شجر الدر .. سلطانة مصر
كان شجر الدر مملوكة لشخص يدعى تركي أو خوارزمي، وهي ربما كانت من أصل أرمني. ثم اشتراها الصالح أيوب قبل أن يصبح سلطانا، وأصبحت ممتلكاتها ذات مكانة مرموقة لديه، ويدل على ذلك أنه تزوجها وأطلق سراحها من حالة العبودية، وأنجبت منه خليلا، وأطلق عليها لقب “بعصمة الدين أم خليل”. كانت ذكية للغاية، وأثبتت ذلك بعد وفاة زوجها، حيث تمكنت من إدارة شؤون مصر بعد أن باعتها المماليك وكبار الدولة لمدة 80 يوما، ولعبت دورا بارزا مع الصليبيين في معركة المنصورة. في السطور التالية، سنتحدث عن تاريخ شجر الدر بشكل موجز ..
نسب شجر الدر :
كانت تتمتع بجمال وذكاء، ويقال إن جنسيتها تركية أو يونانية أو رومانية، ولكن انتهت عبوديتها عندما اشتراها الصالح ايوب، وكانت ترافقه في رحلته عند اعتقاله في الكرك في عام 1239، وكان هناك أيضا عبد يدعى ركن الدين بيبرس .
زواجها من الصالح نجم الدين ايوب :
تمت زواجي من شجر الدر، زوجة الصالح نجم الدين أيوب، الذي تولى حكم مصر. انتقلت معه إلى مصر، وهنا بدأت في الحصول على سلطات ومكانة مميزة. بدأت بعد ذلك عندما تولى زوجها الحكم في الأوقات التي كان خارج مصر. وأثناء خروج الصالح للمشاركة في معركة في الشام ضد الأيوبيين، كان الملك لويس التاسع ملك فرنسا في نفس الوقت يقود الحملة الصليبية إلى مصر. تمكن الملك لويس التاسع بالفعل من نزول قواته في دمياط، وسيطر عليها الصليبيون. شعرت الصالح بحزن شديد بسبب هذا الخبر، وتوفي بعد حكمه لمصر لمدة 10 سنوات. حان الوقت لشجر الدر لتلعب دورا مهما، لقد أدهشت العالم بذكائها وأخفت خبر وفاة زوجها في السر. نقلت جثمانه إلى جزيرة الروضة في القاهرة لكي لا يؤثر ذلك على الروح المعنوية للجيش. ساعدها ودعمها في ذلك الأمير فخر الدين، وأصبحت هي تدير الدولة باسم زوجها وتصدر الأوامر السلطانية بدلا منه. زعمت أن الصالح كان مريضا تعبه ولا يرغب في مقابلة أي شخص، ولكن سرعان ما كشف النقاب عن خبر وفاته. كان الحل الوحيد أمامها هو استدعاء توران شاه ليتولى الحكم .
فضل شجر الدر في الانتصار على الصلبين :
بطريقة أو باخرى وصلت أخبار وفاة الصالح للصلبين وسرعان ما توجه الصلبين إلى القاهرة، وهنا جاء الدور التاريخي لشجر الدر التي كانت الحاكمة الفعلية لمصر، عندما علمت بتقدم الصلبين استدعت كل من بيبرس واقطاى وأمرتهم هم وسكان المدينة التزام الصمت أمام جموع الصلبين لكي ينخدع الصلبين في هدوء المدينة وحين يتجهون للقصر السلطاني تخرج عليهم المماليك ونجحت خطة شجر الدر وهزمت الصلبين بفضل ذكائها.
تولي شجر الدر الحكم :
بعد الانتصار الذي حققته شجرة الدر على الصلبين، كانت تتوقع من زوجها توران شاه أن يظهر لها الامتنان. لكنه بدلا من ذلك أرسل لها رسالة مكتوبة ليهددها ويطالبها بمال والدها، ولم يتوقف عند ذلك، بل قام أيضا بالاعتداء على أمراء المماليك ومحاولة التخلص منهم. ولكنه انتهى بالموت، وفتح الفرصة مرة أخرى لشجرة الدر، ولكن هذه المرة تم تكليفها بأمور الدولة وحكم مصر، وتم نقش اسمها على التاريخ. وهناك معلومة خاطئة بأنها أول امرأة تحكم العالم الإسلامي، بل هناك رضية الدين سلطنة دلهي وأيضا اروى بنت أحمد الصليحي .
ولكن سارعان ماوجهت شجرالدر مشاكل على حكمها من اتجاه الخلافة العباسية وارسل الخليفة العباسي المستعصم رسالته المشهورة “ان كانت الرجال قد عدمت عندكم فاعلمونا حتى نسير اليكم رجلا” وفي النهاية قررت شجرالدر التزوج من عز الدين ايبك اتابك وتتنازل له عن السلطة والحكم رسميا وليس فعليا وظلت تحكم مصر خلف الستار .
وفاة شجر الدر :
انتهت حياة شجرالدر ضربا بالقباقيب … وذلك بعد ان علمت بقرار عز الدين ايبك بزواج مرة اخرى من ابنة بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل ,قامت بقتله وادعت انه مات ليلا ولكن لم يصدقوا المماليك بهذه القصة وايقنو انها قتلته , فاخذوها المماليك الى امرأة عز الدين ايبك التي طلبت من جواريها ضرب شجر الدر بالقباقيب والقت حدفها وانتهت حياتها .