سورة النصر وسبب تسميتها بسورة التوديع
سورة النصر : هذه سورة مدنية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وهي ثاني أقصر سور القرآن الكريم بعد سورة الكوثر، ونزلت بعد سورة التوبة، وهي السورة رقم 110 في المصحف الشريف، وعدد آياتها ثلاث آيات، وكلماتها تسع وعشرون كلمة، وحروفها تسعة وتسعون حرفا، وتعرف باسم سورة التوديع .
فضل سورة النصر :
هي من السور ذات الفضل العظيم وتعتبر ربع القرآن الكريم، حيث قيل عن أَنس بن مالك إِن رسول الَّله قال لرجل من أَصحابه : ” هل تزوجت يا فلان ؟ ” قال : لا والَّله يا رسول الله ، ولا عندي ما أَتزوج به قال : ” أليس معك ( قل هو الله أحد ؟ ) ” قال : بلى، قال : ” ثلث القرآن “، قال : ” أليس معك إِذا جاء نصر الله والفتح ؟ ” قال : بلى ، قال : ” ربع القرآن ” ، قال ، ” أليس معك قل يأيها الكافرون ؟ ” قال : بلى، قال : ” ربع القرآن “، قال : ” أليس معك إِذا زلزلت الأرض زلزالها ؟ ” قال : بلى، قال : ” ربع القرآن ، تزوج “.
توجد العديد من الأقاويل التي تؤكد أن من يقرأ السورة الكريمة في صلاته، فإنها من الصلوات التي يقبلها الله، لكن هذه الأحاديث والأقاويل ضعيفة.
سبب تسمية سورة النصر بالتوديع :
تُسمى سورة النصر بأسماء مختلفة مثل سورة الفتح وسورة التوديع. عندما نزُلت هذه السورة الكريمة على الرسول صلى الله عليه وسلم، قال للسيدة عائشة: “ما أراه إلا اقتراب أجلي.” ويُقال أنها نزُلت في منى أثناء حجة الوداع، ولذلك سُمِّيت بسورة التوديع
وهي أيضا آخر سورة نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته، وعاش النبي بعدها ثمانين يومًا فقط، وعندما نزلت السورة، قال عبد الله بن عباس في تفسيرها: إنها دلالة على اقتراب ودنوّ أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عندما نزلت سورة “إذا جاء نصر الله والفتح”، دعا الرسول صلى الله عليه وسلم ابنته السيدة فاطمة الزهراء وقال: “إنه قد نُعِيَت إلي نفسي” فبكت ثم ضحكت، وقالت: أخبرنيني أنه نُعِيَت إليه نفسه فبكيت، ثم قال: “اصبري فإنك أول أهلي لحاقًا بي” فضحِكت.
سبب نزول سورة النصر :
كان سبب نزول سورة النصر هي التبشير بالنصر ودخول الناس في الدين الاسلامي، وقد قال الزهري : ( لما دخل رسول الله مكة عام الفتح بعث خالد بن الوليد فقاتل بمن معه صفوف قريش بأسفل مكة، حتى هزمهم الله، ثم أمر بالسلاح فرفع عنهم، ودخلوا في الدين فأنزل الله ( إذا جاء نصر الله والفتح ).
كما أن السورة تعطي اشارة للرسول صلى الله عليه وسلم باقتراب أجله وقد قال ابن عبّاس : (كان عمرُ يدخلُني مع أشياخِ بدر، فقال بعضُهم : لم تُدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال : إنه ممن قد علمتُم، قال : فدعاهم ذاتَ يومٍ ودعاني معهم، قال : وما رأيتُه دعاني يومئذ إلا ليريهم مني، فقال : ما تقولون في : (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ*وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا) حتى ختم السورةَ، فقال بعضُهم : أمرنا أن نحمد اللهَ ونستغفرَه إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم، لا ندري، أو لم يقل بعضهم شيئًا، فقال لي : يا ابنَ عباسٍ، أكذلك قولك؟ قلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجلُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أعلمه اللهُ له: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فتح مكةَ، فذاك علامةُ أجلِك: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)، قال عمرُ: ما أعلم منها إلا ما تعلمُ.)