سوق الثلاثاء أهم مزار سياحي للهدايا التراثية في عسير
يُعد سوق الثلاثاء الذي يُقام في مدينة أبها، عاصمة منطقة عسير، المزار السياحي الأهم الذي يزوره جميع سكان عسير والزوار والسياح من داخل وخارج المملكة، حيث يوجد أول بيت للهدايا التراثية في المنطقة، الذي يتهافت عليه الزوار لشرائه .
سوق الثلاثاء
سمي سوق الثلاثاء بهذا الاسم لأنه يقام كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع، وهو أحد أقدم الأسواق الشعبية في المنطقة، وواحد من أبرز المعالم التاريخية في أبها، ويتميز السوق بأنه يضم مجموعة كبيرة جدا من المنتجات الشعبية واليدوية التي يتهافت السياح عليها لشرائها، ويقع هذا السوق بجانب إمارة منطقة عسير بجوار مسرح قصر المفتاحة، وقد تم افتتاحه على يد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل عام 1416 هـ، وقد تم بناء هذا السوق على شكل بيضوي لكي يضم براحة كل الزوار والسياح، ويضم السوق أكثر من 200 دكان وبسطة يقوم البائعين بعرض منتجاتهم فيها بشكل منظم وجذاب .
تاريخ سوق الثلاثاء
كان هذا السوق في البداية يقام في رأس أملح غرب حي مناظر في أبها القديمة، وكان حينها يسمى بسوق ابن مدحان، وذلك حتى عام 1242 هـ، وآل مدحان هي عشيرة كانت تسكن حي مناظر في هذا الوقت، حيث كان الناس يزورون هذا السوق لشراء احتياجاتهم منه، فهو سوق أسبوعي ولا يوجد مكان آخر لهم يقضون منه احتياجاتهم، وكان في هذا الوقت يتم استخدام الريال الفرنسي كعملة للتداول، أو المقايضة في السلع، وكان البائعين يتواجدون في السوق قبل موعده بيومين أو ثلاثة أيام، لاسيما إذا كانوا يأتون من أماكن بعيدة يسوقون مواشيهم حاملة ما يرغبون في بيعه من حبوب وثمار وغيرها، وفي بداية إقامة السوق كان يستمر حتى الظهيرة فقط، ومع زيادة الإقبال عليه أصبح البائعين يستمرون فيه حتى المغرب .
ما يتضمنه السوق في الوقت الراهن
تحتوي السوق على مجموعة من المنتجات التقليدية مثل الفخار والحديد، وكذلك المجوهرات والملابس والعسل والسمن والنباتات والزهور العطرية ومجموعة متنوعة من المنتجات الحرفية المصنوعة يدويا التي تميز منطقة عسير منذ العصور القديمة. ومن أبرز هذه المنتجات تصنيع الأدوات الحديدية والزراعة والنسيج والخزف والحياكة والنحت على الخشب وعمليات تلوين الجلود وصناعة الأسلحة التقليدية وتصنيع المجوهرات وغيرها من المنتجات الحرفية المميزة .
بعض تصريحات البائعات في السوق
قالت صافية أبو ميش، البائعة، إن عملها في السوق ورثته عن أجدادها، وأكدت أن الزوار العرب والأجانب يتدفقون على السوق في فصل الصيف لشراء الهدايا التراثية مثل القطع الفضية والقلائد والحناء، وأوضحت أن السوق كان في الماضي مركزا اجتماعيا حيث يتعرف الناس على بعضهم البعض، وكان مركزا إعلاميا حيث يتم نقل الأخبار الزراعية والمناخية وغيرها، وأضافت أم عبد الله الغامدي، البائعة الأخرى، أن سوق الثلاثاء هو المكان المفضل لبيع القلائد ذات الطابع العسيري المصنوعة من اللؤلؤ والياقوت والمرجان والفيروز والخرز والعقيق والظفار والنفيسي وغيرها، والتي تجذب الزائرات والسائحات بشكل كبير .
كما أفادت البائعة أم سعيد حول هذا الأمر، أنها وغيرها من بائعات القلائد يقمن بعد الحبات في كل قلادة وفقا لطلب الزبونة، خاصة أن نساء المملكة يحبون العقود المصنوعة يدويا، وصرحت بأن سعر كل عقد من هذه العقود يتراوح بين 500 إلى 1000 ريال، وأيضا صرحت بأن الأحزمة المصنوعة من الفضة والمعضد والمصك والخلاخل تعد من أكثر الحلي القديمة التي يفضلها السيدات في هذا الوقت، وذلك بسبب رغبتهن في إنشاء زاوية تراثية في منازلهن تحتوي على هذه القطع التراثية والفخاريات والفضيات .
حرف التطريز وقطع الخوص
صرحت البائعة أم جابر أن مهنة قطع الخوص تلك قد ورثتها من والدتها، وأكدت أن المرأة العسيرية أثبتت مدى براعتها في عمليات التجارة، وفي صناعة القطع التراثية التي تجذب الزوار ليقوموا بشرائها كهدايا تراثية تذكرهم بعسير، أما أم أحمد المتخصصة في تطريز الثوب العسيري صرحت أن سعر الثوب الواحد يتراوح سعره بين 150 ريال إلى 700 ريال وأكثر، حيث يختلف السعر حسب الخيوط المستخدمة في التطريز والرسومات والألوان وغيرها، وأكدت أن هذا الأمر لا يبرع فيه إلا النساء العسيريات .
آراء الخبير السياحي خالد الدغيم حول سوق الثلاثاء
صرح الخبير السياحي خالد الدغيم أن سوق الثلاثاء يعد واجهة سياحية مميزة، ومكان مناسب لعرض مثل هذه المنتجات التي تجذب السياح، لاسيما أن منطقة عسير تهتم بموروثها الشعبي من منتجات فخارية وجلدية وخشبية ونحاسية، وكذلك اللوحات الفنية التشكيلية والصور الفوتوغرافية للمناظر الطبيعية .