شعر عن الرجولة و الشجاعة
في الواقع، نعيش الآن في زمن صعب حيث لم تعد كلمة `رجل` تقتصر على الذكور فقط، بل تحمل معان أكثر من ذلك. إن الرجل هو من يفي بوعوده ولا يخلفها، ومن يلتزم بكلمته دون التراجع عنها. الرجل هو من يحترم الحياة والآخرين في هذا الزمن الصعب، حيث أصبحت الذكورية قليلة ونادرة. لم يعد هناك الكثير من الرجال الذين يستحقون أن يطلق عليهم هذا اللقب، بل هناك رجال يخجلون من فعل ما يفعلونه تجاه النساء. إلى أين وصلنا في هذا الزمان؟ أنا شخصيا لا أعرف، ولكنني لن أقول سوى: `اللهم أجرنا من الأعظم واجعلنا من الأولياء الصالحين الذين يسجدون لك بخشوع وبكاء`
خاطرة عن الرجولة و الشجاعة
عزيزي القارئ، العالم مليء بالمحن ولكن هذه المحن هي التي تجعلك رجلا، وهي تحدد من أنت فعلا في هذه الحياة. إذا لم تواجه هذه المحن لتكن مختلفا وليس رجلا متخلفا، فهذه هي التي تصنع شجاعتك. هل ترى تلك العقبات التي تواجهتها في يوم من الأيام؟ إنها بالتأكيد تغيرتك وغيرت طريقة تفكيرك وجعلتك أقوى. هل تعلم ما هو المميز في هذه الحياة؟ إنها تعلمنا كيف نصبح رجالا من دون أن نعتمد على أحد، تعلمنا كيف نكون قويين مع أنفسنا وألا نستسلم لصعوبات الحياة. مهمة الحياة هي صناعة الرجال، فلا تحزن إذا جعلت منك شخصا آخر إذا كان ذلك للأفضل، ولكن احتفظ بنفسك إذا كنت رجلا سيئا، فالحياة لا ترحم. عندما ترى شخصا ارتكب خطأ، فتعلمه درسا قاسيا دون علمه. الرجولة ليست فقط في العضلات التي تظهر ببعض الرياضات وتشكل المظهر الخارجي، بل في صدقها وإيمانها وأخلاصها. الرجولة هي أن تدافع وتساعد من هم بحاجة إلى ذلك. من الصعب أن تحكم على الأمور من الخارج فقط، بل يجب أن تتابعها من أعمق تفاصيلها. الرجولة تتجلى في التأني والحكمة والسلامة، دون اللجوء إلى تفاصيل معقدة وتافهة. الرجل الحكيم هو الذي ينسحب في الوقت المناسب لحماية الآخرين. الرجل الحقيقي يفعل الخير دون أن يبوح لأحد بما فعله من أعمال صالحة، وربما لا تجد سوى قلة من هؤلاء في هذا الزمان المحزن. هذا هو زماننا
كلام عن الرجولة و الشجاعة
- هل تدرك أن الرجولة تتميز بصفات عديدة، ولكن أهم هذه الصفات هي الأخلاق العالية
- قال لي شخص ما في زمانكم لا يوجد رجال، ولكن في زماننا كان الرجال يقومون بتحطيم الصخور في الجبال، فرددت قائلًا بصوت هادئ، أتمنى أنك لم تعتبر نفسك منهم، لأن من يغري بغروره ليس رجلًا، وبعدها انسحبت صامتًا
- لا تدعي الشجاعة تغلب على عدم اقتناعك بما تقول
- الرجال هم الأكثر وفاءً، ويجب تسجيل هذا الأمر في ذهنك
- الشجاعة هي أن تدافع عن حقك بكل إيمان وصدق
- من ينشغل بنشر الشائعات والأقاويل عن الآخرين بناء على ما رأى أو سمعه، فهو غير مقبول لدى الرجال
- يتميز الرجل الشجاع بتواضع أفعاله، دون أن يتفاخر بها أمام الناس لإظهار غروره
- إن الرجل هو الذي يتزين بلباس التقوى
- كل صفات الرجال الشجعان هي من الصدق إلى الإيمان ومن الوفاء إلى الأخلاق
- تتميز النساء الجميلات بقلوب مليئة بالعطف والتسامح
- تترسخ الكلمات في قلوب الرجال بسماتهم الأصيلة
- يحرص الرجل على الحفاظ على أصله والابتعاد عن الشر والمرارة، ولا يعطي لهم بالاً، ويسجد لربه ليمحو عنه كل ذنب ومصيبة
شعر عن الرجولة و الشجاعة
- أبو علاء المعري
- وَجَدتُكَ أَعطَيتَ الشَجاعَةَ حَقَّها
- غَداةَ لَقيتَ المَوتَ غَيرَ هَيوبِ
- إِذا قُرِنَ الظَنُّ المُصيبُ مِنَ الفَتى
- بِتَجرِبَةٍ جاءا بِعِلمِ غُيوبِ
- وَإِنَّكَ إِن أَهدَيتَ لي عَيبَ واحِدٍ
- جَديرٌ إِلى غَيري بِنَقلِ عُيوبي
