سلوك الحضانه عند الحيوانات
تٌعرف الحضانة عند الحيوانات بأنها فترة رعاية نسل الحيوان الأم لنسل آخر غير نسله، أي عملية تجمع لصغار الحيوانات تحت رعاية كبار لا تربطهم بهم علاقة البنوة، وذلك في علم الحيوان، وعند بعض الطيور، هناك عدد قليل من البالغين يقومون برعاية صغارهم وصغار غيرهم، ويستخدم مصطلح الحضانة في أغلب الأوقات من أجل دراسة مستعمرات الطيور، حيث أن العديد من الطيور مثل البطريق تقوم بتشكيل الحضانات.
الحضانه عند الحيوانات
تهتم بعض الطيور بموضوع الحضانات للصغار، مثل الإوزة الكندية والشهرمان المألوف، ويقوم الكيمن الأبيض من الزواحف بإلقاء صغار الأنواع الأخرى في الحضانات، وهي أنثى تهتم برعاية صغار تلك الأنواع، والأسود هي أحد الأنواع التي تشكل الحضانات.
تسعى إناث الحيوانات إلى توفير الحماية لأشبالها من خلال تربيتهم بعضهم بعضًا. وأشارت العديد من الدراسات إلى أن الأشبال التي يتم تربيتها في الحضانات، تميل إلى أن تكون معدلات التغذية الخاصة بها أقل بكثير من تلك التي تتمتع بها الأشبال التي تربى من قبل أمها الحقيقية.
غريزة الأمومة عند الحيوانات
الأمومة هي غريزة فطرية وهي نعمة من نعم الله على الإنسان والحيوان فطر الله عليها كل كائن حي، فهي سلوك غريزي يتدفق تلقائيًا، ويتميز بالحساسية والحنان والإنفعال، فهو مجموعة من المشاعر المتجانسة الغريزية، والحيوانات بكافة أنواعها فطرها الله على غريزة الأمومة، حيث أن عالم الحيوان هو عالم مليء بالتضحيات والحب والحنان، فالحيوانات دائمًا ما يكون لها صلة مباشرة مع أولادها وصلة قوية.
الأمومة عند الثدييات
فالثدييات كمثال على الحيوانات تُعد من شعبة الرئيسيات و شبيهة بالإنسان، ومنها الشمبانزي والغوريلا وإنسان الغاب والبابون والجيبون، وتُعد تلك الأنواع هي الأكثر انتشارًا في الجزيرة العربية، فيوجد في المملكة العربية السعودية 300 ألف من هذا النوع، وتُعد تلك الحيوانات من أكثر الحيوانات ذكاء، فينقسم السلوك لديها إلى قسمين السلوك الغريزي وهي علاقة الأسرة أو المجتمع الحيواني ببعضها البعض، والتزاوج إلى الولادة والأمومة، وتصبح مثل الإنسان تمامًا.
أما حيوان البابون يعيش في حياته الطبيعية بنوع من أنواع الإشارات والتخاطب مع بعضه البعض، بأصوات وإشارات معينة، عند ولادة مولود جديد عن البابون يتجمع الجميع لمشاهدة المولود والأم تحمله على يديها لتجعل اخوانه يستمتعون بمشاهدته واللعب معه لمدة دقائق، وتتوحش الأم في حالة اقتراب أي شخص من الحيوان الصغير.
تتكرر غريزة الأمومة بشكل كبير عند الحيوانات الأكبر سنًا، ومن الممكن ملاحظة أن الأمهات الحيوانات ترضع أطفال حيوانات أخرى، لأن الغريزة الأمومية تكون المحرك الطبيعي لهذه الأشياء وتزيل العوائق بين الحيوانات المتنافرة، وذلك بما يتماشى مع فطرة الله سبحانه وتعالى.
الأمومة عند السلاحف البحرية
تعتبر السلاحف البشرية مثالا رائعا للأمومة، حيث تلقي بعدما تضع صغارها على اليابسة وتدفن بيضها في الرمل، وتقوم بحفر عدة حفر وهمية لكي لا يكتشف الحيوانات الأخرى أو البشر موقع بيضها بالضبط، وبذلك تستخدم الخداع لحماية صغارها، والله هو الذي أوحى بهذا السلوك الأمومي الذي فطره فيها، فهي تتصرف بشكل مشابه للإنسان في حماية ورعاية صغارها.
بعد التزاوج، تقوم التماسيح بدفن صغارها تحت الرمل، وعندما يصدر صوتهم، تشعر بصلة الأمومة تجاههم وتنبش الأرض لتخرجهم من الحفر وتهبط بهم إلى الماء، وتُعد تلك الروابط شديدة الغريزة التي وهبها الله لها.
أسماك البلطي تمثل مثالا آخر على الأمومة في عالم الحيوانات، حيث تضع الأنثى حوالي 300 بيضة، وبعد فقس البيض وخروج اليرقات، تتجمع جميعها حول الأم وتتبعها في المراعي البحرية للبحث عن الطعام، وفي حالة وجود عدو مثل أسماك البيرونا المفترسة التي تهاجم الأسماك الصغيرة، تفتح الأم فمها وتسمح لليرقات بالدخول داخلها، وتغلق فمها دون أن تأكلها، وبعد تلاشي الخطر، تفتح فمها مرة أخرى وتطلق اليرقات.