سيرة ” عبدالله بن حمود الطريقي ” اول وزير نفط سعودي
عبدالله بن حمود الطريقي هو سياسي مشهور، حيث كان أول وزير نفط سعودي يعين في هذا المنصب أثناء فترة حكم الملك سعود. كان له مسيرة مشرفة وناجحة، ونحن سنستعرض سيرته الذاتية وإنجازاته.
نشأة عبدالله بن حمود الطريقي
ولد عبدالله بن حمود الطريقي في عام 1918، ويُطلق على هذا العام في نجد عام الجدري أو عام الرحمة، وكانت والدته السيدة لولوة بنت أحمد العبد الكريم، وتعلم أساسيات القراءة والكتابة من مطوع الزلفي الذي كان يُسمى محمد بن عمر آل رحمه.
انتقل عبد الله إلى الكويت مع والده في عام 1924م عندما كان عمره ست سنوات. هناك أكمل دراسته النظامية قبل أن ينتقل إلى الهند، حيث التقى بعبد الله المحمد الفوزان الذي كان يمثل شيخ العرب في الهند في ذلك الوقت. في تلك الفترة، اقترح عبد الله الفوزان على عبد الله بن حمود الطريقي أن يكمل دراسته في إحدى البعثات الخارجية، وفعليا ذهب إلى القاهرة لاستكمال دراسته هناك.
مراحل الدراسة التي مر بها عبد الله بن حمود الطريقي
في عام 1933، التحق عبد الله بالثانوية الخديوية في محافظة حلوان التابعة لجمهورية مصر العربية. وبعد ذلك، تخرج وانتقل للدراسة في كلية العلوم في جامعة الملك فؤاد في تخصص الكيمياء، وتخرج من الجامعة في عام 1945م.
انتقل عبد الله الطريقي إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة دراسته في جامعة تكساس، حيث حصل في ذلك الوقت على درجة الماجستير في الجيولوجيا مع تخصص فرعي في هندسة البترول، وكانت رسالة الماجستير له تحت عنوان (جيولوجيا المملكة العربية السعودية)، وبعد الانتهاء من رسالته، عاد مرة أخرى إلى وطنه بعد أن تزوج امرأة أمريكية وأنجب منها والده (صخر)، وعندما عاد الطريقي إلى المملكة، عمل في وزارة المالية.
إنجازات عبدالله بن حمود الطريقي
أن الطريقي له العديد من الإنجازات الرائعة ومنها:
تأسست منظمة الأوبك وقالوا في إحدى المؤتمرات الصحفية `نحن أبناء الهنود الحمر الذين باعوا مانهاتن، ونريد تغيير الصفقة`، وقد كان الهدف من هذه العبارة توجيه النقد السياسي إلى أمريكا الظالمة المستبدة التي قامت بسلب ثروات الكثير من الشعوب في تلك الفترة.
عبد الله الطريقي وحافظ وهبة كانوا أول رجلين يحملان الجنسية السعودية اللذان تم تعيينهما في مجلس إدارة أرامكو في عام 1959.
طالب الطريقي بعدم حرق الآبار الخاصة بالغاز الطبيعي البترول التي كانت تستخدم في تلك الفترة.
– استعاد الطريقي نصف ميزانية الدولة عندما كانت شركة أرامكو تابعة لمجمع الشركات الأمريكية، ثم قام بإلغاء الامتيازات وزيادة حصة الدولة فيها.
أسس قواعد المحاصصة وشارك في العمل البترولي مع الجانب الوطني، وهو أحد الأسباب الرئيسية للازدهار الاقتصادي الحالي في المملكة.
لقد كتب الطريقي عددًا كبيرًا من المؤلفات والمقالات والكتب المتنوعة، منها كتابه الشهير “عبد الله الطريقي الأعمال الكاملة” والذي يحتوي على 1023 صفحة كبيرة الحجم، وقد طُبع في طبعة فاخرة كأول طبعة.
كان الطريقي واحدًا من مؤسسي مركز دراسات الوحدة العربية.
– عندما كان في دور المستشار في دولة الكويت، أقر بعدم التوقيع على إنفاق الأموال في الاتفاقيات الخاصة بالبترول. هذا القرار ساهم في تحسن كبير في حالة الكويت وكان أحد أسباب ثراءها.
تكريم عبدالله بن حمود الطريقي
تقديرًا للجهود التي قام بها الطريقي فإنه تسلم جائزة من مركز دراسات الوحدة العربية باسمه، كانت هذه الجائزة من الجوائز التي تمنح للشخصيات العربية التي لها أعمال معينة وبعض المواقف الخاصة في فترة زمنية وجيزة، وهذا الأمر ما قام به عبد الله الطريقي بالفعل في مجال النفط والتنمية العربية.
تعتبر هذه الجائزة التي حصل عليها بقيمة حوالي 25 ألف دولار، وتمنح مرة واحدة فقط كل سنتين، وتتم عملية الترشيح للفوز بها من قبل الجامعات والجمعيات العلمية ومراكز الدراسات والاتحادات والمنظمات.
من الكتب التي تم نشرها لإحياء ذكراه هو كتاب “صخور النفط ورمال السياسة” لعبد الله الطريقي، تأليف محمد بن عبد الله السيف، من دار رياض الريس للكتب والنشر، بيروت، الطبعة الأولى، مارس 2007.
وفاة عبدالله بن حمود الطريقي
توفي عبد الله الطريقي في عام 1997 ميلادي عندما كان عمره يصل إلى ثمانين عاما، وكان موجودا في القاهرة عندما توفي، وتم نقل جثمانه الكريم إلى مدينة الرياض حيث دفن في مقبرة عائلته.