شعرة معاوية

مصطلح `شعرة معاوية` يستخدمه الناس بشكل عام، ويستخدمه أيضا السياسيون. يشير إلى الدبلوماسية في التعامل، ووجود `شعرة معاوية` تعني دائما عدم التوتر والعناد واحتواء المواقف. وقد أطلق على معاوية لقب `كسرى العرب` بسبب ذكاءه واستدامته لحكمه في الشام لمدة تصل إلى 40 عاما من خلال طريقته في إدارة الأمور.

شعرة معاوية

اشتهر مصطلح `شعر معاوية` لأن معاوية بن أبي سفيان كان يقول: `لو بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، لما رفعوها أرخيتها، ولما أرخوها رفعتها.` وانتشرت تلك العبارات بين الناس حتى أصبحوا يستخدمونها في التعاملات الاجتماعية والعلاقات، وأصبحت الإشارة إلى بقاء شعرة معاوية تعني الدبلوماسية والتسامح في المواقف.

شعرة معاوية من هو صاحبها ؟

مولد أبو عبد الرحمن، معاوية بن أبي سفيان، صخر بن حرب بن أمية، كان في السنة السادسة قبل البعثة. وأمه هي هند بنت عتبة. دخل الإسلام أثناء فتح مكة، وكان من الطلقاء. تولى أخوه يزيد بن أبي سفيان ولاية الشام في عهد أبي بكر الصديق، وبعد وفاته تولى معاوية بن أبي سفيان ولاية الشام في عهد عمر بن الخطاب. بايع عثمان بن عفان، الخليفة الثالث، لكنه لم يسانده عندما قام معارضوه لقتله. لم يبايع الخليفة الرابع، علي بن أبي طالب، بل قام عليه بحجة الثأر لعثمان. ووقعت معركة صفين، وتولى خلافة المسلمين بعد استشهاد علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، واتخذ من الشام مقرا لحكمه.

معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية

– حول معاوية بن أبي سفيان الخلافة إلى ملك، وقام بإنشاء الدولة الأموية، وبدأ معاوية في تعزيز أركان حكمه من خلال شن غارات على البصرة ومصر والحجاز والعراق. وذكر الجاحظ في تأريخه أن هذه الفترة شهدت تحولا للإمامة إلى نظام ملكي مشابه للإمبراطورية، وتغييرا في هيكلية النظام السياسي. وركز معاوية على أهمية القوة العسكرية في تحقيق الاستقرار الداخلي، بالإضافة إلى التوسع الخارجي.

استخدم معاوية شعرته في تحقيق التوازن بين القبائل للسيطرة على قوتهم، وذلك لضمان حكمه وحكم ولده يزيد، واستخدم القوة المفرطة مع المعارضين، وكذلك استخدم مبادئ الدين لتعزيز خلافته.

أعمال معاوية بن أبي سفيان

يمكن أن تكون شعرة معاوية إشارة واضحة لسياساته طوال فترة حكمه، ولكن مع مرور الوقت، تمكن معاوية من توطيد حكمه، حيث أسس الدواوين والمراكز الإدارية، وتعامل مع خبراء رومان، مثل سرجون بن منصور، وأنشأ ديوان المحاسبة، وذلك بفضل علاقاته مع إيران والروم.

شعرة معاوية التي يستخدمها الناس

– تعقدت الحياة و العلاقات الاجتماعية و المصالح بين الناس ، و بات الكثيرون يستخدمون شعرة معاوية ، فالرجل في منزله يمكنه استخدام شعرة معاوية لاحتواء زوجته و الحفاظ على بيته ، فإن شدّت أرخى هو وإن أرخت شدّ هو ، يمكن للمدرس أيضًا أن يستخدم شعرة معاوية مع تلاميذه ، فإن أجادوا أرخى وإن تراخوا شدّ هو.

– و يمكن الإشارة إلى شعرة معاوية بالمثل الذي يقول: “لا تكن قاسيًا فتكسر و لا لينًا فتعصر”، و هو أيضًا مثل يشار إليه عند الحديث عن الدبلوماسية و استخدام السياسة في العلاقات الاجتماعية الخاصة و العامة ، فعلى المرء أن يراعي التروي في الحكم على الأمور ، و حسن التصرف هو أحد صفات الحكماء ، فلا يجب أبدًا أن نترك الأمور تصل إلى حد الغليان ، بل علينا مداراة الناس والتعامل معهم بمرونة واتزان.