- وَإِنَّ جُيوبَ السَردِ مِن سُبُلِ الرَدى
- إذا لم يكن هناك نصح تحت الجيوب
- أحمد شوقي
- مَضى الدَهرُ بِاِبنِ إِمامِ اليَمَن
- وَأَودى بِزَينِ شَبابِ الزَمَن
- وَباتَت بِصَنعاءَ تَبكي السُيوفُ
- عَلَيهِ وَتَبكي القَنا في عَدَن
- وَأَعوَلَ نَجدٌ وَضَجَّ الحِجازُ
- وَمالَ الحُسَينُ فَعَزَّ الحَسَن
- وَغَصَّت مَناحاتُهُ في الخِيامِ
- وَغَصَّت مَآتِمُهُ في المُدُن
- وَلَو أَنَّ مَيتاً مَشى لِلعَزاءِ
- مَشى في مَآتِمِهِ ذو يَزَن
- فَتىً كَاِسمِهِ كانَ سَيفَ الإِلَه
- وَسَيفَ الرَسولِ وَسَيفَ الوَطَن
- وَلُقِّبَ بِالبَدرِ مِن حُسنِهِ
- وَما البَدرُ ما قَدرُهُ وَاِبنُ مَن
- عَزاءً جَميلاً إِمامَ الحِمى
- وَهَوِّن جَليلَ الرَزايا يَهُن
- وَأَنتَ المُعانُ بِإيمانِهِ
- وَظَنُّكَ في اللَهِ ظَنٌّ حَسَن
- وَلَكِن مَتى رَقَّ قَلبُ القَضاءِ
- وَمِن أَينَ لِلمَوتِ عَقلٌ يَزِن
- يُجامِلُكَ العُربُ النازِحون
- وَما العَرَبِيَّةُ إِلّا وَطَن
- وَيَجمَعُ قَومَكَ بِالمُسلِمينَ
- عَظيمَ الفُروضِ وَسَمحُ السُنَن
- وَأَنَّ نَبِيَّهُمُ واحِدٌ
- نَبِيُّ الصَوابِ نَبِيُّ اللَسَن
- وَمِصرُ الَّتي تَجمَعُ المُسلِمينَ
- كَما اِجتَمَعوا في ظِلالِ الرُكُن
- تُعَزّي اليَمانينَ في سَيفِهِم
- وَتَأخُذُ حِصَّتَها في الحَزَن
- وَتَقعُدُ في مَأتَمِ اِبنِ الإِمامِ
- وَتَبكيهِ بِالعَبَراتِ الهُتُن
- وَتَنشُرُ رَيحانَتَي زَنبَقٍ
- مِنَ الشِعرِ في رَبَواتِ اليَمَن
- تَرِفّانِ فَوقَ رُفاتِ الفَقيدِ
- رَفيفَ الجِنى في أَعالي الغُصُن
- قَضى واجِباً فَقَضى دونَهُ
- فَتىً خالِصَ السِرِّ صافي العَلَن
- تَطَوَّحَ في لُجَجٍ كَالجِبالِ
- عِراضِ الأَواسي طِوالِ القُنَن
- مَشى مِشيَةَ اللَيثِ لا في السِلاحِ
- وَلا في الدُروعِ وَلا في الجُنَن
- مَتى صِرتَ يا بَحرُ غُمدَ السُيوفِ
- وَكُنّا عَهِدناكَ غِمدَ السُفُن
- وَكُنتَ صِوانَ الجُمانِ الكَريمِ
- فَكَيفَ أُزيلَ وَلِم لَم يُصَن
- ظَفِرَت بِجَوهَرَةٍ فَذَّةٍ
- مِنَ الشَرَفِ العَبقَرِيِّ اليُمُن
- فَتىً بَذَلَ الروحَ دونَ الرِفاقِ
- إِلَيكَ وَأَعطى التُرابَ البَدَن
- وَهانَت عَلَيهِ مَلاهي الشَبابِ
- وَلَولا حُقوقُ العُلا لَم تَهُن
- وَخاضَكَ يُنقِذُ أَترابَهُ
- وَكانَ القَضاءُ لَهُ قَد كَمَن
- غَدَرتَ فَتىً لَيسَ في الغادِرينَ
- وَخُنتَ اِمرأً وافِياً لَم يَخُن
- وَما في الشَجاعَةِ حَتفُ الشُجاعِ
- وَلا مَدَّ عُمرَ الجَبانِ الجُبُن
- وَلَكِن إِذا حانَ حَينُ الفَتى
- قَضى وَيَعيشُ إِذا لَم يَحِن
- أَلا أَيُّها ذا الشَريفُ الرَضي
- أَبو السُجَرِ الرَماحِ اللُدُن
- شَهيدُ المُروءَةِ كانَ البَقيعُ
- أَحَقَّ بِهِ مِن تُرابِ اليَمَن
- فَهَل غَسَّلوهُ بِدَمعِ العُفاةِ
- وَفي كُلِّ قَلبِ حَزينٍ سَكَن
- لَقَد أَغرَقَ اِبنَكَ صَرفُ الزَمانِ
- وَأَغرَقتَ أَبناءَهُ بِالمِنَن
- أَتَذكُرُ إِذ هُوَ يَطوي الشُهورَ
- وَإِذ هُوَ كَالخِشفِ حُلوٌ أَغَن
- وَإِذ هُوَ حَولَكَ حَسَنُ القُصورِ
- وَطيبُ الرِياضِ وَصَفوُ الزَمَن
- بَشاشَتُهُ لَذَّةٌ في العُيونِ
- وَنَغمَتُهُ لَذَّةٌ في الأُذُن
- يُلاعِبُ طُرَّتَهُ في يَدَيكَ
- كَما لاعَبَ المُهرُ فَضلَ الرَسَن
- وَإِذ هُوَ كَالشِبلِ يَحكي الأُسودَ
- أَدَلَّ بِمِخلَبِهِ وَاِفتَتَن
- فَشَبَّ فَقامَ وَراءَ العَرينِ
- يَشُبُّ الحُروبَ وَيُطفي الفِتَن
- فَما بالُهُ صارَ في الهامِدينَ
- وَأَمسى عَفاءً كَأَن لَم يَكُن
- نَظَمتُ الدُموعَ رِثاءً لَهُ
- وَفَصَّلتُها بِالأَسى وَالشَجَن