سيرة الصحابي الجليل سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه
يعد الصحابي الجليل سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه بطل مقالنا اليوم. كان إماما للمهاجرين من مكة إلى المدينة وكان يقرأ القرآن بصوت جميل خلال صلاتهم في مسجد قباء، بالرغم من وجود عمر بن الخطاب رضي الله عنه بينهم. دعونا نتعرف أكثر عليه وعلى قصته .
اسمه والتعريف به : سالم بن معقل أو سالم مولى أبي حذيفة كان صاحبا رقيقا من أهل فارس من إصطخر، ثم أعتـق ثم تبناه أبو حذيفة، وجعله ابنا له قبل الإسلام. وعندما جاء الإسلام وحرم التبني، أصبح سالم أخا ورفيقا للذي تبناه، وهو الصحابي الجليل أبو حذيفة بن عتبة، وتزوج سالم بنت عم أبي حذيفة بن عتبة، وهي فاطمة بنت الوليد بن عتبة، وكان سالم مولى أبي حذيفة من المهاجرين
ما هي القصة التي تدور حول سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه والرضاعة
قصة الصحابي الجليل سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه والرضاعة مشهورة … فقد جاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو زوجة الصحابي الجليل أبو حذيفة بن عتبة الذي كان يتبنى سالم قبل الإسلام، ثم جعله أخا له بعد الإسلام. ثم جاءت زوجة أبي حذيفة هذه ذات يوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: (إن سالما بلغ ما يبلغ الرجال وإنه يدخل علي، وأظن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئا). فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: (أرضعيه تحرمي عليه). وقد عادت إليه وقالت: (إني قد أرضعته، فذهب الذي في نفس أبي حذيفة). وقد قالت أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنما هذه رخصة من رسول الله لسالم خاصة) .
ما هي قصة سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه في معركة اليمامة؟ وما هي قصة استشهاده؟
لقد غرس الرسول صلي الله عليه وسلم في قلوب اصحابه الدفاع عن الحق و الدين فما أن سمع سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه بحرب المرتدين بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا كان سالم و أبو حذيفة في طليعة المجاهدين بل عاهد كل منهما أخاه على الشهادة في سبيل الله …. و تعانق الأخوان سالم و أبو حذيفة و دخلوا في الحرب … و كان أبو حذيفة يصيح: (يا أهل القرآن زينوا القرآن بأعمالكم) وسالم يصيح: (بئس حامل القرآن أنا لو هوجم المسلمون من قِبَلِي) و كانا يجاهدان بكل قوة و سيفهما كانا يضربان كالعاصفة وحمل سالم الراية بعد أن سقط زيد بن الخطاب قتيلا، فوقع سيف من سيوف المرتدين على يده اليمنى فقطعت فحمل الراية بيده اليسرى وهو يصيح تاليا الآية: (وكأيّن من نبي قاتل معه ربيّون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ) سورة ال عمران ….. ثم أحاط به الكثير من المرتدين وضربوه بالسيوف فوقع البطل المجاهد ولكن روحه ظلت في جسده حتى نهاية المعركة ووجده المسلمون وكان في النزع الأخير، فسألهم سالم رضي الله عنه : (ما فعل أبو حذيفة؟) قالوا: (استشهد) قال: (فأضجعوني إلى جواره) قالوا: (إنه إلى جوارك يا سالم لقد استشهد في نفس المكان!) وابتسم ابتسامته الأخيرة وسكت ومات البطل فقد كان يعلم هو وصاحبه ما كانا يرجوان معا أسلما ومعا عاشا ومعا استشهدا وفي الجنة يلتقيا باذن الله …. وكان استشهاده ذلك في السنة الثانية عشر من الهجرة الموافق سنة 633 ميلاديا .