ادب

شخصية ” علي بابا ” الحقيقية

من منا لا يعرف قصة علي بابا التي كانت تروى لنا في العديد من الحكايات المختلفة، ولكن البعض لا يعرف ما إذا كانت هذه القصة التي كانت تروى لنا حقيقية أم لا. إن قصة علي بابا من بين قصص الأطفال قبل النوم التي يحبونها ويستمتعون بسماعها وتخيلها.

من هو علي بابا

شخصية علي بابا هي شخصية أسطورية قديمة، كان يعمل بمهنة قطع الأخشاب، وبينما هو يقوم بعمله مثل كل يوم، شاهد اربعين حرامي يبحثون عن مكان لاخفاء ما يمتلكون من غنائم حصلوا عليها عن طريق السرقة، وعندما ذهبوا للكهف لكي يخفون ما يملكون من غنائم، راقبهم علي بابا وعرف الكلمة السرية لفتح الباب وهي ( افتح يا سمسم ).

قصة علي بابا والأربعين حرامي

كان يا مكان، كان يوجد شقيقان من بلاد العراق، الاول كان يدعى قاسم والثاني علي بابا، بعدما مات والدهما تم تقسيم الميراث على الشقيقان مثل بعضهما، ولكن كان قاسم قد ارتبط بزوجة غنية والعكس ارتبط علي بابا بزوجة فقيرة، ومن هذا اليوم عمل علي بابا بمهنة قطع الأخشاب ومن ثم الذهاب لبيعها في المدينة.

في يوم عادي، كان علي بابا يعمل كالمعتاد، ثم فوجئ ببعض الفرسان الذين أشك في هويتهم، ربما كانوا لصوصا وليسوا أشخاصا عاديين. قرر علي بابا ترك عمله ومراقبة الفرسان من خلال شجرة عالية مليئة بالأوراق الكثيفة، واستطاع أن يختبئ منهم ويلاحظهم بعناية. رأى الفرسان يتوقفون تحت الشجرة التي كان يختبئ فيها علي بابا، ثم قاموا بالمشي ببطء حتى وصلوا إلى صخرة كبيرة. في تلك اللحظة، سمع علي بابا أحد الفرسان يقول عبارة غريبة تعني `افتح يا سمس`.

كلمة السر في علي بابا افتح يا سمسم

كان الفرسان يستخدمون هذه الكلمة كرمز لفتح باب الكهف الذي يحتوي على الغنائم التي سرقوها. وكان علي بابا يراقبهم وتعرف على كلمة السر لفتح الصخرة، وكان يقف على الشجرة ويترقب بحذر خوفًا من أن يراه أحد الفرسان ويتم قتله على الفور.

عندما خرج رئيس اللصوص وأتباعه، قال: `اغلق يا سمسم`. فأغلقت الصخرة فورا، ثم ركبوا جميعا خيولهم وغادروا فورا. قرر علي بابا أن ينتظر لفترة طويلة قبل أن ينزل، بدلا من النزول على الفور عندما غادروا. ثم نزل من الشجرة وحاول أن يتذكر ما تم قتله سابقا لفتح باب الصخرة. عندما وصل إلى باب الصخرة، قال: `افتح يا سمسم`. فتح الباب على الفور.

عندما دخل علي بابا الكهف، اكتشف أن الكهف مضيء بشكل مفاجئ ووجد العديد من المواد المختلفة والنقود والحرير وغيرها من الثروات الثمينة التي تم جمعها عبر العصور. قام علي بابا بجمع الذهب المتواجد في الكهف وأخفاه، ثم أخذها إلى حماره ليحملها إلى منزله. عندما وصل علي بابا إلى منزله ورأت زوجته ما يحمله من ذهب، فرحت كثيرا وقاموا بدفن الذهب لكي لا يعلم به أحد. عندما أرادت زوجة علي بابا أن تأخذ المقياس من أخيه قاسم، سقطت قطعة من الذهب بطريق الخطأ في قاع المقياس، وعندما اكتشف قاسم ذلك، تعمد الحقد على أخيه وقال: “من أين له كل هذا الذهب؟.

ذهب قاسم إلى أخيه في اليوم التالي وملأ قلبه بالحقد بسبب ما شاهده من الذهب، وسأل علي بابا عن هذا الأمر، ولم يستطع علي بابا إخفاء الحقيقة، فحكى له ما وجد وبعد ذلك أعطى أخيه جزءًا من الثروة لكي يحتفظ بالسر.

مغارة علي بابا

لم يكتف بذلك، ولكنه أراد معرفة عنوان الكهف، حتى يستطيع الذهاب إليه والحصول على مزيد من الثروات العظيمة، فذهب قاسم مبكرا للمكان الذي أخبره به أخوه، وقال “افتح يا سمسم”، فعندما دخل الكهف، لم تصدق عينيه ما رأى من ثروات عظيمة، وحمل العديد من الذهب، ولكنه عندما حاول الخروج من الكهف، نسي كلمة السر بسبب التوتر، وحاول بجدية تذكرها، ولكن دون جدوى، وبعد ذلك وجد الباب مفتوحا، ورأه الفرسان اللصوص وقاموا بقتله وتقطيعه إلى نصفين وتعليقه، ليكون عبرة لمن يفكر في فعل مثل ذلك مرة أخرى.

ذهبت زوجة قاسم لزيارة أخيها علي بابا وشعرت بالخوف الشديد بسبب تأخر زوجها عن المعتاد. حاول علي بابا أن يطمئن زوجة أخيه، ذهب إلى مكان الكهف ووجد بعض الدماء. وعندما فتح باب الكهف، وجد جثة أخيه مقطعة إلى نصفين. ارتعب من هذا الموقف وتوجه إلى فتاة ذكية في المدينة لمساعدته في دفن أخيه قاسم وكأنه لم يقتل. تمكن هو والفتاة الذكية من إصلاح جثة قاسم لكي يتمكنوا من دفنه.

اللصوص وعلي بابا

في قصة علي بابا، عرف في وقتها أن لهذا الرجل شريك يعرف سر اللصوص، ومن ثم طلب رئيس اللصوص من أكثر الفرسان مهارة في الذهاب إلى المدينة ومعرفة أي أخبار عن قاسم وموته ومن حوله من الأشخاص. وعندما قابل أحدهم بابا مصطفى، استطاع أن يقنعه بأن يحكي ما حدث معه والمكان الذي قام به بمهمة خياطة قاسم، ولما أخبره عن طريق إغماء عينيه والذهاب مع أحد اللصوص، استطاع أن يعرف البيت ويقوم بعمل علامة عليه، ولكن اكتشفتها الصبية الماهرة فقامت بعمل نفس العلامة على البيوت الموجودة بجانب بيت علي بابا، فلما جاء اللصوص لم يستطيعوا معرفة البيت الصحيح. 

قام لص آخر باستخدام علامة غير  واضحة لكي لا يستطيع احد كشفها، ولكن اكتشفتها الصبية الماهرة وقامت بعمل نفس العلامة على جميع البيوت الموجودة بجانب بيت علي بابا. فلم يستطيعوا معرفة البيت الصحيح مرة أخرى، ولكن في نهاية الأمر قام رئيس اللصوص بتولي هذه المهمة، وعرف البيت بدون أن يقوم ببعض العلامات عليه. 

نهاية قصة علي بابا

قام رئيس اللصوص بالتنكر بزي تاجر زيت، واختبئ الأربعين حرامي في أوعية الزيت التي يحملها التاجر، فذهب رئيس اللصوص إلى علي بابا كأنه تاجر يبحث عن مكان ينام فيه. وعندما ذهبت الصبية لكي تستعير بعضًا من الزيت اكتشفت امر الفرسان الموجودون داخل الاوعية ومن ثم قامت باحراق هذه الاوعية.

في النهاية، رحبوا بالتاجر ورقصت الفتاة مورغانا له، ثم استخدمت السكين لقتل زعيم اللصوص. زوّجها علي بابا لابنه وأبقوا سر الكهف لأنفسهم دون أن يعرف أحد غيرهم.

تعد قصة علي بابا واحدة من القصص الشهيرة في الماضي، وهي قصة خيالية قصيرة يحبها الجميع ويستمتعون بسماعها. والدرس الذي نتعلمه من هذه القصة هو أن الطمع والحسد والحقد يؤديان بصاحبه إلى الهلاك، تماما كما حدث مع قاسم، أخي علي بابا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى