شعر عن الطفولة لاحمد شوقي
تعرف الطفولة بأنها الفترة البريئة حيث ينظر الأطفال إلى الحياة ببساطة ويشعرون بعدم وجود مشاكل أو هموم. إن الطفولة عالم وردي مليء بالأحلام السعيدة، وقلوب الأطفال بيضاء ومليئة بالحنان والحب دون أي تلويث. في هذه الفترة، يتعلم الطفل معنى التسامح والعفوية في كل شيء. إنها إحدى أجمل مراحل الحياة وأكثرها نقاء، حيث يكون الطفل بريئا تماما وصافيا، ولا يهتم بأي شيء في هذا العالم أو يشغل تفكيره بأي شيء آخر.
أهمية مرحلة الطفولة
يعيش الطفل يومه بدون حقد أو تفكير مسبق، وهذا هو أجمل ما يمكن أن يكون، ومن الممكن أن يكون هذا هو ما يدفع الجميع إلى البحث عن عودة إلى الطفولة. ونظرا لأهمية الطفولة، كتب العديد من الشعراء قصائد عنها لتأكيد أهميتها، بالإضافة إلى ذلك، أكدت المنظمات الدولية على حقوق الطفل وواجباته في المجتمع والأسرة، وهناك الكثير من القصائد التي كتبت عن الطفل، من بينها قصائد أحمد شوقي
قصيدة أحمد شوقي لابنته أمينة
يا حَبَّذا أَمينَةٌ وَكَلبُــــها
تُحِبُّهُ جِدّاً كَمـــا يُحِبُّها
أَمينَتي تَحبو إِلى الحَولَينِ
وَكَلبُها يُناهِزُ الشَهرَينِ
لَكِنَّها بَيضاءُ مِثلُ العـاجِ
وَعَبدُها أَسوَدُ كَالدَياجي
يَلزَمُها نَهارَها وَتَلزَمُــه
وَمِثلَما يُكرِمُها لا تُكرِمُهُ
فَعِندَها مِن شِدَّةِ الإِشفاقِ
أَن تَأخُذَ الصَغيرَ بِالخِـناقِ
في كُلِّ ساعَةٍ لَهُ صِيــــاحُ
وَقَلَّما يَنعَمُ أَو يَرتــاحُ
وَهَذِهِ حادِثَةٌ لَها مَعَه
تُنبيكَ كَيفَ اِستَأثَرَت بِالمَنفَعَه
جاءَت بِهِ إِلَيَّ ذاتَ مَـرَّه
تَحمِلُهُ وَهـــيَ بِهِ كَالــبَرَّه
فَقُلتُ أَهلا بِالعَروسِ وَاِبنِها
ماذا يَكونُ يا تُرى مِن شَأنِها
قالَت غُلامي يا أَبي جَوعـانُ
وَما لَهُ كَما لَنا لِســـانُ
فَمُرهُموا يَأتوا بِخُبزٍ وَلَبَـن
وَيُحضِروا آنِيَةً ذاتَ ثَمَن
فَقُمتُ كَالعاـــــدَةِ بِالمَطلـــوبِ
وَجِئتُها أَنظُرُ مِن قَريبِ
فَعَجَنَت فــي اللَبَنِ اللُبابــــا
كَمـا تَرانا نُطــــعِمُ الكِلابـا
ثُمَّ أَرادَت أَن تَذوقَ قَبلَـهُ
فَاِستَطعَمَت بِنتُ الكِرامِ أَكلَهُ
هُناكَ أَلقَت بِالصَغيرِ لِلوَرا
وَاِندَفَعَت تَبكــي بُكاءً مُفتَرى
تَقولُ بابا أَنا دَحّا وَهوَ كُخّ
مَعناهُ بابا لِيَ وَحدي ما طُبِخ
فَقُل لِمَن يَجهَل خَطبَ الآنِيَه
قَد فُطِرَ الطِفلُ عَلى الأَنانِيَه
قصيدة هرتي
هرتي جِدُّ أليفة .. وهي للبيت حليفة
إذا لم تتحرك .. إنها دمية البيت الظريفة
إذا جاءت ورحلت .. زد في البيت الوصيفة
شغل الفأر ينظِّف الرف والسقيفة منه
الظهر والعصر يقومان بأدوار شريفة
ومن الأثواب لم تملك سوى فرو قطيف
كلَّما استونحَ أو آوى البراغيثَ المطيفة
غسلته وكوته .. بأساليب لطيفة
توحيتُوحِّد الوظيفة بين الحمَّام والماء
صيَّرَتْ ريقتها الصَّابونَ والشاربَ ليفة
لا تتدرَّب على العين أو الأنف جفافًا
وتعود أن تلتقي، ثوبها جميل ونظيف
إنما الثوب على الإنْـسانِ عنوان الصحيفةْ
قصيدة السفينة والحيوانات
لما أتَّم نوحٌ السفينة
وحركتها القدرةُ المعينة
جرى بها مالا جرى ببالِ
فما تعالى الموجُ كالجبالِ
حتَّى مشى الليثُ مع الحمارِ
وأخذ القطُّ بأيدي الفارِ
واستمع الفيلُ إلى الخنزيرِ
مؤتنسًا بصوته النكيرِ
وجلس الهرُّ بجنب الكلبِ
وقبَّل الخروفُ نابَ الذئبِ
وعطفَ البازُ على الغزالِ
واجتمع النملُ على الآكالِ
وفلَّتْ الفرخةُ صوفَ الثعلبِ
وتيَّمَ ابن عرس حبُّ الأرنبِ
فذهبت سوابقُ الأحقادِ
وظهر الأحبابُ في الأعادي
حتى إذا حطُّوا بسفح الجودي
وأيقنوا بعودةِ الوجودِ
عادوا إلى ما تقتضيه الشيمة
ورجعوا للحالة القديمة
فقسْ على ذلك أحوال البشر
وإن شمل المحذور أو عمَّ الخطر
بينا ترى العالم في جهادِ
إذ كلهم على الزمان العادي
نشيد المدرسة
أنا المدرسة، اعتني بي كأم، ولا تمل مني
ولا تنزعج كمن أُخذ من بيته إلى السجن
كأني وجهُ صيَّادٍ وأَنت الطيرُ في الغصن
لا بد لك اليوم – وإلا فغدا – من أن تفهمني
أو يمكنك التخلي عن العقل، إذن ستتخلى عني
أنا المصباحُ للفكرِ أنا المفتاحُ للذَّهنِ
أنا الباب إلى الشهرة، تعال وادخل اليمن
غدًا ستأكل في حوشي ولن تشبع من صحني
وأَلقاكَ بإخوانٍ يُدانونَكَ في السِّنِّ
تناديهمْ بيا فكري ويا شوقي ، ويا حسني
وآباءٍ أحبُّوكَ وما أَنت لهم بابن