سيرة المدرب الإيطالي مانشيني
في مجال الرياضة دائما نجد أختلاف ما بين قارات وأخرى ودول وأخرى وأختلاف ما بين نادي وأخر والأختلاف هنا أختلاف جوهري فالرياضة في العادة تقسم الرياضيين الى فئات فهناك مثلا قارة تتقدم على قارة في لعبة ما مثل كرة القدم فقارة أوروبا منتخبتها متقدمة في التصنيف عن قارة أسيا و أفريقيا مثلا ، وكذلك الأندية الأوروبية تكون في فئة أعلى من الفرق الأسيوية والأفريقية وهذا ليس عنصرية وأنما راجع للنتائج التي تظهر دائما تفوق أبناء القارة العجوز على قارتي أفريقيا وأسيا ، نفس الأمر هنا ينطبق على اللاعبين فهناك لاعبين ب 100 مليون دولار وهناك لاعب أخر ب 50000 دولار وهذا راجع لفرق الأمكانات ما بين هذا وذاك ، نفس الأمر ينطبق على المدربين ، فهناك مدربين على مستوى تدريبي يصنف من الفئات الأولى وهناك مدربين يأتون في المرتبة الأقل ، وهكذا ولعل المدربين الذين في المرتبة الأولى منطقيا يكونوا على نفس الأمر يدربون أفضل الأندية في العالم مستغلين هذا الشخص الذي من الممكن أن يضيف لفريقهم ، وفي السنوات الأخيرة ظهر على الساحة كثير من المدربين المخضرمين وفي نفس الوقت يتميزون بصغر السن عن أقرانهم في الماضي حيث كان قديما نجد المدرب يجب أن يكون عمره أعلى من الستون عام على الأقل ولكن حاليا نجد بداية المدرب في 35 ويكون لديه الأمكانات لتدريب فريق عالمي كبير ، ومن ضمن هؤلاء الذين ظهروا في أخر خمسة عشر عاما هو المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني ، والذي يعتبر من أقوى المدربين على الساحة الكروية خلال الفترة الأخيرة ودعونا نقترب أكثر من المشهد ونتعرف على سيرته الذاتية .
مانشيني ومسيرته كلاعب محترف قبل أن ينتقل للتدريب : تم ولادة المدرب روبرتو مانشيني عام 1964 في مقاطعة أنكونا الإيطالية، و بدأ لعب كرة القدم مع نادي بولونيا لمدة عام، ثم انتقل إلى نادي سامبدوريا عام 82 ولعب فيه حتى عام 97، حيث شارك في أكثر من 400 مباراة وسجل خلالها 130 هدف، حيث كان يلعب في مركز المهاجم. ثم انتقل إلى نادي لاتسيو وقضى فيه أربع سنوات، شارك في 87 مباراة وسجل 15 هدفا. اختتم مسيرته الاحترافية في عام 2001 في نادي ليستر سيتي الإنجليزي. كما شارك مع المنتخب الإيطالي لمدة عشر سنوات، حيث لعب في 36 مباراة وسجل 4 أهداف .
المسيرة التدربية لمانشيني :
بعد أن اعتزل لعب كرة القدم مع نادي ليستر سيتي، قرر مانشيني أن يتفرغ للتدريب مباشرة، مستفيدا من الخبرات التي اكتسبها مع نادي لاتسيو عندما كان يلعب في صفوفه وعندما كان المدرب يعتمد عليه كمساعد. لذلك، قرر أن يتجه نحو المجال التدريبي، وبالفعل، كان أول فريق يتعاقد معه هو نادي فورنتينا الإيطالي، ونجح معه في الفوز بكأس إيطاليا. وبعد ذلك، انتقل إلى نادي لاتسيو وفاز معه أيضا بكأس إيطاليا. في عام 2004، انضم إلى نادي الميلان وحقق تاريخا رائعا في مسيرته التدريبية، حيث فاز ببطولة الدوري الإيطالي ثلاث مرات، وبطولة الكأس مرة، وبطولة السوبر مرتين. وفي عام 2008، بعد نتائج غير جيدة، قررت إدارة النادي إنهاء التعاقد معه، وبقي مانشيني بدون عمل لمدة تقريبا سنة قبل أن ينتقل إلى نادي مانشستر سيتي. قدم مع الفريق عروضا ممتازة جدا وتمكن من تطوير الجانب الهجومي للفريق، وفاز في عام 2012 بالدوري الإنجليزي بعد منافسة شرسة مع مانشستر يونايتد في اللحظات الأخيرة من البطولة، حيث كان متأخرا بفارق هدفين ولكنه نجح في تحويل الهزيمة إلى فوز في الدقائق الأخيرة .
بعدها أقيل من الفريق الأنجليزي بسبب خسارة الكأس ، وأتجه لتدريب فريق جالطة سراي التركي ولكن مع سوء النتائج الكثيرة وعدم رضاء الجمهور والأدارة قررت الأدارة أنهاء التعاقد مع المدرب ، وأنتقل الى الميلان بعدها لخلافة ماتيرازي وحاول أن يعيد الأمجاد للفريق مرة أخرى بعد أن بدأها معه منذ عشرة أعوام .