سلوكيات العمل السلبية

يمكن تعريف السلوكيات السلبية في بيئة العمل على أنها تصرفات تميل إلى الشر والسوء ويمارسها الأفراد الذين ينظرون دائما إلى الجانب السلبي في المواقف والسلوكيات وحتى في الرؤية المستقبلية. وعلى الرغم من تنوع أنواع الموظفين حسب المواقف التي يعملون فيها، سواء كانوا إيجابيين أو دبلوماسيين أو سلبيين، فإننا لا نواجه مشاكل كبيرة مع العقليتين الأوليين، بينما تسبب الشخصية الثالثة اضطرابا ملحوظا في بيئة العمل. ويجب أن يتم تحديد الأفراد ذوي السلوكيات السلبية والسيطرة عليهم وتقييد ردود أفعالهم السلبية وتنمية سلوكيات وقيم العمل، حيث إنهم يمثلون خطرا يمكن أن ينفجر في أي وقت .

أنواع السلوكيات السلبية

تؤثر السلوكيات السلبية للموظفين في مكان العمل مباشرة على المنظمة، حيث إنها إذا لم يتم معالجتها قد تؤدي إلى انهيار المنظمة بالكامل. وقد أثبتت الدراسات التي أجريت على الأفراد في الشركات أن الأشخاص ذوو الأداء الضعيف يمكن أن يكلفوا الشركة ما يقارب 8 آلاف دولار يوميا بسبب تأثيرهم على الكوادر البشرية في المنظمة بأكملها. لذلك يجب دراسة سلوك ومعايير الموظفين بشكل جيد واتخاذ إجراء فوري في معالجة المشكلة، وتعد هذه أبرز قضايا العمل وأنواعها

التأخير عن العمل

يُعتبر من أكثر أنواع السلوكيات السلبية شيوعًا في مجال العمل، وفي حين إن لم يكن هناك سببًا وجيهًا لذلك والتأخير دائمًا بدون سبب يُذكر من الممكن أن يُسبب ذلك مشاكل كبيرة في بيئة العمل أهمها التأثير المباشر على الإنتاج، ويُنصح هنا بدلًا من اتخاذ إجراء تأديبي مباشرة السؤال عن سبب التأخير والسعي في إيجاد حل مناسب.

الوقاحة مع الزملاء

لابد من أن تكون بيئة العمل مكانًا إيجابيًا حيث يقضي فيه الموظف وقتًا طويلًا ، مما يجعل المواقف الوقحة غير مقبولة تمامًا، خاصًة إذ كان الموظف ذو السلوكيات السلبية يتعامل مع العملاء مباشرة، وفي حالة إن كان التصرف الوقح مع الزملاء في العمل أو العملاء لابد من اتخاذ إجراء مباشر بالتحذير الرسمي.

عدم التعاون مع الآخرين

يُعتبر العمل الذي يتعاون فيه الموظفين بيئة إنتاجية مثالية وصحية؛ لذلك لابد من أن تكون العلاقات بالعمل إيجابية،  وفي حالة  رفض أحد الأشخاص المساهمة مع الفريق  ،قد يُشكل ذلك مشكلة عملية في العمل مسبقًا أو حتى يُسبب التوتر والقلق في البيئة العملية، وفي تلك الحال يجب إجراء محادثات فردية مع الشخص والفريق لـ ينسجم معهم.

التنمر الدائم

يُعد التأخر عن العمل من أكثر المشاكل شيوعًا في المجتمع وليس في العمل فقط، ويؤثر بشكل سلبي على الإنتاجية. لذلك يجب اتخاذ قرارات حاسمة وعدم التسامح مع هذا السلوك، بل يجب اتخاذ إجراءات تأديبية على الفور.

عدم التقدير

تعتبر الاحترام والتقدير من الصفات الهامة بين الموظفين، لذلك فإن المحادثات الجانبية والشائعات والتعامل بطرق غير مهنية يمكن أن تؤدي إلى فشل العمل بشكل كامل، لذا يجب تذكير الموظفين الذين لديهم سلوكيات سلبية بشكل مستمر بأهمية العمل بطريقة احترافية أكثر.

السلوك السلبي

يعتبر الأسلوب السلبي إشارة إلى وجود مشكلة في العمل، ويجب تذكير أن السلبية هي واحدة من أكثر الأمور التي يجب معالجتها وحلها بسرعة، لأنها تنتشر بسهولة بين الموظفين وتؤدي إلى تخمة في قوة العمل، ويجب حل هذه المشكلة من خلال النقاش والتوصل سوياً إلى حل مرضٍ وعملي.

رفض النقد

لابد من أن يتعرض كلًا منا إلى النقد في حياته المهنية طالما يتم النقد بطريقة احترافية وبناءة في سبيل التحسن الفردي والإنتاجي، ولكن ليس من السهل على الجميع تقبل التعليقات السلبية لذلك يجب المحاولة معه أكثر من مرة، وفي حين عدم الاستجابة إلى النقد لابد من اتخاذ إجراء تأديبي فورًا.

