شروط اللعان بين الزوجين
نسمع في كثير من الأحيان عن قذف الزوج لزوجته واتهامها بالزنا أمام عدد كبير الأفراد ، وغالباً ما ينتهي هذا الأمر بالصلح بينهما بعد تدخل الأهل والأصدقاء لتهدئة الخلافات بين كلا الزوجين، ولكن هل ينتهي الأمر عند الله سبحانه وتعالى ؟ بالطبع لا ، فهذا الفعل يسمى ” اللعان ” وهو له بعض الأحكام والشروط في الشريعة الإسلامية ، وهو من الأعمال التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى ونبيه الكريم ، حرصاً على بناء المجتمع وبقاء الود والاحترام بين الزوجين .
ما هو اللعان
يأتي اللعان من المصطلح “لعن” ويعني في اللغة الطرد أو الإبعاد، وبالنسبة للشرع فهو يعني الكذب في القسم، حيث يمكن للزوج أن يحلف ويؤكد زنا زوجته، وقد تحلف الزوجة بأن الزنا الذي اتهمت به كان كاذبا. وبصفة عامة، يعامل ذنب القذف على قدم المساواة عند الله بالنسبة للزوجين، فهو مرتبط بسخط الله تعالى تجاه الزوج ولعنته، وبغضب الله تعالى تجاه الزوجة .
وقد جاء اللعان بين الزوجين في كل من الحديث والسنة ، فقال سبحانه وتعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ). الآية (6) / سورة النور .
فيما يتعلق بما ورد في الحديث النبوي الشريف، قيل إن هلال بن أمية اتهم زوجته بالزنا أمام الرسول، فقال: (أنت تحمل الدليل أو العقاب على ظهرك). فقال هلال: يا رسول الله، إذا رأى أحدنا رجلا يتربص زوجته ليطلب الدليل، فاستمر الرسول في طلب الدليل، حتى قال هلال ووالله الذي بعثك بالحق نبيا، إني صادق ولينزل الله ما يبرئ ظهري من العقاب. ونزلت آية اللعنة، وشروط اللعنة هي ثلاثة .
اللعان بين الزوجين
هناك العديد من الألفاظ التي يستخدمها الرجل لإهانة زوجته ، حيث يقول أربع مرات في الشهادة أنه رأى زوجته ترتكب الزنا أو أنه صادق فيما يتهمها به ، وأما بخصوص نفي الحمل منه فإنه يقسم أربع مرات أنها ارتكبت الزنا وأن الحمل ليس من نسله ، وفي المرة الخامسة في أي من هذين الحالتين يلعنه الله إذا كان يكذب ، لأنه بذلك يفتري على زوجته ويشوه سمعته .
أما اللعن فيما يتعلق بالمرأة، فإنه يحدث عندما تقسم أربع مرات في الرؤية بأنها لم تزنِ قط، وتقسم أيضًا أربع مرات في الحمل بأن طفلها من زوجها ولم تزنِ، وفي المرة الخامسة لكلتا الحالتين يغضب الله عليها إن كان زوجها صادقًا، فيحل عليها اللعن .
شروط اللعان
للعان ثلاثة شروط أساسية حتى يتحقق ، وهم :
إذا كان اللعن بين زوجين قد تم تكليفهما من قبل الإمام أو نائبه، فهذا يعد مقبولًا .
يتمثل اللعن بأن يقوم الرجل بإلقاء الزنا على زوجته .
عندما تستمر الزوجة في الكذب على زوجها حتى ينتهي اللعن .
الأحكام المترتبة على اللعان في الشريعة
نظرا لأن مصادر التشريع لها أهمية مماثلة لأركان الإسلام الخمسة، فقد حددت الشريعة الإسلامية بعض الأحكام والتشريعات التي تنطوي على الزوج والزوجة في حالة الطلاق، وهي كالتالي:
إذا تعنى الزوجة زوجها، وكان هذا التعني صادقًا، فإن ذلك يؤدي إلى تحديد عقوبة الزنا على الزوجة حتى يتم اللعن، وفيما يتعلق بالحمل، فإن نسبة الطفل ينتقل عن الزوج .
في حال كانت المرأة صادقة في قسمها، ولم يكن هناك تعنت منها، فإن حد الزنا يسقط عنها، وينسب الولد إلى زوجها في حالة الحمل. ويشير العديد من العلماء إلى ضرورة تفريق الزوجين، لأن الزوجة تصبح محرمة على زوجها بعد اللعن