سيرة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ” أسد الله “
اليوم موعدنا مع نجم ساطع في سماء الاسلام و كيف لا وقد نهل العلم و الاخلاق من مدرسة النبوة …. فموعنا اليوم مع الصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه …و قد كان حمزة رضي الله عنه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم و أخوه في الرضاعة … و استشهد في غزوة احد و لقبه الرسول صلي الله عليه وسلم بسيد الشهداء و أسد الله و أسد رسوله … فعندما وقف الرسولُ صلى الله عليه وسلم على حمزة رضي الله عنه بعد ان استشهد قال: «لن أصاب بمثلك أبداً، ما وقفت موقفاً قط أغيظ إلي من هذا» ثم قال: «جاءني جبريل فأخبرني أن حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل السموات السبع: حمزة بن عبد المطلب، أسد الله و أسد رسوله» .
هذه هي السيرة الذاتية للصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه
اسمه و نسبه : حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر… وهو نفس نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان حمزة عما لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأخوه في الرضاعة، إذ رضعهما ثويبة مولاة أبي لهب. فرضع حمزة بن عبد المطلب، ثم محمدا، ثم أبا سلمة عبد الله المخزومي القرشي، فكانوا جميعا إخوة في الرضاعة. وهو أفضل أعمام النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال صلى الله عليه وسلم: `خير إخوتي علي، وخير أعمامي حمزة رضي الله عنهما`. ويلقب بأبي عمارة، ويقال له أبو يعلى. وأمه هي هالة بنت وهيب بن عبد مناف، وهي ابنة عم آمنة بنت وهب بن عبد مناف أم النبي صلى الله عليه وسلم. وزوجاته هن: بنت الملة بن مالك، وخولة بنت قيس، وسلمى بنت عميس. وأبناؤه هم: يعلى بن حمزة، وعامر بن حمزة، وعمارة بن حمزة، وأمامة بنت حمزة .
مولده : ولد حمزة بن عبد المطلب، رضي الله عنه، في العام 54 قبل الهجرة، أي في مايو من العام 568 ميلاديا، وقد ولد في مكة المكرمة بشبه الجزيرة العربية، وكان أصغر من الرسول صلى الله عليه وسلم بسنتين .
حياته في الجاهلية : حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه تربى مع والده عبد المطلب بن هاشم، الذي كان سيد قريش وبني هاشم. وتربى أيضا مع ابن أخيه عبد الله وأخيه المنور من الرضاعة، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم. وعاش الاثنان يستلهمان القيم العربية الأصيلة من حيث الشجاعة والكرم والبطولة، وتربطهما صداقة قوية… كان حمزة في الجاهلية شابا شجاعا وكريما وسمحا… وكان حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه هو الذي خطب السيدة خديجة بنت خويلد لابن أخيه محمد صلى الله عليه وسلم .
اسلامه : في السنة الثانية من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، حمزة رضي الله عنه أسلم. عندما أسلم حمزة رضي الله عنه، عرفت قريش أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أصبح قويا والإسلام قد تحول إلى دين قوي. فتوقفوا عن استفزازه وإيذائه. بعد إسلام حمزة، أصبحت مواقف المسلمين أكثر قوة، وبدأ حمزة يعلن إسلامه في كل مكان ويتحدى أبطال قريش… وبعد إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، زادت قوة المسلمين بشكل متزايد… فخرج المسلمون إلى شوارع مكة بصوت عال، وكانوا يسيرون في صفين: الأول يقوده عمر، والثاني حمزة. بإسلامهما، أصبح الإسلام والمسلمون عزيزين… ثم هاجر حمزة رضي الله عنه إلى المدينة عندما أمر الله بالهجرة، وقد أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يزود بين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة، الذي كان مولى للرسول صلى الله عليه وسلم… وشهد الصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه غزوة بدر، وفيها قتل شيبة بن ربيعة خلال المعركة، وقتل العديد من المشركين وأبدع فيها بشهادة عظيمة مشهورة… وشهد الصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أيضا غزوة أحد .
ما هي قصة استشهاد الصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه؟
شهد الصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه غزوة أحد في سنة 3 هجريا، ما يوافق سنة 625 ميلاديا، وقد قتل فيها. قتل واحد وثلاثون من المشركين قبله. وكان هو الذي قتله وحشي بن حرب الحبشي، غلام جبير بن مطعم، وقد مثل به المشركون. هند بنت عتبة فتحت بطنه وأخرجت كبده، لأنها ترغب في الانتقام منه بسبب قتله والدها عتبة وشقيقها شيبة في غزوة بدر. ووضعت كبده في فمها، ولكنها لم تستطع ابتلاعه، فلفظته. فقال الرسول محمد: «لو دخل بطنها لم تمسها النار». وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم ليتفقد حمزة، فوجده في بطن الوادي قد مثل به. ولم ير منظرا يسبب لقلبه الألم مثله، فقال: «رحمك الله، يا عم، فقد كنت وصلا للرحم وفاعلا للخيرات». ودفن حمزة وابن أخته عبد الله بن جحش في قبر واحد. وأحزن الرسول جدا عليه، وصلى عليه. وكان حمزة أول شهيد يصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .