شروط صحة اقتداء المأموم بالامام داخل المسجد
تولى النبي عليه الصلاة والسلام إمامة المسلمين، وبعده تولاها خلفاؤه الراشدون. للإمامة فضل وأجر عظيم لكنه لم يذكر. يجب أن يتولاها أفضل المسلمين سواء في العلم أو العمل. اختلف العلماء حول ما إذا كان الأذان أفضل من الإمامة أو العكس، لكنهم اتفقوا على أن إمامة النبي عليه الصلاة والسلام وخلفاؤه الراشدون رضوان الله عليهم هي الأفضل. ومع عظم شأن الإمامة، هناك خطر لمن استهان بها. ورد عن النبي قوله: “إذا صلى بعضكم فأخطأ فله وللمأمومين، وإذا صلى فأخطأ الإمام فللمأمومين وعلي الإمام”. وهذا الحديث ينبه أي شخص يتقدم لإمامة الناس، لأنه إذا ارتكب خطأ، فإن العواقب ستقع عليه وحده. ومن أحكام الإمامة في الصلاة، أن يتقدم من يرى في نفسه كفاءة ليؤم الناس.
شروط صحة اقتداء المأموم بالامام داخل المسجد
شرعت الإمامة ليقتدي بها المأموم، فلا يجوز للمأموم سبق الإمام أو مساواته أو تقدمه في موقفه. يجب على المأموم مراقبة حالة الإمام والقيام بما يفعله وعدم المخالفة له في أي شيء. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “إنما جعل الإمام ليؤتم به، فلا تختلفوا فيه”. ويتم ترتيب الأحق بالإمامة بالأقرأ لكتاب الله ثم الأعلم بالسنة، ويجب أن يكون الإمام رجلا إذا كان في المصلين رجلا أو صبي واحد، فهذا من شروط الإمامة.
الشرط الأول اقتداء المأموم بالإمام داخل المسجد
يصح اقتداء المأموم بالإمام في المسجد حتى وإن لم يراه بعينه إذا سمع التكبير وحتى لو لم تتصل الصفوف، لأنهم يكونوا في موضع الجماعة ويمكن للمأمومين الاقتداء به بسماع التكبير أو غيره مما يدل على بدء الصلاة حتى لو كان بين المصلين والإمام حائل، فقد ورد في الحديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في حجرته، وجدار الحجرة قصير فرأى الناس شخص النبي عليه الصلاة والسلام فقام أناس يصلون بصلاته”.
الشرط الثاني اقتداء المأموم الموجود خارج المسجد بالإمام داخل المسجد
إذا كان الإمام داخل المسجد والمأموم خارجه، يمكن الاقتداء به إذا رآه بعض المأمومين الذين يقفون خلف الإمام، حتى لو كانت الرؤية من خلال شباك أو غيره .
الشرط الثالث اقتداء المأموم الموجود خارج المسجد بالإمام داخل المسجد وبينهما فاصل
في حالة وجود المأموم خارج المسجد والإمام داخله ويرى المأموين الإمام ولكن يفصل بينهم نهر أو طريق طويل لم تتصل فيه الصفوف، هناك رأيان مختلفان في هذه الحالة. الرأي الأول هو رأي الإمام بن باز رحمه الله، حيث يرجح أنه يجوز الصلاة في الجماعة ويمكن للمصلين رؤية الإمام أو بعض المأموين، ولكن يجب عدم صلاة أي شخص أمام الإمام، لأن ذلك يخالف طريقة الاصطفاف الشرعية في الصلاة. ويسمح بعض العلماء بالاقتداء بالإمام في حالة وجود نهر أو طريق فاصل إذا تمكن المأموم من سماع صوت الإمام.
والرأي الآخر هو أنه غير مسموح حتى لو كان المأموم داخل المسجد وبينه وبين الإمام حائلاً، لأن صوت الإمام قد ينقطع.
يجوز لكل صف داخل المسجد أن يقتدي بالشخص الذي يقف أمامه إذا كان صوت الإمام غير مسموع للجميع داخل المسجد.
يجب على المأموم أن لا يسابق الإمام أبدا كشرط أساسي لصحة اقتدائه به. وهناك العديد من الأحاديث التي تنص على منع المصلين من مسابقة الإمام. وفي الحديث الشريف عن أنس بن مالك، ذكر النبي قوله: `صلى بنا رسل الله ذات يوم، وعندما انتهى من الصلاة، توجه إلينا وقال: `أيها الناس، إنني إمامكم، فلا تسبقوني في الركوع والسجود والقيام والانصراف. فإني أراكم أمامي ومن خلفي، ووالله الذي نفسي بيده، لو رأيتم ما رأيت، لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا.` فسألوا: `ماذا رأيت يا رسول الله؟` فأجاب: `رأيت الجنة والنار.
