سمات الشخصية السعودية ومقومات تميزها
تتميز الشخصية السعودية المعاصرة بالعديد من الصفات والخصائص المميزة التي تميزها عن غيرها في منطقة الخليج العربي، حيث تعد المملكة العربية السعودية أكبر دولة عربية من حيث المساحة في منطقة الشرق الأوسط والتي تبلغ حوالي مليوني كيلومتر مربع.
بما أنها تمثل الجزء الأكبر في شبه الجزيرة العربية، فإنها تقع بالضبط في الجانب الجنوبي الغربي للقارة الآسيوية، تحدها من الشمال العراق والأردن، وتحدها الكويت من الجهة الشمالية الشرقية، وتحدها قطر والإمارات ومملكة البحرين من الجهة الغربية، وتحدها اليمن وسلطنة عمان من الجهة الجنوبية الشرقية، ويحدها من الجهة الغربية البحر الأحمر.
مكانة المملكة وتأثيرها على الشخصية السعودية
هذا الموُقع الجُغرافي الفريد يؤثر على تكٌوين الشخصية السعودية التقليدية والمُعاصرة بكل أبعادها الاجتماعية والتاريخية والثقافية ومقوماتها التي تميزها ويعطيها نوع من التجانس الطبيعي، وقد تفانت المملكة والقائمين عليها حالياً بالتركيز على تعزيز الشخصية السعودية المُعاصرة بناءً على رؤية 2030 ؛ تتكون من منظومة قيم ترتبط بإرث المملكة وعناصر وحدتها ومبادئها الإسلامية الراسخة، من خلال منظومة مبادرات تكاملية تستهدف تعميق الانتماء الوطني، وتعزيز قيم الوسطية والتسامح والإيجابية والمثابرة في الحياة اليومية.
منذ إعلان تأسيس المملكة العربية السعودية التي تم توحيدها بقيادة الملك عبد العزيز آل سعود في 23 سبتمبر 1932، وتغيير اسمها إلى المملكة العربية السعودية بدلا من بلاد الحجاز ونجد، اكتسبت السعودية دورا سياسيا واقتصاديا في منطقة الشرق الأوسط، وأصبحت إحدى الدول الفعالة في موازين القوى في المنطقة العربية. تمتلك المملكة ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وتحتل المرتبة السادسة من حيث احتياطي الغاز، كما تعد أكبر مصدر للنفط الخام في العالم بنسبة تقارب 90٪ في المنطقة.
وبعدما حققت المملكة نجاحا في احتلال المركز التاسع عشر عالميا كواحدة من الاقتصادات القوية، أصبح لها تأثيرا قويا سياسيا واقتصاديا عالميا، مما منحها مكانة هامة في توازن القوى بين الدول في العصر الحديث. وتأتي مكانتها الإسلامية التي تؤثر في شخصية مواطنيها وثروتها الاقتصادية وسيطرتها على أسعار النفط وإمداداته العالمية، بالإضافة إلى وجودها الإعلامي الكبير من خلال القنوات الفضائية والصحف المطبوعة.
سمات الشخصية السعودية المعاصرة
تمتلك المملكة العربية السعودية تراثا حضاريا وثقافيا يمتد لآلاف السنين، كما شهدت تغييرات كبيرة في العديد من المجالات الثقافية والتعليمية وحماية التراث الحضاري، وفقا لرؤية 2030. وأصبحت عضوا مؤسسا في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو”، بالإضافة إلى عضويتها في المجلس التنفيذي المنتخب في نوفمبر 2019 .
طرحت المملكة في رؤيتها برنامج مُتخصص بهدف دعم السياسات التي تخاطب الشباب من الجنسين من خلال أسلوب مُتحضر وعصري ليعزز روح الانتماء والمبادرة والعطاء والتطوع والإتقان وحب العمل، كما يُركز البرنامج على مفهوم خاص بالتحفيز للتفاؤل والنجاح كي يُسهم في بناء الاقتصاد الوطني للمملكة مما يعود بالفضل على تطوير وتشكيل ملامح الشخصية السعودية للمساعدة في تطويرها من الناحية الفكرية والإنسانية والتنموية، كل هذه المُدخلات تتفاعل مع بعضها لتوجيه دورها الريادي في العالمين العربي والإسلامي.
امتازت الشخصية السعودية منذ تأسيسها في سبتمبر عام 1932 ، بالعديد من السمات مثل المثابرة والإرادة، ، وقد كشفت دراسة جديدة استهدفت التعرف على السمات الشائعة شخصية السعودية المعاصرة ومدى اختلافها عن الشخصية التقليدية وعلاقتها بالبناء الثقافي والاجتماعي.
الفرق بين الشخصية السعودية المعاصرة والتقليدية
أوضحت الدراسة أن هناك عدة سمات وملامح عامة للشخصية :
- أولهما أن ملامح شخصية المجتمع السعودي المعاصر تجمع ما بين سمات موجبة وأخرى سالبة.
- يتميز الطابع العام للشخصية السعودية بالاختلاف بين شرائح المجتمع السعودي .
- يوجد اختلاف بين الصفات التي يتم تصويرها والصفات الواقعية لشرائح المجتمع السعودي
- توجد اختلافات بين خصائص الشخصية السعودية المعاصرة والتقليدية .
