ادببوح القصيد

شعر عن الصدق

يسعى الجميع لتميزه بالأخلاق الحميدة والطيبة التي تُذكر باسمه في غيابه وحضوره، فبفضل هذه الأخلاق الحميدة يتمكن من إيجاد الدعم والنصر والحصول على حقوقه في غيابه، وكذلك يجد من يدافع عنه في حضوره، وذلك بفضل تلك الأخلاق الحميدة التي يتصف بها .

ومن تلك الأخلاق التي لابد وأن تكون متوفرة في جميع الناس سواء كان كبير أم صغير والتي يسعى الأباء جاهدين إلى أن تكون تلك الصفة في أبنائهم منذ أن يكونوا صغار هي صفة الصدق ، ويعتبر الصدق هو من أساس كل الأخلاق وأولها التي لابد وأن تكون متوفرة في الإنسان منذ صغره وذلك عندما يكبر يكون على تمسك ويقين تام بها .

يعني الصدق في مضمونه وتعرفه أنه مطابقة الكلام أي القول للحقيقة والفعل الذي نقوم به أيا كان ، وقيل إن الص]ق منجاة من كل المخاطر حتى وإن كان ظاهر الصدق والاعتراف بالحقيقة يمكن أن يؤدي إلى بعض العقوبات ولكن هذا يكون في ظاهر الأمر فقط وحبل الكذب قصير مهما طال حتى وإن كان الكذب وإخفاء الحقيقة سوف ينجي من الكثير من المشكلات والمخاطر ولكن هذا يكون في اعتقادنا فقط وهو أن الكذب سوف ينجني إذا لو أخفينا الحقيقة.

في مؤشر آخر على أنه بغض النظر عن الحالة التي يواجهها الإنسان وسواء كان يجب عليه أن يكون صادقا أم لا، فمن الواجب على الإنسان أن يتمسك بصفة الصدق بشكل كامل وألا يتخلى عنه مهما كانت الظروف التي يعيش فيها والتي وقع فيها نفسه، ويؤثر الصدق بشكل إيجابي على حياة الإنسان بصفة عامة عندما يتعود عليه ويعتمد على الصدق دائما، حيث يشعر الإنسان بالراحة النفسية التامة والتي تخلو من الضغوط والأفكار السلبية المليئة بالمخاوف التي تمنعه من الاستمتاع بالراحة والسعادة والاطمئنان، وتزيد ثقته في نفسه وتجعله محترما ومقبولا من قبل الآخرين ومن نفسه أولا، وينعكس الصدق على حياة المجتمع ويجعله من المجتمعات المتقدمة أخلاقيا والتي تحظى بالاحترام والتقدير من قبل بقية المجتمعات .

 أقوال عن الصدق والكذب

يعد الصدق من أهم الأخلاق التي يجب أن تكون متوفرة في جميع الناس، وهناك العديد من الفلاسفة والأدباء والصحابة الذين ذكروا أقوالا مأثورة عن الصدق والكذب، ويمكن الإشارة إلى أبيات شعر عن الصدق والكذب التي تصف كل منهما، والصدق يعد أساسا هاما من أساسيات التعامل والأخلاق التي يتعامل بها الإنسان، بينما يؤدي الكذب إلى انحدار وتراجع المجتمع، ولذلك كتب وقيل الكثير في موضوع الصدق والكذب، ومن أجمل ما قيل عن الصدق:

عن علي بن أبي طالب  : من أفضل الأفعال في البر: الجود في العسر، والصدق في الغضب، والعفو عند المقدرة، أي أنك لا تجعل الأمور صعبة على الآخرين في تعاملك معهم، وتتميز بالصدق في جميع الأوقات، سواء كنت غاضبا أو فرحا، فيجب أن يكون الصدق سمتك الأولى في حديثك، وإذا حدث خصام بينك وبين شخص آخر، فيجب أن تتمتع بالقدرة على العفو عنه .

من الأمثال الروسية : الشخص الذي يكذب يشبه الشخص الغني الذي يسرق، وفي هذا المثل يعني أنه عليك أن تكون صادقا مهما كانت سنك، لأن الشخص الذي يكذب يشبه الشخص الذي يسرق شيئا ليس له حق فيه .

قال شكسبير :  إذا كنت صادقا فلماذا تحلف، ويؤكد بكلامه هنا أن الشخص يعرض نواياه من خلال حديثه إذا كان صادقًا أو كاذبًا .

قال إبراهيم اليازجي :  الصدق هو عمود الدين وركن الأدب وأساس الأخلاق، والمعنى هو أنه يجب عليك كشخص مسلم أن تتمتع بالصدق في المقام الأول .

قال جورج برنارد شو : قبل أن نطالب الآخرين بالصدق، علينا تعليم أطفالنا قيمة الصدق، وينبغي لكل أب وأم زرع هذه الصفة في أولادهم منذ الصغر .

قال نابليون بونابارت :  الكذب لا يفيد شيئا، فهو لا يخدع سوى مرة واحدة، وغالبا ما يؤدي إلى الكشف عن الحقيقة ومخاطرها، ولا يمكن للكذب أن يحميك من تبعاته .

شعر عن الصدق

يقول أبو العتاهية :

خليلي إن الهم قد يتفرج

ومن كان يبغي الحق فالحق أبلج

وذو الصدق لا يرتاب، والعدل قائم

على طرقات الحق والشر أعوج

وأخلاق ذوي التقوى والبر في الظلمة

لهن سراج، بين عينيه، مسرج

ونيات أهل الصدق بيض نقية

وألسن أهل الصدق لا تتجلج

وليس لمخلوق على الله حجة

وليس له من حجة الله مخرج

وقد درجت منا قرون كثيرة

ونحن سنمضي بعدهن وندرج

رويدك يا ذا القصر في شرفاته

فإِنك عنها مستخف وتزعج

وإنك عما اخترته لمبعد

وإنك مما في يديك لمخرج

ألا رب ذي ضيم غدا في كرامة

وملك، وتيجان الخلود متوج

لعمرك ما الدنيا لدي نفيسة

وإِن زخرف الغادون فيها وزبرجوا

وإن كانت الدنيا إلي حبيبة

فإني إلى حظي من الدين أحوج

قال الواسطي:

الصدق يعقد فوق رأس
حليفه بالصدق تاجا

والصدق يقدح زنده
في كل ناحية سراجا

قال أحمد الكيواني :

والصدق من كرم الطباع وطالما
جاء الكذوب بخجلة ووجوم

واحذر نحوس منجم يستقبل الكف
الخضيب بوجهه الملطوم

هتبعتلي الباقي وابعتهولك

قال أبو العلاء المعري :

لا تحلفن على صدق ولا كذب
فإن أبيت فعد الحلف بالله

يخاف كل رشيد من عقوبته
وإن تلفع ثوب الغافل اللاهي

وقال أبو العلاء ايضا :

فضلة النطق في الإنسان تمزجها
نقيصة الكذب المعدود في النقم

أصدق إلى أن تظن الصدق مهلكة
وعند ذلك فاقعد كاذبا وقم

وقال ايضا :

تزَوّجْ، إن أردْتَ ، فتاةَ صِدْق
كَمُضْمَرِ نِعمَ ، دامَ على الضّميرِ

إذا اطّلَعَ الأوانسُ لم تَطلّعْ
إلى عُرُسٍ تَمُرُّ ، ولا أميرِ

قال المنتصر بن بلال :

تحدث بصدق وإن تحدثت وليكن
لكل حديث من حديثك حين

فما القول إلا كالثياب ، فبعضها
عليك ، وبعض في التخوت مصون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى