سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ يدعو إلى التجنيد الإجباري
مملكتنا العزيزة تحتاج إلى قوة شبابها بدون شك ليقفوا إلى جانبها ويدافعوا عنها ضد أي غزاة وأعداء، فقد لعب الشباب دورا بارزا جدا في المملكة واستطاعوا أن يصبحوا حماة الوطن الحقيقيين، والدليل على ذلك هو ما نشهده الآن في الحدود الجنوبية، فهم حقا الشباب الموهوب الذي يهدف إلى حب الوطن والدفاع عنه في أصعب الظروف. في الوقت نفسه، هناك شباب لا يمكنهم الانضمام والحصول على التدريبات المناسبة التي تمكنهم من الدفاع عن أرضهم ووطنهم ضد الغزاة، خاصة مع وجود العديد من المعاندين لمملكتنا السعودية. هناك العديد من الظواهر الاجتماعية المنتشرة بين الشباب التي تجعلهم غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم. والحل المثلى في مثل هذه الحالة هو اقتراح “التجنيد الإجباري”، والذي يعد وسيلة فعالة لتجنيد شباب قادر على الدفاع عن أنفسهم وأرضهم ووطنهم في أي وقت وتحت أي ظروف. وهذا هو ما دعا إليه سماحة المفتي رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشي.
دعوة المفتي للتجنيد الإجباري
طلب سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، خلال لقائه الأسبوعي الذي يبث عبر إذاعة نداء الإسلام من مكة المكرمة، أن يعد لهم تدريبات عسكرية. وفيه قال: `لله جل وعلا يقول (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)`، ويقول `خذوا حذركم`. أكد أيضا أن هذه التدريبات العسكرية ضرورية لحماية الأمة وحماية أوطانها ومكتسباتها من تطلعات الآخرين. إن هذا الخليج العربي محسود على مكتسباته وخيراته واقتصاده وأمنه. كما يحسد على تجمعه واتحاده. فالعدو يحاول بكل ما يستطيع أن يفرق هذا الاتحاد ويثير الفوضى بين صفوفهم، ولكن ولله الحمد لا يستطيعون ذلك.
تأكيد سماحته على ضرورة التدريبات العسكرية في زمننا هذا، حيث زادت الفتن والمصائب، وأصبح من الضروري على الأمة العربية حماية نفسها باللجوء إلى الله وتطبيق شريعته، والتمسك بالدين. وقد أشار سماحته إلى أن نصر الدين يتحقق بالنصر على الأعداء، وذلك بالإيمان بالله ورسوله، وتطبيق شريعته، وأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتسلح والاستعداد العسكري. وقد أكد سماحته على أن حماية الوطن ضرورية، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى أن القوة الحقيقية هي القوة العسكرية. وفي هذا الزمن، يتكالب الأعداء على الإسلام، وروسيا تضرب حلب بالأسلحة الفتاكة، وتدمر البنى التحتية والمدارس والمساكن، وتقتل المستضعفين، ولا يوجد أي منكر عليها، ولا مانع لها، ولا صاد لعدوانها، وهذا يعكس غياب العدالة العالمية
وأضاف سماحته أيضا أنه يجب على الأمة المسلمة التعاون والاستعداد واللجوء إلى أسباب القوة. ونحن نسأل الله العفو والعافية، كما جاء في الحديث (لا تتمنوا لقاء العدو لكن إذا واجهتموه فثبتوا). لذلك، علينا أن نصبر ونثبت ونستعين بالله في مواجهة أعدائنا من خلال مثل هذه التدريبات المشتركة الموفقة، ونعتمد على أسباب القوة من خلال تدريب الشباب وفرض التجنيد الإجباري عليهم. ذلك لكي يصبحوا قادرين على مواجهة أي عدو من الأعداء بالتسلح الذاتي والفكر الإسلامي الصحيح، مما يؤهلهم للثبات ومقاومة الشر وتحدي الباطل، وإلحاق الهزيمة به، إن شاء الله.
ردود مواقع التواصل الاجتماعي
أثارت دعوة سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الخاصة بالتجنيد الإجباري موجة من ردود الأفعال من الشباب الخليجي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وفور صدور هذه التصريحات غرد الآلاف من الشباب على هذا الأمر وتباينت آرائهم بين مؤيد ومعارض، وقد أطلقوا وسم #تجـنيد_الشباب_اجباريا و #التجنيد_الإجباري . وقد عبر بعضهم عن مدة ترحيبهم بهذا الاقتراح وقد تمنوا تطبيقه عن قريب لأنه من وجهة نظرهم الحل الأمثل لحماية الشباب من أي ظواهر اجتماعية غربية وفي نفس الوقت دفاعا عن وطنهم في أي وقت، أما الآراء المعارضة لذلك فقد رأت أن التجنيد الإجباري قد يظلم الكثيرين والأفضل هو القيام بدورات تدريبية في البداية اختياريا وبعدها يكون الحكم للشباب أنفسهم، ولكن أغلب المغردين وافقوا على هذا الاقتراح لأن وطننا الغالي يستحق التضحية حقا.
وأخيرا، فإن شباب المملكة قد نموا على طبيعتهم وهي الفروسية والشجاعة، ولديهم بالطبع الرغبة الكاملة في ممارستها تجاه الدفاع عن الوطن لأنه لا يوجد أغلى منه، فقطر والإمارات العربية المتحدة أصبحتا بلدين يجب على شبابهما الانضمام إليهما بشكل إجباري، وقد تعلم الشباب فيهما حمل السلاح وعدم خوفهم من الموت وتعودوا على رائحة البارود وأصبح الدفاع عن وطنهم أمرا عاديا لم يترددوا فيه، وهذا بالفعل ما هو متوقع من شباب المملكة فهم يستطيعون القيام بأكثر من ذلك حبا في الوطن .