سلطنة دلهي و تاريخ الإسلام في اسيا
انتشر الإسلام في أنحاء العالم بفضل قوة وسماحة الحكام المسلمين، وكذلك بفضل التجار العرب المسلمين كما حدث في معظم البلدان الآسيوية .
دولة المماليك في الهند
– حكمت دولة المماليك الهند لفترة امتدت من عام 602 هجريا و حتى عام 689 هجريا ، وقتها كان الحكام هم موالي السلطان محمد الغوري ، و كان من أبرز الحكام المعروفين في ذاك الوقت قطب الدين أيبك ، الذي قد نصب نفسه واليا على الهند بعد أن توفى السلطان محمد الغوري ، و هنا بدأت الدولة المملوكية في الهند .
قدم قطب الدين أيبك خدمات متعددة للمجتمع بتحسين العلاقات الإنسانية والتعامل الحسن مع الرعية وتحقيق الأمن والعدل بين الناس، وبنى عدة مساجد في الهند، بما في ذلك مسجد قطب منار ومسجد قوة الإسلام. وخلفه شمس الدين التمش .
– خلال عهد قطب الدين أيبك، اشتهرت المساجد في الهند بالمنارات الرائعة والفن المعماري المتميز، وكان له حب كبير من الرعية الذين تمردوا بعد وفاته .
تميز حكم التمش بوجود كثير من الفتن، ولكن بفضل حكمته تمكن من القضاء عليها، حتى وصل إلى الخطر الذي تسببت فيه المغول تحت قيادة جنكيز خان .
امبراطورية دلهي في حكم التمش
اشتهر التمش بحبه للعدل إلى درجة أنه وضع جرسا في قصره خاص بالمظلومين، يطرقونه لتقديم شكواهم إليه. وكان يأمرهم بارتداء اللون الأحمر حتى تنتهي مظالمهم. ولذلك، على الرغم من الفتن المتعددة في عهده، كان محبوبا من قبل شعبه. في عام 633 هجريا، توفي التمش وترك وصية غريبة تنص على أن ابنته رضية تتولى الحكم بعد وفاته دون أبنائه الذكور. كان يرى أنه لا يوجد أحد منهم يستحق حكم الهند. ومع ذلك، بعد وفاته، تولى فيروز شاه ابنه الحكم بواسطة استبداد أمه، مما أثار غضب الأمراء وجعلهم يتجمعون حول الأميرة الرضية من جدي .
تمكنت الأميرة رضية من الوصول إلى الحكم، ولكن انتشرالعديد من الشائعات حولها، مما أدى إلى انقلاب الأمراء عليها بزعامة بهرم شاه أخيها، وتم قتلها، وبعد ذلك اعتلى بهرم شاه الحكم .
تاريخ سلطنة دلهي
سميت منطقة دلهي باسمها الحالي أيام الاحتلال البريطاني، وهي المنطقة التي كانت ولا تزال واحدة من أهم مدن الهند، وبقيت عاصمة لجميع الدول التي حكمت الهند، بما في ذلك الحكم الإسلامي .
تعاقب على حكم هذه السلطنة العديد من الحكام، حتى وصلت إلى حكم الدولة المملوكية التي استمرت فترة طويلة، وعملوا فيها على إقامة طرق مواصلات عبر الغابات وإقامة العدل وفتح طرق التجارة .
– بعد أن انتهى حكم دولة المماليك عقبهم في الحكم المغول أصحاب الأصول التركية ، و قد تمكنوا من شغل أرفع المناصب و استولوا على أفضل الحصون ، وقتها كانت سلطنة دلهي تمتد لتشمل القارة الهندية بالكامل تقريبا ، و قد عنوا بالزراعة و تشجيع العلماء ، و خرج من بينهم عدد كبير من الرحالة ، و نظموا الضرائب و عملوا على إنشاء ما يعرف بديوان الخيرات الذي تمكن من مساعدة المحتاجين .
في البداية كان المغول غزاة يأتون إلى الأراضي الخضراء واليابسة، ثم اعتنقوا الإسلام وتغيرت طريقة حياتهم. وبالفعل، ساهموا في النشاطات العديدة التي حدثت في الهند، حيث بنوا الحصون وشقوا الترع وأقاموا خطوط البريد وجلبوا العلماء من جميع أنحاء العالم. وحضارة عريقة نشأت بأيديهم، وساهمت في انتشار الإسلام في الهند .