سكوت كيلي “Scott Kelly” أول رائد أمريكي يمضي أطول فترة في الفضاء
أصبح “سكوت كيلي” أول رائد فضاء في التاريخ الأمريكي من وكالة ناسا الذي يعيش و يعمل حوالي عام كامل في المحطة الفضائية الدولية ، و بدأت رحلته منذ شهر مارس من السنة الماضية. و من المقرر أن يعود كيلي اليوم بعد قضاء 340 يوما من الدوران حول الأرض، و يعتبر كيلي أول رائد فضاء أمريكي في التاريخ الذي يمضي أطول فترة في الفضاء إلى غاية الآن خارج كوكب الأرض. و بالتالي يحقق أكثر من المدة التي قضاها رائد الفضاء الروسي “ميخائيل كونييكو” على متن محطة الفضاء الدولية و التي وصلت إلى 339 يوما.
و سيعود كيلي من المحطة مع رائد الفضاء “ميخائيل كورنيينكو” و “سيرجي فولكوف” حيث من المتوقع أن يهبطوا على السهوب المغطاة بالثلوج في كازاخستان، في المركبة الفضائية سويوز ” TMA-18M “، التي تسع 3 أفراد فقط، ولا تكفي إلا لحمل بعض الأمتعة القليلة خلال رحلتهم من الفضاء إلى كوكب الأرض.
ما هي الأرقام التي تم تحطيمها في هذا الإنجاز؟
ويجدر بالذكر أن كيلي قد حطم الرقم القياسي في 29 أكتوبر الماضي بالنسبة للرقم القياسي الأمريكي، حيث قضى 216 يوما متواصلة في الفضاء، متجاوزا بذلك رقم رائد الفضاء الأمريكي `مايكل لوبيز اليجريا` الذي قضى 215 يوما في الفضاء أثناء قيادته لطاقم البعثة 14 في عام 2006. ويذكر أن رواد الفضاء الذين قضوا أطول فترة في الفضاء على متن المحطة الفضائية الدولية هم فاليري بولياكوف بمدة 437 يوما، ثم سيرجي أفدييف بمدة 379 يوما، وبعدهما فلاديمير تيتوف وموسا ماناروف بمدة 365 يوما.
ما هو الهدف من الفترات الطويلة في الفضاء؟
وتهدف ناسا من خلال هذه الرحلات الطويلة إلى التركيز على استكشاف كيفية تأقلم جسم الإنسان مع ظروف عدم الجاذبية والعزلة والإشعاع والضغط خلال هذه الرحلات الطويلة. وخلال رحلة سكوت، ستكون هناك 5440 دورة حول الأرض وسيتم قطع مسافة 231,423,667 كيلومتر، كما ستتلقى 9 زيارات من الأرض وسيكون هناك 14 شخصا آخرين معه، وسيشرب حوالي 757 لترا من الماء الذي يتم تنقيته من العرق والبول الذي يتم جمعه من جسمه وأجساد المقيمين معه في المحطة.
و قد كان سكوت كيلي الذي يبلغ حالي 52 عاما يقوم بدور الخنزير غيني ،ذلك الحيوان الذي تقام عليه التجارب المخبرية لرحلات المريخ و التي تنوي ناسا إرسال البشر إليه خلال عشرين عاما القادمة. و قبل الرحلة خضعت بعثة كيلي إلى إجراء تحليلات البول و الدم و حساب كل المعدلات الحيوية في جسمه، و كذا متابعة تغيراته الحيوية خلال العام الذي أمضاه خارج كوكب الأرض، حيث من المنتظر أن يقوم بكل هذه التحاليل من جديد عند عودته لمدة عام آخر. و ذلك لمعرفة طريقة تصرف جسده و تكيفه أثناء الإقامة في الفضاء و بعد العودة للأرض، و ما يميز هذه الرحلة أن لكيلي أخ توأم موجود في الأرض، و كان يخضع هو الآخر إلى فحوصات و تحاليل و قياسات طيلة العام كتلك التي أجراها كيلي في محطة الفضاء الدولية، حيث يجسد أخاه المعامل الأرضي الضابط للتجربة.
و ليست التحليلات المخبرية هي كل شي في حالة سكوت كيلي بل إن حالته شملت 400 دراسة علمية و اختبارات حاسوبية و الأنشطة اليومية و رعاية المحاصيل و مسح للعين و قياس الإشعاع إضافة إلى مشاركته في مسابقة أفضل الصور العلمية. و رغم أنه حطم الرقم القياسي إلا أن هذا الرقم مرتبط بأمريكا فقط وليس في العالم كله.