يعود ذلك إلى التغييرات البنائية والثقافية التي مر بها المجتمع السعودي خلال الفترات السابقة في المملكة
تشير الدراسة إلى أن الجانب المادي الحضاري للثقافة لم يؤثر في القيم المحركة لدوافع الأفراد في المجتمع، بل كان الجانب اللامادي للثقافة أقوى. فعلى الرغم من التقدم التكنولوجي والتوسع الحضاري الحاصل في ظل الطفرة البترولية، إلا أن القيم اللامادية لا زالت هي الأقوى في تحديد دوافع الأفراد.
ومع ذلك، يوجد نوع من التوحد بين الشخصيات التقليدية والمعاصرة، وذلك لأن القيم الدينية التي تهيمن على روح الثقافة العامة والثقافات الفرعية في المجتمع تعمل كحلقة اتصال وتوحد بين شخصيات أفراد المجتمع، وهذا ما يساعد على الحفاظ على هيكلية الشخصية السعودية الدائمة والمميزة.
خصائص الشخصية السعودية وفقا لرؤية 2030
تشير الرؤية العامة للمملكة العربية السعودية لعام 2030 إلى أن هناك العديد من الصفات والخصائص التي تميز الهوية السعودية عن غيرها، وترتبط هذه الصفات بفكر المملكة وعناصر وحدتها.
يتم تعزيز الهوية السعودية من خلال نظام قيم يتصل بتراث المملكة وعوامل وحدتها ومبادئها الإسلامية القوية، من خلال مبادرات متكاملة تهدف إلى تعزيز الولاء الوطني، وتعزيز قيم الوسطية والتسامح والإيجابية والمثابرة.
هذا البرنامج سينشئ منهجية تدعم السياسات التي تستهدف الشباب من الجنسين بأسلوب حديث يعزز لديهم روح المبادرة والتطوع والاهتمام وحب العمل، ويحفزهم لتحقيق النجاح والتفاؤل، مما يساهم في بناء الاقتصاد الوطني وتعزيز التقدم الفكري والتنموي والإنساني للمملكة العربية السعودية، ويتفاعل مع توجهاتها ودورها الريادي كونها قلب العالم العربي والإسلامي.
تدعيم الشخصية السعودية وفقاً لرؤية 2030
تشمل رؤية 2030 السمات الخاصة المرتبطة بتعزيز جوانب الشخصية السعودية على عدة محاور، منها ما يلي:
- يركز هذا الجانب على مدى اهتمام قادة المملكة ببناء الإنسان السعودي والعمل على تنمية هويتهم الوطنية وتعزيز الشخصية السعودية لمواطنيها.
- يشمل العمل على توظيف الشباب وتطوير مهاراتهم وتمكين المرأة السعودية وتعزيز دورها في المجتمع
- تُثبت وتُؤكد وجودها ومشاركتها في مختلف المجالات والمساهمة في صنع القرارات.
- تتمحور الرؤية حول تطوير جوانب الشخصية السعودية مع الالتزام بالقيم والثوابت التاريخية والإسلامية.
- تعزيز النمو والتصدي للتحديات الداخلية والخارجية.
- الالتفاف حول ولي الأمر.
- يشتمل على سمات الشخصية السعودية وخصائصها ومقومات تميزها ومنها: الإيمان الصادق بالله تعالى والتفاني في الدين الإسلامي الحنيف.
- ينبغي الالتزام بالوسطية والاعتدال، والاستماع والطاعة والولاء لولاة الأمر والتمسك بهم
- يتضمن الامتثال للقيم الإسلامية والوطنية والانتماء الصادق للوطن، والحفاظ على الهوية والفخر بالتراث.
- يجب نبذ التفرقة والتطرف والإرهاب والابتعاد عن التقصير والبغضاء.
- الانطلاق نحو تحقيق النجاح يحفّز البناء والإتقان، ويتطلب الأخذ بأسباب التقدم ومواكبة روح العصر .
- تقديم صورة جميلة عن الوطن وتمثيله الجيد في الخارج أمام الدول الأخرى.
المحور الثالث
- عوامل استمرار هذه السمات وتماسكها ومنها: الالتزام بالعقيدة الصحيحة ونهج الوسطية.
- الاعتدال والثبات عليهما، والاعتزاز بالنهج السعودي المبارك، والحفاظ على وحدة الوطن وقوة تماسكه
- الاهتمام باللغة العربية كرمز للهوية، والحرص على استدامة المودة والتسامح والإخاء في المجتمع، والتمسك بالإيجابية والعمل الجاد.
- مواجهة الأخطار ومواجهة الأفكار المتطرفة والانحراف والمخدرات، والظواهر السلبية مثل التعصب الرياضي وضعف الاهتمام بالزي السعودي وما شابه ذلك.
المحور الرابع
- يتم تعزيز الهوية السعودية وفقًا لرؤية المملكة 2030 من خلال إطلاق برامج لتحقيق الرؤية العامة للمملكة .
- يتم إعداد التصاميم الإعلامية وإدراجها في موقع الويب، ويتم نشر الميزات والخصائص المتعلقة بتعزيز الهوية السعودية.
المحور الخامس
- يتضمن هذا المحور تعزيز القيم الإيجابية المرتبطبيعة الحالة بمستقبل الشباب ورؤيتهم لكيفية تعزيز الهوية السعودية المعاصرة، والعمل على حمايتها من المخاطر والتهديدات الثقافية والاجتماعية.
- تسعى الرؤية دائمًا لتعزيز بعض الأفكار والمعتقدات المتعلقة بالإيمان السعودي الراسخ بالله سبحانه وتعالى.
- تهدف الرؤية إلى الولاء والالتزام بالشرع والتراث الثقافي للأجداد، بالإضافة إلى تعزيز الهوية الثقافية والوطنية والدينية التي تميز المملكة على مر السنين.