سمات الشخصية الريادية
ما هي المعايير اللازم توفرها لتكون شخصًا رياديًا؟ هل يولد هؤلاء الأشخاص بمهارات خاصة؟ هل هن لهم شخصية من النوع أ؟ هل يجب أن يكونوا أشخاصًا اجتماعيين يقضون كل وقتهم في التفكير والتخطيط للمشاريع؟
على الرغم من أن بعض الرياديون يمتلكون هذه المزايا، إلا أنها صفات نادراً ما تتوفر عند الشخصيات الريادية، فالأشخاص لا يولدون بمواهب تؤهلهم لتغيير العالم، وقد أظهر العديد من الأشخاص الذين لم يتمكنوا من استكمال الدراسات الجامعية، مثل بيل غيتس، أنهم قادرون على تحقيق النجاح على مدار حياتهم.
صفات الشخص الريادي
إذا لم يكن الشخص موهوبًا أو طموحًا من الولادة، فهناك صفات تجعل الشخص رائدًا وناجحًا، وأهم هذه الصفات هي:
الشغف
بالنسبة لتلك الأشخاص الذين لم يبدؤوا عملهم بعد، فإن الأشخاص الرياديين لا يعملون من أجل المال، ولكن هناك العديد من الشخصيات المهمة التي تمكنت من تحقيق ثروة لا يحلم بها الغالبية من الناس، مثال على ذلك بيل غيتس أو ستيف جوبز، ولكن الحقيقة هي أن العديد من الأشخاص الرياديين يعملون لفترات طويلة جدا من أجل الحصول على مقابل مادي قليل أو في بعض الأحيان من أجل لا شيء، فلماذا يضعون أنفسهم في مثل هذه المواقف؟ لأنهم قد يكونون في هذا الوضع لحل مشكلة ما أو لتسهيل الأمور.
هل الرياديون شغوفون؟ وفقا للبحث الذي أجراه توني تيجان والمؤلفان المشاركان ريتشارد هارينغتون وتسون يان هسيه، فقد تم التعرف على 65٪ من المؤسسين على أنهم مدفوعون بدوافع قلبية، وأضاف تيجان أن معظم المؤسسين لديهم أهداف غير قابلة للتحريك. وعند قيام الرياديين بالعديد من التجارب والمهام، يكافئون أنفسهم من خلال إدراكهم بأنهم ينجزون مهمة ستؤدي إلى نتائج جيدة. بغض النظر عن صعوبة المهمة، يحرك شغفهم ويدفعهم للإنجاز في الأيام التي يخبرهم فيها الجميع بأن عليهم التوقف.
المقاومة
النجاح هو القدرة على التعامل مع الفشل بحماس مستمر والتحرك من فشل لآخر. كرائد أعمال، فمن الأفضل أن تتوقع الفشل وتتعلم منه، وهذا ربما يكون حقيقة غير مريحة. بينما يعاني البعض كثيرًا من الكوارث ولا يستطيعون التغلب عليها، يتمتع الرائد بقدرة رهيبة على النهوض من جديد والبدء من جديد.
بدلا من الاستسلام، رجال الأعمال سوف يتعلمون من إخفاقاتهم. ويسألون أنفسهم الأسئلة التالية؟ ما الذي حصل بشكل خاطئ؟ كيف يمكن التعلم من الأخطاء؟ كيف يمكن أن يتحقق النجاح في المحاولة التالية؟ هذه هي أنماط الأسئلة التي يسألها الأشخاص الرياديين لأنفسهم عندما يتعرضون لمواقف عصيبة. هم أشخاص مرنين وبإمكانهم التخلص من السلبية.
تعد حيوات أشخاص رياديين مثل والت ديزني وستيف جوبز وبيل غيتس وتوماس أديسون إثباتًا لمرونة الأشخاص الرياديين، حيث يمكن الاطلاع على سيرتهم الذاتية فقط لتأكيد ذلك، إذ قد واجهوا العديد من العقبات وتغلبوا عليها ليصبحوا من أشهر الشخصيات الريادية في العالم.
الثقة القوية بالنفس
أي شخص ريادي سوف يخبر بأنه لديه العديد من المشاكل التي يجب التغلب عليها. ربما تكون المشاكل عدم وجود التمويل الكافي، إثبات خطأ الرافضين أو مواجهة المنافسة، ليس من السهل أن يكون الشخص رائد أعمال. والشخص الريادي الذي يتمتع بالمرونة لا يقبل إلا بالنجاح، لذا هذا يفسر لم الأشخاص الرياديين لديهم ثقة كبيرة بالنفس.
الثقة بالنفس ووجود الدوافع الذاتي هي مزايا مهمة عند الشخص الريادي. الشخص الريادي لا يظن بأن فكرته جيدة إنما يؤمن بذلك. وهم يكون لديهم دوافع كافية للمضي قدما وذلك بإيمانهم أن ذلك العمل يستحق الوقت والمال. وبينما يدركون أنهم لا يمكنهم القيام بكل ذلك بأنفسهم، يؤمنون بأنهم الأشخاص الوحيدين الذين يمكنهم تحويل الحلم إلى حقيقة.
