سيرة عالم الرياضيات الفذ “بول ديراك”.
سيرته ونشأته: ولد بول أدريان موريس ديراك (Paul Adrien Mauric Dirac) في 8 أغسطس 1902 في بريستول، إنجلترا، وتوفي في 20 أكتوبر 1984 في تلاهاسي، فلوريدا، الولايات المتحدة الأمريكية. وكان والده معلما ومدرسا خاصا للمهاجرين السويسريين إلى المملكة المتحدة، في حين كانت والدته أمينة مكتبة
على الرغم من أن بول ديراك وُلد في المملكة المتحدة وأن أمه كانت بريطانية الجنسية، إلا أن والده أصر على منحه وأخوته الجنسية السويسرية، وأصبح بول ديراك مواطنًا بريطانيًا في سن السابعة عشرة من عمره، بعد أن منح والده الجنسية البريطانيةأيضًا.
– يُعد ديراك واحدًا من أعظم علماء الفيزياء النظرية في التاريخ، وأحد مؤسسي علم ميكانيكا الكم، الذي أعاد تشكيل وفهم العديد من الثوابت الفيزيائية بمعادلته المدهشة المعروفة باسم “معادلة ديراك.
طفولته: عاش بول طفولة صعبة، إذ كان والديه يتشاجران باستمرار حتى في الحديث، حيث كان كل منهما يتحدث بلغة مختلفة، فوالده كان يتحدث الفرنسية ووالدته الإنجليزية، ولذلك ظن بول وهو طفل أن الرجال والنساء يتحدثون بلغات مختلفة
كان الأب والأم منفصلين حتى أثناء تناول الطعام، حيث كان الأب يتناول الطعام مع ابنه بول، بينما كانت الأم تتناول الطعام مع أخوته فيليكس (أخوه الأكبر) وبيتي (أخته الصغرى). كان الأب مستبدا جدا، حيث كان يجبر بول على التحدث باللغة الفرنسية، وإذا أخطأ في اللغة، فإنه يعاقبه بإبقائه على طاولة الطعام. تسبب ذلك في إصابة بول بمشكلة في المعدة مدى الحياة. لذلك قرر بول تقليل أخطائه عن طريق تقليل عدد الكلمات التي ينطقها لتجنب غضب والده. ونتيجة لذلك، تشكلت لدى بول عقدة نفسية، حيث أنه يكره التحدث بالفرنسية في أي مكان طوال حياته المستقبلية. وعموما، يكره بول الكلام ونادرا ما يبدأ حديثا مع أي شخص، وكان موجزا في ردوده على الناس، وهذا سبب له صعوبات عديدة. بعد وفاة والده، كتب ديراك قائلا: “أشعر الآن بحرية كبيرة، أصبحت أخيرا حرا نفسيا
في مارس 1925، انتحر الأخ الأكبر لبول فيليكس، وعلق ديراك فيما بعد قائلاً: “أصيب والدي بضغط عصبي شديد… لم أكن أدرك أبدًا أن الآباء يحتاجون إلى الاهتمام بأبنائهم… ولكن بعد ذلك أدركت الأمر!
رغم كون بول يتمتع بشهية هائلة للعمل الجاد، فإنه كان الأفضل دائمًا بين تلاميذ أي صف دراسي يدرس فيه.
مراحل تعليمه: درس ديراك في مدرسة المطران الابتدائية، وهي أكبر مدرسة في بريستول، ثم درس في مدرسة ميرشانت للبنين للتعليم الفني، والتي كان والده مدرسًا للغة الفرنسية فيها.
تلقى ديراك منحة دراسية ودرس الهندسة الكهربائية في كلية الهندسة بجامعة بريستول، وعلى الرغم من تخرجه كأول طالب في فصله بتفوق، لم يتمكن من الحصول على وظيفة كمهندس بسبب الظروف الاقتصادية السيئة التي كانت تؤثر على البلد بعد الحرب. لذا، قبلت جامعة بريستول أن يدرس للحصول على درجة البكالوريوس في الفنون والرياضيات دون أي تكاليف إضافية، وسمحت له بتجاوز العام الدراسي الأول بناء على شهادته في الهندسة.
حصل ديراك على شهادة الدكتوراه في يونيو 1926، وقدم في ذلك الوقت أطروحته الأولى حول ميكانيكا الكم.
معادلة ديراك: شرحت معادلة ديراك سلوك الإلكترونات وتنبأت بوجود المادة المضادة “وهي مادة تتكون من جسيمات كالمادة العادية ولكن تحمل شحنات مختلفة فالبروتون كمثال يحمل في المادة العادية الشحنة الموجبة بينما يحمل في المادة المضادة الشحنة السالبة بينما الإلكترون في المادة العادية يحمل الشحنة السالبة وفي المادة المضادة يحمل الشحنة الموجبة ونفس الشئ بالنسبة لباقي الجسيمات ولهذا سُميت مادة مضادة”، وبينت أيضا معادلته الشهيرة أن ما كنا نعتقده فراغ هو غارق في واقع الأمر بأزواج من الجسيمات قصيرة العمر العادية والمضادة.
صاغ ديراك نظرية الديناميكا الكهربائية الكمومية لحساب فوتونات الضوء التي تنشأ وتفنى داخل الذرة، ووضع ميكانيكا الكم بمعادلات لاجرانج لفهم أفضل لمسارات الطاقة داخل الذرة التي اكتشفها العالم الفيزيائي الشهير “ريتشارد فاينمان.
من أقوال بول ديراك: استخدم الله جماليات الرياضيات في بناء هذا الكون
في العلم ، يحاول المرء تبسيط المفاهيم الأكثر صعوبة بأسلوب بسيط ، ولكن في الشعر ، يحدث العكس تمامًا
إذا كان هناك إله ، فمن المؤكد أنه رياضي عظيم
يمكن أن تلتقط زهرة من الأرض وتصل إلى أبعد النجوم