الخليج العربي

سيرة المؤرخ عبد القدوس الأنصاري وأهم إنجازاته

يعتبر عبد القدوس الأنصاري، المؤرخ والكاتب العظيم، من الشخصيات التي تتميز بتاريخ ممتاز في المملكة العربية السعودية، حيث نجح في نقل تفاصيل تاريخ السعودية والتراث الأدبي والثقافي والاجتماعي والحضاري في كتبه وأبحاثه الخاصة به، وأضاف إليها لمسته الفريدة من خلال أسلوبه الرائع ومنهجه المتميز جدا. إضافة إلى أن عبد القدوس الأنصاري هو صاحب أول رواية سعودية وهي رواية التوأمان زالتي، التي كانت النقطة الانطلاقية للعديد من الروايات الأخرى في السعودية. وكان عبد القدوس الأنصاري من بين أفضل أساتذة السعودية وأكثر الصحفيين خبرة وعلما وثراء، حيث جمع كل مناهل المعرفة لتتنوع بين الأدب واللغة والثقافة والعلم والتاريخ والآثار ليجمعها في قالب واحد. لذلك، من الضروري التعرف على المؤرخ الكبير عبد القدوس الأنصاري وأعماله ومؤلفاته التي غيرت تاريخ الأدب واللغة والثقافة في المملكة العربية السعودية .

مولده ونشأته
هو عبد القدوس بن القاسم بن محمد الأنصاري الخزرجي ولد عام 1324هـ ، تلقى تعليمه الأول على يد الشيخ محمد الطيب الأنصاري حيث تعلم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة وعلوم التفسير والفقة والحديث ثم التحق بمدرسة العلوم الشرعية بالمدينة المنورة عام 1341ه، وفي عام 1364هـ حصل على شهادة العلوم الشرعية وبعدها التحق بديوان إمارة المدينة المنورة بتوصية من وكيل الإمارة الذي وجد فيه كل ملامح النجاح .

المناصب التي حصل عليها
تم تعيينه كأستاذ للأدب العربي في مدرسة العلوم الشرعية، ومن خلال هذا المنصب، قدم الكثير من الدروس في علوم اللغة والأدب لطلاب المدرسة، وبذل جهدًا كبيرًا في تعليمهم أساسيات الأدب واللغة والفن والعقيدة والدين .
عيّن رأسَّاسًا لتحرير جريدة أم القرى بمكة المكرمة، حيث كان لديه فهم واضح لملامح الثقافة والصحافة، واستطاع أن يثبت مكانته وينتج إنتاجًا أدبيًا وأخباريًا واجتماعيًا، مما جعل منه علامة مميزة في سماء الأدب واللغة .
أسس جريدة خاصة به تحت اسم جريدة المنهل، وتمكن من تقديم المزيد من الإنجازات الأدبية التي جعلت من مجلته مكانًا لعرض البحوث الأدبية واللغوية والأعمال الأدبية، وخاصة الشعرية، والتي نالتقدير المتابعين .

أهم المؤلفات التي قام بها
قدم الشيخ عبد القدوس الأنصاري الكثير من المؤلفات والبحوث الأدبية القيمة في المملكة، وكان هذا دليلاً على تقديره لعمله وجهده. وقد كان مخلصًا فيعمله، وكان يعمل بجهد لكي يصل إلى أدق المعلومات التاريخية والحقائق. ومن بين هذه المؤلفات القيمة التي قدمها الشيخ عبد القدوس الأنصاري: (يتبع قائمة المؤلفات)
1- بنو سليم في التاريخ .
2- بين التاريخ والآثار .
3- مع ابن جبير ورحلته.
4- موسوعة تاريخ مدينة جدة .
5- آثار المدينة المنورة .
6- ديوان الأنصاريات .
7- قصة التوأمان .
8- اصلاحات في لغة الكتابة والأدب .
اليوم التاسع: أربعة أيام مع الشاعر العربي عبد المحسن الكاظمي .
10- طريق الهجرة النبوية .

منهجه وأسلوبه في الكتابة
استخدم المؤرخ عبد القدوس الأنصاري الأسلوب الأدبي في الكتابة بهدف تسلية القارئ وتقديم وصف فريد ومميز للأثار، بالإضافة إلى تزويد القارئ بالمعلومات الضرورية والكافية. يتميز منهجه أيضا بأنه يستند إلى الأدب العربي والثقافة الإسلامية، وهو منهج شامل ذو قيمة كبيرة. استطاع من خلال معرفته الواسعة وثقافته الغنية نقل هذه القيم لنا من خلال أبحاثه ودراساته الحية .

أما من ناحية الـأسلوب فقد كان لهذا المؤرخ الكبير أسلوب متميز جدا حيث وصف أسلوبه بالأدبي من حيث النزعة ولغوي من حيث المعنى وثقافي من حيث التناول وهذا الأسلوب يعتبر من أهم ما يميز الأسلوب الأدبي لذلك تميزت أعماله وأبحاثه التاريخية على مر الزمان واستطاع أن يحقق بها أرقاما قياسية جدا .

وفاته
بعد أن قدم المؤرخ الكبير هذا الطراز الأدبي والثقافي الكبير، توفي الله عام 1403هـ، ولكن أعماله التاريخية استمرت في العيش وتظل شاهدة على أسلوبه المتميز ومنهجه في استكشاف وتحليل أهم القضايا التاريخية في المملكة. بفضل بحوثه، أصبحت مصدرا للبحث لأجيال عديدة، واستمرت في الارتفاع حتى يومنا هذا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى