شعب الإيجور المسلمين في الصين
من هم شعب الإيجور ؟
شعبالإيجور هم مجموعة عرقية تركية يرجع أصلها إلى جبال ألتاي في وسط آسيا. وعلى مدار تاريخهم الذي امتد لأكثر من 4000 عام، تمكن الإيجور من تطوير حضارة متقدمة ولعبوا دورًا بارزًا في التبادلات الثقافية عبر طريق الحرير .
كانت إمبراطورية الإيجور هي القوة السائدة في وسط آسيا خلال الفترة من القرن الثامن حتى التاسع عشر، ولكن غزو المانشو في القرن التاسع عشر والقوى القومية والشيوعية القادمة من الصين وروسيا تسببت في تقهقر حضارة الإيجور .
معتقداتهم الدينية
يتبع الإيجور بشكل عام الديانة الإسلامية السنية، وقد تم تبني الإسلام في المنطقة في القرن العاشر، وقبل ذلك كان يعتنق الإيجور البوذية والشامانية والمانوية .
المكان الذي يقطنه الإيجور
انتشرت إمبراطورية الإيجور في فترات مختلفة في شرق ووسط آسيا، ويعيش معظم الإيجور حاليا في مقاطعة سنجان ذاتية الحكم في الصين، وفي وقت قريب كانوا يشكلون أكبر مجموعة عرقية في هذه المنطقة، كما يعيش أقلية من الإيجور في تركمنستان وكازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان وغيرها من البلدان المجاورة .
تقع مدن الإيجور الرئيسية في منطقة سنجان بالصين وتشمل أورومتشي، العاصمة، وكاشغر، وهي مركز تجاري قديم في طريق الحرير التاريخي بالقرب من الحدود بين روسيا والصين. ولم تتمكّن الإيجور من الوحدة السياسية في السنوات الأخيرة، باستثناء فترة قصيرة خلال القرن التاسع عشر حيث قاموا بثورة ضد بكين .
علاقتهم مع الصين
في عام ١٨٧٦، سيطرت إمبراطورية المانشو على إقليم شرق تركستان، ويواجه المسلمون الإيجور في الصين قيودًا دينية والسجن وأحكام الإعدام، بينما يتم إهلاك تقاليدهم الثقافية والدينية بواسطة ممارسات وسياسات الحكومة القمعية، ويشتكون من ذلك بشدة .
كما أن الصين متهمة بتشجيع الهجرة الداخلية إلى مقاطعة سنجان “وهو اسم جديد يعني الحد الأمامي” حتى تزيد من تعداد وقوة السكان غير الإيجوريين في هذا الإقليم . وفي السنوات الأخيرة تم منع الطلاب والمعلمين والعمال المدنيين من الصيام في رمضان . كما تم منعهم من ارتداء الزي التقليدي .
وتعد أكثر مهمة مثيرة للجدل قامت بها الحكومة -والتي قوبلت باحتجاجات من منظمات حقوق الإنسان- هي السجن الغامض لقرابة مليون شخص إيجوري في “مراكز التدريب السياسي” وهي مبانٍ محصنة بشدة تم تشبيهها بمعسكرات إعادة التعليم في عصر ماو تسي تونغ . وفي أغسطس ٢٠١٨ طالبت الأمم المتحدة الصين بإنهاء السجن ولكن أنكر مسئولو الحكومة وجود تلك المعسكرات .
الحركة الانفصالية :
عملت المنظمات الانفصالية بجدية منذ خمسينيات القرن الماضى على تحقيق استقلال شعب الإيجور، ولكن الحكومة الصينية ردت عليهم بقوة، واصفة إياهم بالجناة والإرهابيين .
يؤيد معظم شعب الإيجور القومية والاستقلال المسالم عن الصين بدون المشاركة في اشتباكات انفصالية عنيفة .
الشعب والحضارة :
– أظهرت الأبحاث الحديثة في الصين أن شعب الإيجور يمتلك خليطًا من السلالة الأوروبية والشرق الآسيوي، ويتحدثون لغة تركية ذات صلة بلغات وسط آسيا الأخرى .
يقطن حوالي 11-15 مليون شخص من شعب الإيجور حاليًا في إقليم سنجان ذاتي الحكم في الصين، ويفخر هذا الشعب بتراثهم وإسهاماتهم الحضارية في مجالات اللغة والأدب والطباعة والهندسة المعمارية والفن والطب والموسيقى .