شرح الحديث الشريف ” ثلاث جدهن جد وهزلهن جد “
قال رسول الله صل الله عليه وسلم: ثلاث جدهن جد وهزلهن جد، النكاح والطلاق والرجعة”، وفي رواية أخرى “ثلاث لا يجوز اللعب فيهن: الطلاق والنكاح والعتق”، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “ثلاث لا يجوز اللعب فيهن: الطلاق والعتاق والنكاح.
معاني الكلمات:
النكاح: يعني ذلك أن يقول الولي: زوجتك فلانة، ويقول الزوج: قبلت.
الطلاق: إذا فعلت ذلك، فسيقال لك `أنت طالق`
الرجعة: هو أن تعود المطلقة لحماية زوجها بصورة قسرية.
العتق: وهو أن يقول أنت حر أو نحو ذلك.
شرح الحديث:
يتناول هذا الحديث مشكلة خطيرة تؤثر في مجتمعاتنا العربية، وهي الاستخفاف والتلاعب بمفهوم الطلاق والزواج، حيث يقوم الرجل بالقول لزوجته بأنه يطلقها بنية المزاح، أو يمازح أصدقائه وضيوفه بأن زوجته طلقته إذا لم يستمتعوا بوجبة طعام أو مشروب على سبيل الكرم والضيافة. والعكس صحيح أيضا، حيث يقوم الشاب بالمزاح مع الفتاة ويقول لها إنها زوجته أو امرأته، أو تقول الفتاة بمزاح تزوجني وسأفعل لك هذا، أو يقول ولي الأمر لابنه الصغير إنه سيزوجه ابنته بنية المزاح، ويجيب الأب بأنه موافق على ذلك وغيرها مما يشاهد في الجامعات والنوادي الاجتماعية وبعض المجالس.
كل هذا الزجر هو لأن النكتة قد تؤدي إلى الكذب، وهذا يتعارض مع الجدية والصدق التي دعا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث نهى النكتة المكذوبة حتى لو كانت للتسلية فقط. المسلم لا يكذب حتى لو كان يمزح، وهذا ما يتضح من قصة عمر بن الخطاب التي رواها عبد الرزاق، حيث قام بإعطاء الرجل الذي كذب في نكتته على زوجته ثلاث طلاقات.
الهدف من هذا الحديث:
يتعلق الأمر بالحفاظ على وحدة الأسرة وعدم تعريضها للضرر من جراء الكلام الفاضح أثناء الضحك، ويتم تدريب المسلم على ضبط لسانه، حيث إن الضحك والهزل لا يتم صنعهما لتدمير الأسرة أو إحداث المشاكل، بل للترفيه والترويح عن النفس بطريقة لا تغضبالله.
حكم الحلف بالطلاق (عليَّ الطلاق)؟
وهو حلف مشهور يقوم به الرجل لمنع زوجته أو نهيها عن فعل شيء ما لا يرغب فيه، فتراه يقول علي الطلاق لا تذهبين لهذا المكان، أو علي الطلاق لا تطبخين هذا الطعام، أو يقول لأصحابه علي الطلاق أنتم مدعوون عندي للطعام، إل غير ذلك، وقد أفتى كبار العلماء أن هذا ليس بطلاق لأن لفظ الطلاق الصريح “أنت طالق إن فعلت كذا” أو “زوجتي طالق إن فعلت كذا” لكن لفظ “علي الطلاق” ليس بطلاق ولا بحلف وعليه الكفارة.
وقال الخطابي: يجمع علماء الدين بشكل عام على أن إذا تم نطق كلمة الطلاق بوضوح من قبل شخص بالغ عاقل، فإنه يعتبر مسؤولًا عن ذلك ولا يمكن له اللجوء إلى الأعذار مثل اللعب أو الهزل أو عدم الإشارة إلى الطلاق.