سيرة طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
اليوم نلتقي مع واحد من العشرة المبشرين بالجنة وهو الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله، والذي كان يلقبه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بـ `طلحة الخير` و `طلحة الجود` بسبب سخاءه وتجاوبه في سبيل الله… وكان طلحة من الرائدين الأوائل في الإسلام… وشهد طلحة جميع غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم باستثناء غزوة بدر… وكان مجاهدا ومقاتلا قويا وعظيما… ودائما تجده في الصفوف الأولى شجاعا ومقداما… وتوفي الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه سنة 36 هجريا، الموافق 656 ميلاديا… إذ استشهد كما أخبر الرسول، وذلك في معركة الجم .
اسمه ونسبه وعائلته : اسمه طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، وأمه الصعبة بنت الحضرمي من بني الصدف، وهي أخت الصحابي الجليل العلاء بن الحضرمي. هو ابن عم القائد الفاتح عبيد الله بن معمر التيمي، وطلحة من عائلة الصحابي الجليل أبي بكر الصديق، رضي الله عنه. وزوجاته هن أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، وابناؤه منها هم: يوسف بن طلحة، وزكريا بن طلحة، وموسى بن طلحة. وتزوج أيضا حمنة بنت جحش، وهي اخت زينب بنت جحش، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبناؤه منها هم: محمد السجاد بن طلحة، وعمران بن طلحة، وأم إسحاق بنت طلحة. وتزوج أيضا سعدى بنت عوف بن خارجة، وأبناؤه منها هم: يحيى بن طلحة بن عبيد الله، وعيسى بن طلحة
مولده وشهرته : طلحة بن عبيد الله ولد في سنة 26 قبل الهجرة، وذلك في عام 598 ميلاديا. كان قرشيا تيميا كنانيا، وكان من الوجهاء والسادة في قريش، وكان تاجرا ثريا من أغنى قريش، وكان يلقب بأسد قريش بسبب قوته .
اسلامه : ذات مرة، كان طلحة بن عبيد الله مسافرا للتجارة إلى بصرى، وهناك التقى براهب وأخبره بأن الله سيبعث نبيا سيخرج من مكة، وأن الأنبياء قد أخبروا عن هذا النبي. شعر طلحة بشوق لظهور هذا النبي، وعندما عاد من تجارته، بدأ في الانتظار. عندما علم بأن عمه يتبع محمد صلى الله عليه وسلم، قال في نفسه: “عمي أبو بكر ومحمد يجتمعان على شيء واحد، فهما ليسا بضالين، فأنا أعرفهما جيدا ولم أر منهما أي كذبة”. أسرع طلحة إلى عمه وأعلن إسلامه، فكان من السابقين المسلمين. هاجر إلى المدينة عندما أمر الله المسلمين بالهجرة، وشهد جميع الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ماعدا غزوة بدر حيث أرسل في مهمة أخرى مع سعيد بن زيد ليعرفوا أخبار قريش. كان طلحة بن عبيد الله معروفا بالجود والكرم، وثروته كلها كان يخرجها على المسلمين وفي سبيل الله، والله نماها له وأعوضه عليها بضعف مضاعف، وكان مجاهدا ومقاتلا قويا وعظيما، وكان يدافع عن المسلمين في الصفوف الأولى بشجاعة ومقدامة .
كنيته : صلى الله عليه وسلم أطلق على الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله عدة كنى منها: طلحة الخير وكنى صقر أحد، وكان الاثنان في غزوة أحد، وكان كناية أخرى له طلحة الجود في غزوة خيبر، وكان كناية أخرى له طلحة الفياض في غزوة أم العشير .
تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم لطلحة بالجنة : الرسول صلى الله عليه وسلم بشر طلحة بن عبيد الله بالجنة والأدلة كثيرة منها: عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال يوم الجمل سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (طلحة والزبير جاراي في الجنة) وأيضا عن جابر قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله)
وفاته : تم وفاة الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه في سنة 36 هجرية الموافقة لعام 656 ميلادية، ولقد استشهد كما أخبر الرسول، وذلك في يوم معركة الجمل .