طبيعة السلوكيات السلبية في العمل

من منا لا يسعى لتحقيق النجاح والترقي الوظيفي لتحسين الوضع المادي والاجتماعي؟ ولكن سلوكيات سلبية مثل السلوك السئ في مكان العمل يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على هذا الهدف. وعند البحث عن قضايا العمل على المستوى العالمي، يتبين أن السلوكيات السلبية الشائعة يمكن أن تعيق الترقي. وفيما يلي بعض السلوكيات السلبية المعروفة

البحث عن العائد

إذا كنت تعتقد أنالبحث عن العائد المادي هو الأمر الطبيعي دائمًا، فأنت مخطئ تمامًا، حيث تشير الأبحاث إلى أن هذا السلوك هو من أسوأ الصفات العملية، وعادة ما يكون الكسل والاعتقاد بأنك الأفضل دائمًا سببًا في عدم تقدمك في العمل.

الرفض دائمًا

يعد رفض العمل دائمًا أو عدم تقديم المساعدة بسبب عدم القدرة على فعل شيء ما هو من أكبر الأسباب التي تجعلك شخصًا سلبيًا في العمل، حيث يتم تعزيز التطور والنمو الوظيفي من خلال تقديم المساعدة وتحسين الأداء حتى تصبح موظفًا إيجابيًا.

القيل والقال

تؤدي الإشاعات والمحادثات الجانبية إلى خلق بيئة غير مستقرة في العمل، ولذلك ينصح العديد من مؤسسي الشركات الكبرى بالابتعاد عن الشائعات التي تؤثر على الإبداع والتقدم داخل أي منظمة. لذلك، يجب أن تقوم بتقديم الثناء على زملائك في الفريق ودعمهم بشكل مستمر في العلن.

التسويف والإحباط

بالطبع، لا يمكن لأي شخص العمل لساعات إضافية، ولكن عادةً ما يفضل المديرون توظيف وترقية الأشخاص المتميزين في العمل، والذين يتمتعون بالقدرة على تقديم الأفضل بشغف وجهد أكبر.

لعبة اللوم

من المعتاد حدوث أخطاء في العمل، ومع ذلك، الهروب من تحمل المسؤولية يجعل الوضع أكثر صعوبة دائمًا، وبدلاً من اللعب دور الضحية، يجب تحمل المساءلة والاعتراف بارتكاب الخطأ، مما يجعلك شخصًا موثوقًا به في الإدارة ويستحق الاحترام.

وسائل مواجهة السلوكيات السلبية في العمل

إذا كنت تواجه أحد السلوكيات السلبية في العمل، فهناك إجابتان واضحتان على سبب استمراره في العمل. إذا كان الموظف يرى نفسه أعلى من واجباته الوظيفية أو الإدارة التابعة له، فقد يكون السبب في تلويث بيئة العمل وعدم القدرة على العمل بفعالية، أو في رغبته في الحصول على ترقية أو زيادة في الأجر بفضل التميز. في كلا الحالتين، يجب معالجة السلوك السلبي في أسرع وقت ممكن، ويمكن استخدام الخطوات التالية لمعالجة هذا السلوك في العمل

• مراقبة الموظف السلبي:  تدوين الملاحظات الدقيقة حول سلوك الموظف السلبي في بيئة العمل يساعد على قياس سلوكه وتحديد عدد السلوكيات السلبية التي يمارسها، وهذه الخطوة مهمة جدا لأن سلوك فردي واحد لا يكفي لتحديد ما إذا كان الموظف سلبيا أم لا.
• الحصول على الدعم التنظيمي: يعد الحصول على الدعم في جمع البيانات من مدير آخر أو من قسم الموارد البشرية في العمل ذو فائدة كبيرة، حيث تحتاج دائما إلى دعم يؤكد على السلوكيات السلبية قبل اتخاذ أي إجراءات تأديبية.
• عدم الاهتمام بـ الاعتذار: لا تسعى إلى اعتذار صريح من الموظف ذو السلوك السلبي بل قم فقط بمراقبة أفعاله من أجل أن يلاحظ ذلك ويبدأ في التغيير.
• تأكيد أهداف العمل الأساسية: يجب على الموظف أن يبلغ بأهداف وقيم العمل التي يسعى لتحقيقها، مع توضيح أهمية التغيير وتبني نهج العمل المتناسب معها.
• تقديم المساعدة: يمكنك الحديث مع الموظف لمعرفة سبب سلوكه السلبي والعمل على تحويله إلى موظف إيجابي، وإبلاغ الموظف بالإجراءات التي يمكن اتخاذها في حالة استمراره في هذا السلوك.
• يرجى ملاحظة أنه لا يمكن تغيير الموظف السلبي بشكل كامل، ولكن يمكن إعادة هيكلة سلوكياته، ولا يجب التوقع منه الاعتذار أو التغيير المباشر، لكن يمكن دعمه نفسيًا باستخدام عبارات إيجابية تقلل من سلبيته.