سيرة الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود … رضي الله عنه
موعدنا اليوم مع نجم ساطع من نجوم الاسلام فكيف لا و هو صحابي جليل من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تربى على يديه … فموعدنا اليوم مع الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود الذي يلقب بابن ام عبد …و قد كان للصحابي الجليل عبد الله بن مسعود مكانة عظيمة عند الله ورسوله … فهيا بنا نتعرف عليه اكثر من خلال هذا المقال .
اسمه : يدعى هذا الشخص عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وأمه تدعى أم عبد بنت عبد ود، وهو ينتمي إلى قبيلة هذيل، وكان يلقب عبد الله بن مسعود بابن أم عبد وكان يعمل لدى عبد الرحمن الهذلي .
مولده : يقال إن عبد الله بن مسعود ولد ما بين العام 31 و37 قبل الهجرة، وقد ولد في مكة .
اسلامه : عبد الله بن مسعود اعتنق الإسلام في وقت مبكر، حيث كان السادس من الصحابة الذين أسلموا. كان من أوائل المهاجرين، وهاجر مرتين، وصلى في كلا القبلتين. وكان أول من جهر بقراءة القرآن، وكان صوته جيدا عندما يتلو القرآن. لم يمض وقت طويل بعد إسلامه حتى بدأ حياة جديدة وعاهد نفسه على الاقتراب من رسول الله. وكما قال أبو موسى الأشعري، “لقد رأيت رسول الله، وما أرى عبد الله بن مسعود إلا من أهله”. وكان دائما هو من يلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويمشي أمامه بالعصا، وينزع نعليه ويدخلهما في ذراعيه، ويعطيه العصا عندما يريد القيام. وكان عبد الله بن مسعود هو من يوقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ينام، ويستره عندما يغتسل. وكان لديه سواكه ووسادته ونعليه. وهو من قتل أبو جهل يوم بدر بعد أن ضربه ابنا عفراء، ولم يمت، فسأله ابن مسعود “أنت أبو جهل؟” ثم قطع رأسه وأخبر رسول الله بالخبر فحمد الله تعالى. وشهد عبد الله بن مسعود جميع الغزوات والمعارك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
مكانته عند الله ورسوله : كان للصحابي الجليل عبد الله بن مسعود مكانة عظيمة عند الله ورسوله، وهذا معروف من خلال الأحاديث التي ذكرته فيها وهي كثيرة، مثل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: (استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل)، وكما كان يقول صلى الله عليه وسلم: (من أحب أن يسمع القرآن غضا كما أنزل فليسمعه من ابن أم عبد)، وفي ذات مرة صعد عبد الله بن مسعود على النخل لجلب التمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت قدمه تتعرى، وفي مرة أخرى ضحك الصحابة لدقة ساقيه، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من جبل أحد) .
علمه وعبادته لله تعالى وخشيته وورعه : تمتلك الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود من عند رسول الله سبعون سورة وكان يفهم القرآن تفهيما صحيحا فهو فقيه الأمة، ولم يكن عبد الله بن مسعود مجرد عالم فحسب، بل كان يمارس العبادة أيضا. من أقواله: “القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن” وهو أيضا الذي قال “العلم ليس بكثرة الرواية، ولكن العلم هو الخشية” وأيضا من قوله “من عنده علم فلينطق به، ومن ليس لديه علم فليقل الله أعلم .
وفاته : توفي الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود في المدينة المنورة ودفن في البقيع في السنة الثانية والثلاثين من الهجرة… وكان عمره حوالي ستة وستين سنة عند وفاته .