب الملكة كليوباترا وتزوجها وأنجبا 3 أبناء .
ولم تكن الأوضاع مستقرة ؛ بل إن اوكتافيوس لم يكن راضيًا عمّا يحدث ؛ وقام بإعلان الحرب على ماركوس وكليوباترا ودارت بينهم معارك حرية ضارية وتمكن أوكتافيوس من هزيمتهم في معركة (اكتيوم البحرية) ، وبعد هذه الهزيمة عاد كل من كليوباترا وماركوس أنطونيوس إلى مدينة الإسكندرية ولكن تمكن اوكتافيوس من ملاحقتهم بها ، وعندما وصل أوكتافيوس إلى حدود مصر ؛ قامت كليوباترا بإطلاق شائعة انتحارها ؛ وهنا قام ماركوس أنطونيوس بالانتحار عندما سمع خبر وفاتها ، وهنا لم تتمكن كليوباترا من الصمود أمام كل هذه الأحداث المتلاحقة والقاسية ؛ فقامت بالانتحار أيضًا بلدغ الأفعى ، وبذلك وقعت مصر بالكامل تحت حكم الرومان .
تُعد قصة الملكة كليوباترا من القصص المؤثرة والمؤلمة التي ألهمت العديد من الفلاسفة والكتاب لتأليف الكتب والمسرحيات حولها، ومنهم الأديب العالمي شكسبير .