اسلاميات

سياسة تعاملات رسول الله مع المنافقين

حذر رسول الله من المنافقيين ، والذين يشكلون خطرا على الإسلام والمسلمين ، وذلك لأنهم يظهرون شيئا مختلفا عن حقيقتهم الداخلية ، وأفعالهم لا تتفق على الإطلاق مع ما في قلوبهم الخفية ، أخبرنا محمد بن معمر ، قال : حدثنا جعفر الفريابي ، قال : حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة ، أخبرني منصور ، سمعت أبا وائل يروي ، من عبد الله ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ” هناك ثلاثة علامات للمنافق : عندما يتحدث يكذب ، وعندما يعاهد يخلف ، وعندما يؤتمن يخون ” . وأضاف غندرا عند التوقف عند هذا الحديث : أبو عوانة وزهير بن معاوية ، نقلا عن منصور ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بهذا القول .

جدول المحتويات

كيف تعامل الرسول مع المنافقين


الصبر و عدم الإجبار 

كانت طريقة التعامل التي اتبعها المنافقون مع نبينا الكريم سيئة وأحيانا معادية، وتم ذكرها في العديد من الأحاديث والمواقف في حياة النبي. كان النبي سمح الصدر وصبورا عليهم، ومن بين هذه المواقف كان هناك لقاء مع أحدهم الذي استهزأ بنبينا الكريم. ولكن رسولنا الكريم لم يرد بشدة على فعلته، بل رد عليه قائلا: “دعه، فإنه أعمى القلب، أعمى البصيرة .

الستر و عدم التشهير
لم يكشف الرسول صلى الله عليه وسلم أمرهم، بل تعامل معهم بلطف وحسنية، ولا تعمق في ما يخفيه النفوس، ولم يكن يسعى لكشف أمورهم؛ وذلك حرصا على عدم إثارة الفتنة، وذلك استنادا إلى الآيات الكريمة التي تقول: `أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم` (محمد: 29) ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم` (محمد: 30) .

التعامل مع ظاهر الأمور
وهنا قد تجنب النبي تماما التعامل مع ما يحملونه من ضغينة ضد الإسلام والمسلمين، على الرغم من أن العنفوان الذي تميز به أصحاب النبي في ذلك الوقت، كان يرى أن تصرف النبي غريبا، في حين أنه يستطيع مواجهتهم بهذه الضغائن الداخلية، ولكن النبي وجد أن إخماد الفتن وتقوية دولة الإسلام الناشئة قبل أن يبدأ في مواجهة العداءات المحيطة به .

من مواقف المنافقين التي تثبت خذلانهم للمؤمنين

كان المنافقون يحاولون في العديد من المواقف، إثارة المسلمين وبلبلة صفوفهم، وكان من بين هذه المواقف، ما حدث في غزوة الخندق، عندما تعاظم البلاء على المسلمين، قام المنافقون بالتحدث إلى المسلمين، حيث قالوا إن محمد وعدنا بأن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الحمام، وكثر كلامهم وأقوالهم، حتى تدخل نبينا الكريم ليعالج هذا الإرجاف، فقال بالذي نفسي بيده لأفرجن عنكم، ما ترون من الشدة والبلاء، فإني أرجو أن أطوف بالكعبة العتيقة آمنا، وأن يفتح الله عز وجل أبواب الكعبة، وليهلك الله كسرى وقيصر، ولتنفقوا كنوزهما في سبيل الله .

التدرج من المسامحة حتى المواجهة
جينما حدثت الهجرة النبوية للمدينة المنورة كان من بين الأشخاص الذين هاجروا مع النبي ، بعض المنافقين و قد تدرج الرسول صلى الله عليه و سلم ، في معاملتهم تبعا لتصرفاتهم و قد ظهر ذلك من خلال تدرج تصرفات النبي أيضا ، في العديد من المواقف فمثلا في بادئ الأمر حين كانوا لايملكون إلا الثرثرة ، كان النبي صابرا على تصرفاتهم ، و حين ازداد ذلك إلى حد المؤامرات كان له العديد من التصرفات الأخرى و منها :

يتعلق ذلك الموقف الذي قاده النبي طلحة بن عبيد الله ومعه مجموعة من الصحابة، وهدفهم هو إحراق المنزل الذي كانوا يشتبهون فيه بأن أصحابه يتآمرون على الإسلام والمسلمين .

عندما أمر النبي بحرق مسجد الضرار الذي بنيه المهاجرون، تبين لاحقًا أن بناء هذا المسجد كان بهدف تفريق المسلمين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى