سيرة العميد محمد الدعيع
يوجد العديد من ظواهر الكرة العربية، بعضها يتمثل في الأندية وبعضها يتمثل في المدربين أو اللاعبين. كل ظاهرة من هذه الظواهر تمثل حدثا هاما سيتوقف عنده التاريخ في يوم من الأيام. كلمة `ظاهرة` تعني بشكل واضح شيئا فريدا من نوعه. على سبيل المثال، فريق كرة قدم يحقق موسما رائعا ويفوز بجميع البطولات التي شارك فيها، أو مدرب يكون له تأثير كبير على تطور فريقه ويرقيه إلى مكانة أفضل، أو لاعب يصنع الفارق مع جميع الفرق التي يلعب معها ويكون له تأثير قوي مع منتخب بلاده. هناك العديد من الظواهر في عالمنا العربي، ومن الممكن أن نكتب عن كل ظاهرة فريدة من نوعها في مقال منفصل، لأنهم بالتأكيد يستحقون ذلك. من ينسى المدرب الرائع كالرولس ألبرتو الذي ساهم في تطور كرة القدم السعودية وتأهلها لكأس العالم في عام 1994؟ من ينسى محمود الخطيب، لاعب الأهلي المصري؟ من ينسى مانويل جوزيه، الذي حقق 22 بطولة مع النادي الأهلي المصري؟ هناك العديد والعديد من الأسماء البارزة على المستوى المحلي والدولي. وبالطبع، من لا يذكر صاحب هذا المقال، العميد محمد الدعيع، الحارس الأسطوري لكرة القدم السعودية، الذي تحدث عنه في يوم من الأيام الموقع الرسمي للفيفا بصفته عميد لاعبي العالم، والذي شارك مع منتخب الأخضر في العديد من المنافسات الدولية. هيا بنا نتعرف أكثر على أسطورة كرة القدم السعودية، محمد الدعيع .
محمد الدعيع والبداية الهادئة :
ولد اللاعب محمد الدعيع عام 1972 في حي العزيزية ، محمد كانت نشأته في عائلة كروية كبيرة ما بين أخيه الذي لعب لفريق الطائي ، ومارس لعبة كرة القدم منذ الصغر وكان يميل الى أن يلعب في الهجوم في بداية لعبه الكرة مع أصدقاءه ، أنضم محمد الدعيع الى فريق الطائي في سن الثماني سنوات من عمره .
تميز الدعيع بطوله المميزة والاستثنائية التي لا يمتلكها أي لاعب آخر في فئته العمرية الكبيرة، ولعب في منتخبات الناشئين في جميع الفئات العمرية. في كأس العالم للناشئين عام 1989، لعب دورا كبيرا في عدم خسارة المنتخب السعودي، ومنذ ذلك الحين، أصبحت المملكة تعرف أن هناك موهبة كبيرة تتطور وتصبح واحدة من أفضل المواهب السعودية. تم ترقيته بعد ذلك إلى منتخب الشباب، ونجح في أداء دور مهم معهم في البطولات التي شاركوا فيها. في عام 1991، تعرض محمد الدعيع لإصابة خطيرة في الرباط الصليبي أبعدته عن الملاعب لمدة عامين، ومع ذلك، تمكن بعد فترة قصيرة من أن يصبح الحارس الأساسي للمنتخب السعودي وفريق الطائي. كان أحد أهم أسباب تأهل المنتخب السعودي إلى كأس العالم في الولايات المتحدة عام 1994، على الرغم من صغر سنه، حيث كان يبلغ 20 عاما. شارك محمد الدعيع مع المنتخب السعودي في بطولة العالم وتأهلوا معا إلى دور الـ 16، وكانت هذه إنجازا سابقا لأي منتخب عربي في ذلك الوقت. في نفس العام، حقق الدعيع كأس الخليج العربي مع المنتخب السعودي، وبعد عامين، توج بلقب بطولة أمم آسيا عام 1996. بعدها، كان أحد أهم أسباب تأهل المنتخب لكأس العالم في فرنسا عام 1998، حيث لم يتلق أي هدف خلال التصفيات. في عام 2000، انتقل محمد الدعيع من فريق الطائي إلى فريق الهلال بعد مفاوضات طويلة، وكانت قيمة الصفقة في ذلك الوقت خمسة ونصف مليون ريال، وكان ذلك مبلغا كبيرا جدا حينها. حقق العديد من الألقاب مع الفريق. في عام 2002، أعلن محمد الدعيع اعتزاله اللعب الدولي بعد الهزائم القاسية التي تعرض لها المنتخب السعودي في كأس العالم في كوريا واليابان، ولكنه تراجع عن هذا القرار بعد الضغوط التي مورست عليه من جميع الأطراف المعنية به،وعاد مرة أخرى لحراسة مرمى المنتخب في عام 2005. في 22 يونيو 2010، أعلن الموقع الخاص باللاعب عن اعتزاله اللعب نهائيا .
أما بالنسبة لألقاب اللاعب فهي كثيرة جدا، على سبيل المثال لا الحصر حصل على جائزة أفضل حارس في كأس آسيا 2000، وتم اختياره كأفضل سابع حارس في العالم عام 2000، وحصل على جائزة أفضل حارس في كأس الخليج عام 2002، وتم اختياره ضمن أفضل عشرة حراس في تاريخ كرة القدم من قبل قناة سي إن إن الأمريكية، وحصل على لقب عميد لاعبي العالم في عام 2006 ولقب حارس القرن في آسيا عام 2000. بالتالي، محمد الدعيع هو أفضل حارس مرمى في تاريخ كرة القدم السعودية .