سر خطوط معجون الأسنان
يعتبر معجون الأسنان أحد المستحضرات الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عن استخدامها، حيث تتمثل أهميته في تنظيف الأسنان من بقايا الطعام المتراكمة عليها وحمايتها من الإصابة بالبكتيريا والتسوس، كما يحمي اللثة واللسان، ولا يوجد شخص لا يعرفه أو لم يستخدمه من قبل.
تعود صناعته إلى القرن الرابع الميلادي حيث كانت مكوناته تتمثل في خليط من زهور السوسن، ورق النعناع، الفلفل، والملح، وبحلول القرن التاسع الميلادي كان الاختراع الأول لمعجون الأسنان المتعارف عليه في الوقت الحالي ولكن التساؤل الذي يتردد على الأذهان دوماً ما هو السر وراء الخطوط الحمراء التي تخرج من فوهته وكيف تبقى محتفظة بشكلها دون أن تختلط بالمعجون الأبيض وعقب البحث تم التوصل إلى الإجابة وراء ذلك السؤال .
سر خطوط معجون الأسنان
يعود أصل صناعة معجون الأسنان المستخدم في العصر الحالي إلى القرن التاسع عشر، حيث تم صناعة الفرشاة ومعاجين الأسنان التي حققت شعبية كبيرة في ذلك الوقت. تختلف معاجين الأسنان في الشكل والمكونات، فهناك معجون للأسنان الحساسة ومعجون لتبييض الأسنان مثل معجون اسنان ديبوردنت، وتم صناعة النوع الذي يتميز بالخطوط الملونة المتناسقة بواسطة المخترع الأمريكي (مارافينو Marraffino) الذي حصل على براءة اختراع له في عام 1955، حيث اخترع الأنبوب الذي يتيح خروج تلك الخطوط بتلك الطريقة ويمكن شرح آلية عمله .
يظهر أن المعجون داخل الأنبوب أبيض فقط وغير مختلط بالأحمر تمامًا، وأما اللون الأحمر فهو في مكان منفصل داخل الأنبوب، وتوجد خطوط حمراء على جانبي الفوهة التي يخرجمنها المعجون الأبيض، وهي تنتج عن الضغط، وتوجد خطين حمراوين على جانبي الفوهة.
– مع الضغط المستمر، يخرج المعجون الأبيض من الأنبوب متحولا إلى اللون الأحمر، ويتشكل معه تلك الخطوط، وهذا يثبت أن الاعتقاد بتواجد المعجون الأبيض وخطوط المعجون ذو اللون الأحمر جنبا إلى جنب داخل الأنبوب أمر غير صحيح، حيث إن كل منهما منفصل عن الآخر داخل الأنبوب، ويتم تعبئة المعجون داخل الأنبوب بواسطة آلة تعبئة تشبه الآلات التي تستخدم لتعبئة الآيس كريم، ويمكن فهم الأمر بشكل أفضل إذا تم قطع جزء صغير وعرضي من الفوهة.
وباستخدام منهج علمي يمكن وصف الأمر بـ (الريولوجيا)، وهذا يشير إلى أن المعجون الموجود داخل الأنبوب لديه سماكة متساوية ويتدفق بنفس الطريقة. ولكن عندما يتعرض الأنبوب للضغط ويخرج من الفوهة، يصبح أكثر رقة وأقل سماكة. بناء على أن جميع مكونات المعجون الحمراء والبيضاء لديها نفس الريولوجيا، فإن جميع الخطوط أثناء الخروج تحتفظ بموقعها وشكلها. والأمر المدهش والرائع في الوقت نفسه هو أن المعجون يستعيد سماكته عندما يصل إلى سطح الفرشاة، مما يجعله يحافظ على الشكل الأسطواني الثلاثي الأبعاد.
الخطوط على معجون الاسنان
غالبا ما نشاهد على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تعليقات حول ماهية الرموز الملونة الصغيرة الموجودة تحت أنابيب المعجون، فهي في الواقع تمثل مكونات معجون الأسنان المستخدمة في صنعه. ووفقا للمعلومات المنتشرة، يعتبر اللون الأخضر الموجود في المربع علامة على أن المكونات المستخدمة هي مكونات طبيعية فقط، في حين يرمز اللون الأزرق إلى أن المعجون يحتوي على مزيج من المكونات الطبيعية والكيميائية.
فيما يتعلق باللون الأحمر، يشير إلى أن معجون الأسنان يحتوي على مزيج من المكونات الطبيعية والمكونات الكيميائية الأخرى. أما العلامة ذات اللون الأسود، فتشير إلى أن مكونات المعجون هي مواد كيميائية فقط. ولذلك، غالبا ما ينصح باستخدام المعجون ذو العلامة المربعة الزرقاء الموجودة أسفل العبوة وتحذير من استخدام المعجون ذو العلامة السوداء.
ومع ذلك، الحقيقة تتعلق بنظام الترميز المستخدم في صناعة معجون الأسنان، حيث تساهم هذه العلامات في عملية صنع المعجون من خلال قراءتها بأجهزة استشعار الضوء. يمكن إغلاق أو قطع طرف الأنبوب بشكل صحيح باستخدام تلك العلامات. لذلك، ليست تلك المربعات إشارة للمكونات أو رمز سري، بل لمن يرغب في التحقق من مكونات المعجون يمكنه الاطلاع على ما هو مكتوب إما على العبوة أو الأنبوب الخاص بالمعجون.
كما وقد أشارت جمعية طب الأسنان الأمريكية أن الغالبية العظمى من مكونات معجون الأسنان تتضمن نفس المكونات الرئيسية مثل العوامل المنكهة، المواد الكاشطة التي تعمل على تنظيف الأسنان من الطعام العالق بها، والمنظفات المسئولة على تكوين الرغوة، وقد أشارت (ADA) إلى مدى أهمية استخدام المعجون الذي تتضمن مكوناته مادة الفلورايد لما تساهم به من مقاومة الإصابة بالتسوس من خلال تقوية مينا الأسنان.
أضرار معجون الأسنان
تتضمن العديد من أنواع معاجين الأسنان مادة الفلورايد كمكون أساسي وآمن لمعظم المستخدمين، ولكن يمكن أن تكون ضارة إذا تجاوز الإنسان كمية العشرين مليجرام يوميًا، وعند تجاوز هذه النسبة، فقد تتسبب في الأضرار التالية:
- ضعف الأربطة والعظام.
- الإصابة بمشاكل في الجهاز الهضمي وتضعف العضلات.
- يمكن أن يتسبب استخدامه للأطفال قبل ظهور الأسنان الدائمة في تغيير لون الأسنان.
- قد يؤدي استخدام فلورايد الصوديوم حتى بكميات صغيرة إلى الإصابة بالإسهال والقيء والغثيان.
- يمكن استخدام الفلورايد بشكل آمن للنساء خلال فترات الحمل والرضاعة الطبيعية، إذا تم استخدامه بالمعدل المسموح به.
- يترتب على المواد الكيميائية التي يتكون منها معجون الأسنان ومنها (السيليكا المائية، الأسبارتام، الغليسيرين، لوريل سلفات الصوديوم، البروبيلين غليكول) على إصابة الأسنان في حالة الاستخدام المفرط إلى إصابة الأسنان ببعض المشكلات مثل تلف طبقة المينا والإصابة بتجاويف في الأسنان.
أضرار معجون الأسنان على البشرة
المواد الكيميائية التي يتكون منها المعجون سريعة الامتصاص حينما يتم وضعها على البشرة مما ينتج عنه الإصابة بتهيج الجلد والاحمرار والحكة، كما يمكن أن تبقى تلك المواد لمدة تصل إلى خمسة أيام مما يصيب صاحبها بالصعوبة في التنفس والمشكلات في الرئتين، الكبد، والقلب وهو ما ذكرته الكلية الأمريكية لعلم السموم.
غالبا ما يستخدم معجون الأسنان لعلاج بعض مشكلات البشرة مثل البثور، ولكن في الحقيقة، مادة سلفات رويال صوديوم الموجودة في المعجون تسبب تهيج الجلد وحدوث حساسية، وتؤثر على درجة الحموضة الطبيعية للبشرة. ووفقا لتصريحات الدكتور شاينهاوس، الذي هو طبيب أمراض الجلد المشهور، فإن الرقم الهيدروجيني للمعجون يمكن أن يؤدي إلى حدوث حروق وطفح جلدي على البشرة.
ومن استخدامات معجون الأسنان المشهورة تنظيف بقع الحبر على الملابس، تلميع المجوهرات مثل الذهب والألماس، تخفيف حدة الألم الناجم عن حروق من الدرجة الأولى، تنظيف الأحذية البيضاء بوضعها على الحذاء وفركها بقطعة قماش نظيفة بيضاء، كما يمكن استخدامه لتنظيف الصدأ المتكون على سطح المكواة المعدنية عن طريق فركها بقطعة قماش والمكواة تكون باردة وليست ساخنة.