وفي حديث آخر، ذكر معاوية بن أبي سفيان قائلاً: “لا تتعجلوا معي في الركوع والسجود .
وأفتى بعض العلماء، بمن فيهم العلامة محمد بن صالح العثيمين، بأن من يتسابق مع الإمام عمدا، فإن ذلك يبطل الصلاة ويخالف أركانها وواجباتها وشروطها، سواء سبق الإمام بركن واحد (ركوعا أو سجودا أو رفعا) أو أكثر. أما إذا قام المصلي بهذا الفعل جاهلا، أي أنه يعتقد أن الإمام قد أدى الركن، فيجب عليه أن يعود حتى يصحح ركنه، حتى وإن لحقه الإمام في الصلاة، على سبيل المثال، إذا قام من الركوع وهو جاهلا، ثم قام الإمام وهو لا يزال في القيام، فليكمل المصلي خلف الإمام.
أداب الإمام في الصلاة
- ينبغي تخفيف الصلاة من حيث المدة، ولكن يجب الحرص على إتمامها بالكمال، لأن الناس قد يكون بينهم مرضى أو ضعفاء، وقد يمنعهم الإطالة من إتمام الصلاة.
- يتميز الصلاة بتطويل الركعة الأولى أكثر من الثانية، وتطويل الركعتين الأوليين وتقصير الأخريين، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يطيل في الركعة الأولى حتى يدرك من تأخر في الصلاة، ليسمح لهم بالانضمام إليه في الركعة الأولى من الصلاة.
- يجب مراعاة مصلحة المأمومين بشرط اتباع السنة، حيث كان النبي عليه الصلاة والسلام يؤخر صلاة العشاء قليلاً إذا تأخر أصحابه حتى يدركوا الصلاة، أما الصلوات الأخرى فكان عليه الصلاة والسلام يصليها في وقتها.
- يجب عليه أن يجلس في مكانه بعد التحية لفترة قصيرة.
- يجب عدم الصلاة في مكان يرتفع مستواه عن المأمومين جدًا، ولا يجب الصلاة في مكان يحجب عن رؤية المأمومين جميعًا.
- لا ينبغي الجلوس بعد السلام وهو مواجهة القبلة.
أداب المأموم في الصلاة
- يجب على المأموم الالتزام بالسكينة والهدوء وعدم الإسراع عند سماع الإقامة.
- يجب على المأموم الانتظار حتى يدخل الصف قبل الركوع.
- لا يجب أن يقوم المصلي إذا أقيمت الصلاة حتى يخرج الإمام.
- يجب على صوت الإمام أن يبلغ المصلين الآخرين عند الحاجة إلى ذلك.
- بعد أن يقول الإمام `سمع الله لمن حمده`، يجب على المأموم أن يردد `ربنا ولك الحمد`.
- يجب على المأموم أن يقرأ الفاتحة خلف الإمام لأنه لا يصح الصلاة إذا لم يقرأ الفاتحة، وإذا ترك المأموم ترديد الفاتحة عن جهل أو نسيان فإن صلاته صحيحة، لكن إذا تركها عمدًا فهناك شبهة في صحة الصلاة.
- في حال تأخر الإمام بشكل واضح، يجب على أحد المأمومين التقدم ويجب أن يكون هو الأفضل منهم.
- إذا أقيمت الصلاة المكتوبة، فلا يصلي المأموم صلاة أخرى.
- لا يجوز للمؤمن التطوع في الصلاة المكتوبة في مكان آخر حتى يتم فصلهما بكلام أو يخرج من الصف.
- يجب عدم مغادرة المأموم قبل الإمام، وقد ورد في الحديث الشريف: `يا أيها الناس، إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالانصراف`.
- لا ينبغي للمأموم أن يصف في الصف الواحد بين الأعمدة في المسجدإلا إذا كان هناك حاجة ماسة، وقد صرح أنس بن مالك بأنهم كانوا يتجنبون ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
- يجب على المأموم أن يدخل مع الإمام إذا سبقه في أي حالة ووجد به الإمام.
- لا ينبغي للمصلي أن يلتزم بمكان واحد في المسجد ولا يصلي إلا فيه، حيث إنه من السنة النبوية أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن ثلاثة أمور: نقرة الغراب والاستلقاء مثل السبع وأن يتخذ المصلي مقامًا ثابتًا للصلاة مثلما يتخذ البعير مكانًا للراحة.
- يتعين على المأموم فتحعليه الإمام إذا ارتدى المأموم عباءةً في الصلاة.
- لا ينبغي للمأموم الصلاة أمام الإمام.