ما هو مقدار ثقة رجال الأعمال؟ وفقا للدراسة التي أجرتها مؤسسة إيوينج ماريون كوفمان نيابة عن ليجال زوم، يثق 91٪ من رواد الأعمال بأن أعمالهم ستكون أكثر ربحية خلال الأشهر الـ 12 القادمة.
المرونة
المرونة في التكيف مع التغيرات والتحديات أمر مهم جدا في أي عمل. في الواقع، يتحدث معظم رواد الأعمال عن تغيرات مدهشة في خطتهم منذ بدايتها وتنفيذها في سوق العمل. يمتلك رواد الأعمال المرونة الكافية لإجراء التعديلات وجعل الأفكار المذهلة مجدية. علاوة على ذلك، فإن رواد الأعمال مستعدون وراغبون في تعديل خططهم عندما تصلهم معلومات جديدة وعند حدوث تغيرات في الظروف.
من الأمثلة المهمة على مرونة رواد الأعمال هي القصة وراء هيانغسو كيم وشركته إيون، هذه القصة تعبر عن كل شخص ريادي. طور كيم في بداية الامر ساعة تساعد الأشخاص المكفوفين، ولكنهم لم يرغبوا في شرائها لأنها تجذب الاهتمام إلى إعاقتهم الجسدية. لم يتوقف كيم عند ذلك وصنع ساعة جديدة يمكن ارتدائها من قبل الأشخاص المكفوفين والأشخاص الذين يملكون بصرا حادا.
القدرة على رؤية الفرص
رواد الأعمال هم أشخاص مبتكرون يرون الفرص في كل مكان، وهم دائما يسعون إلى تحسين منتجاتهم أو خدماتهم أو تطوير أفكار جديدة. استطاعوا اكتشاف فرصة وملاحظة شيء يمكن أن يكون مفيدا لهم في مرحلة ما من حياتهم، وبدلا من الاكتفاء بقول “ربما يمكن أن يكون هذا العمل أفضل”، وضعوا خطة لتنفيذ ذلك. بمعنى آخر، رواد الأعمال يتمتعون بقدرة على رؤية المستقبل قبل حدوثه.
يمكن القول أن رواد الأعمال يستوحون الإلهام من أشياء فريدة وغير مسبوقة، ولديهم رؤية فريدة تميزهم عن غيرهم، ويمتلكون القدرة على رؤية المستقبل. وكان لدى جيف بيزوس رؤية للاستفادة من عالم إعادة البيع الإلكتروني الجديد في عام 1994، مما جعله يمتلك الشركة الأكثر تركيزا على المستهلك في العالم، وكان متجره الافتراضي الصغير أمازون هو الآن نموذج لجميع شركات التجارة الإلكترونية.
التفاؤل
عندما يبدأ العمل، قد يبدو غير مجدي في البداية وصعب التحقق منه، ولكن رواد الأعمال لا يفكرون بهذه الطريقة. فهم يتفائلون بالمستقبل ويفكرون بطريقة إيجابية.
كتب جوناثان سويفت في مقاله “أفكار حول مواضيع مختلفة”، الرؤية هي فن رؤية الأشياء غير مرئية. لرواد الأعمال رؤية يتشاركونها مع الآخرين. يتفهم فريقهم سبب قيامهم بما يقومون به، وما هو الهدف، وما هو دورهم على طريق النجاح. من أجل أن يكون الشخص رائد أعمال ناجح يجب ان يكون موجه تركيزه نحو الهدف، ولا يكفي فقط تحديد الأهداف إنما يجب وضع خطة وبذلك أقصى الجهود لتحقيقها، كل شيء يتم القيام به يجب أن يكون محكم التخطيط.
أفكار خاطئة عن الشخصيات الريادية
يزعم بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن رواد الأعمال ينحدرون جميعًا من ثقافة معينة أو يتبعون نفس الأسلوب، ولكن الواقع يشير إلى أنه يمكن أن يكونوا متنوعين بشكل كبير، حيث يوجد العديد من الفئات المختلفة
- الأعمال الصغيرة وهي أكثر الفئات المنتشرة.
- تعتبر الشركات الناشئة التي يمكن تطويرها مصدرًا رئيسيًا للابتكار في العديد من المجالات.
- يتم تحقيق نمو كبير للشركات الكبرى بفضل الابتكار المستمر
- الشركات الاجتماعية التي قد لا تكون هادفة للربح.
يمكن أن تؤدي هذه الثقافات المختلفة إلى وجود دوافع وشخصيات مختلفة في كل عمل، ويؤكد الخبراء أنه ليس هناك طريقة محددة لكي يصبح الشخص رائد أعمال، إذ لكل شخص طريقته وأسلوبه الخاص.