امراض نفسيةصحة

سيكولوجية السلوك الجمعي و مراحل تطورها

في كثير من الأحيان نشهد حدوث بعض الجرائم الجماعية، والتي يصعب فهم كيفية مشاركة بعض الأفراد في ارتكابها، وذلك لأن بعض المشاركين في هذه الجرائم لا يتميزون بالعنف أو الجريمة في الأساس، ويعد مثالا على ذلك بعض الجرائم التي وقعت خلال مباريات كرة القدم، حيث يتم دفع بعضهم نحو ارتكاب تلك الجرائم دون التفكير في ذلك بدقة، ويعود ذلك إلى استراتيجية العقل الجماعي التي تؤدي إلى تلك السلوكيات الجماعية .

العقل الجمعي
– العقل الجمعي هو حالة تسيطر على الفرد ، أثناء التواجد في جماعات ، فيبدأ في سلك تصرفات أو طرق تختلف عن طبيعته ، أو تتوافق معها بشرط أن تتفق هذه السلوكيات أو التصرفات ، مع السلوك الجمعي ، و هذه السطوة تؤثر على قابلية الأفراد للخضوع و الموافقة ، على قرارات معينة أو تصرفات معينة ، دون تفكير و بعد أن يفيق الفرد لطبيعته الشخصية ، يجد نفسه في دائرة من السلوكيات ، لم يظن أن ينصاع لها في يوم ما .

– هذا الأمر لا ينفي قدرة الشخص على عقل تصرفاته ، و التفكير بها بشكل كامل ، فهو يمثل فقط إنعكاسا للدوافع الداخلية ، لبعض الأفراد ، فمثلا إذا تواجد الشخص في موقف يحمل الفرح ، كحفلة زفاف مثلا و كان يحمل بداخله مشاعر فرح داخلية ، فسوف يجد نفسه منساقا لتلك المشاعر ، ربما بشكل أكبر مما تخيل ، و لكنه يبقى إنعكاسا لما دار بداخله ، و كذلك الحال في المواقف المحزنة ، ربما نجد أنفسنا أحيانا نبكي في عزاء شخص ما ، و نحن لا نعرفه من الأساس ، و لكننا في الحقيقة نبكي لما بداخلنا نحن .

سيكولوجية السلوك الجمعي
تتمثل سيكولوجية السلوك الجماعي في الانفعالات الجماعية التي تعمل على تحرير بعض الأشياء المكبوتة داخل الفرد، سواء كانت مخاوفًا أو أفراحًا أو أحقادًا أو حتى مشاعر عدائية .

عندما يبدأ العقل الجمعي في الظهور، يبدأ الشخص في الإفراج عن الرغبات المكبوتة والانصياع لقرارات ورغبات تحركها العقل الجمعي. وقد يندم الشخص على أفعاله التي قام بها تحت تأثير هذه القوة بعد أن يستعيد وعيه .

يمكن لبعض الأشخاص إظهار سلوكيات غريبة ومنحرفة، ويمكن أن تكون استراتيجية العقل الجمعي هي الدافع الرئيسي وراء الهياج والعنف والتخريب وأعمال الشغب، التي نشهدها منذ القدم .

أبحاث نفسية و اجتماعية حول الأمر
قام عدد كبير من علماء النفس والاجتماع بدراسة التغيرات التي تحدث في سلوك الإنسان أثناء التجمعات .

– و قد أفادت العديد من الدراسات أن السلوك الجماعي ، ينجم عن عقل جمعي فنجد أن البعض يتحدث بلغة الجماعة ، في هذا الوقت و غالبا يكون هذا الشخص صاحب سيادة أو زعامة ، على هذا التجمهر مما يساعد على إنفصال الأشخاص ، عن استقلاليتهم و تفكيرهم الذاتي ، لينصهرون في الروح و العقل الجمعي .

عندما يبدأ الشخص في القيام بمهمة ما، فإنه يتصرف بشكل تلقائي وغير مخطط له، وتكون هذه التصرفات غالبًا سلوكيات غير منضبطة. وفي بعض الأحيان، يشعر الفرد بالرفض الداخلي تجاه هذه التصرفات، وربما يقاومها أو يرفضها .

– بعد أن يفيق الشخص من هذه التصرفات يجد نفسه قد وافق فعليا على تصرفات ، كان يرفضا و يتنافى معها في السابق مثلما يحدث في التظاهرات السياسية ، فتبدأ المظاهرة بالحس الجماعي في الرغبة على تحسين الأوضاع السياسية ، أو الاقتصادية أو أيا كان لينتهي الأمر ، بتخريب الأماكن التي تواجدت بها تلك الثورة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى