دراسات حديثةصحة

سر تعلق الأب بابنته أكثر من ابنه

غالبًا ما يستجيب الأب لابنته أكثر من ابنه، ولقد أجريت دراسة بحثية حول هذا الموضوع للكشف عن الاختلاف في تعامل الأب مع الابن والابنة، وقد أسفرت هذه الدراسة عن اكتشاف بعض النتائج المثيرة للاهتمام .

دراسة عن الفرق بين تعامل الأب مع ابنته وابنه :
إن الدراسة ، التي أجريت في جامعة إيموري ونشرت في مجلة علم السلوك العصبي ، درست التفاعلات بين الآباء وأطفالهم من كلا الجنسين لمدة تزيد على يومين، وقد استندت الدراسة على النظريات السابقة التي ترجح أن الآباء يعاملون الأطفال الإناث والذكور بشكل مختلف ، وكان الباحثون يأملون في إثبات صحة تلك النظرية .

كان الباحثون يطمحون إلى جمع معلومات حول تفاعل الآباء مع أطفالهم، والنظر في كيفية التواصل معهم والكلمات التي يستخدمونها وسلوكهم العام. شارك في الدراسة 30 فتاة صغيرة و 22 صبي صغير، حيث ارتدى آباء الأطفال مسجلات خاصة على أحزمتهم خلال عطلة نهاية الأسبوع، وكانت تقوم بتسجيل محادثاتهم مع الأطفال وأي نشاط آخر يقومون به معهم، مثل الغناء أو أصوات اللعب معهم .

نتائج الدراسة :
في نهاية الدراسة، اكتشف الباحثون أن الآباء يقضون حوالي 60% من وقتهم مع بناتهم مقارنة بالوقت الذي يقضونه مع أبنائهم، ويقضون وقتًا كبيرًا في التفاعل بطرق مختلفة مثل الغناء والصفير مع بناتهم، ويرجح أن الوقت الذي يقضونه مع بناتهم يتجاوز خمسة أضعاف الوقت الذي يقضونه مع أبنائهم .

وأخيرًا، يقضي الآباء المزيد من الوقت في مناقشة مشاعر بناتهم، بما في ذلك الحزن، ويستخدمون كلمات مثل “البكاء” و”الوحدة” لوصف المشاعر والعواطف التي يعاني منها بناتهم .

و استخدم الآباء أيضًا المزيد من الكلمات التي ركزت على أجساد ابنتهم ، بما في ذلك ” الدهون ” و ” الأقدام ” و ” البطن ” و ” الوجه “، على الرغم من أن جميع التفاعلات كانت بريئة ، بطبيعة الحال ، لا يزال الباحثون يتساءلون عما إذا كانت الحقيقة هي أنه في هذه السن المبكرة ، تتعلم الفتيات الاهتمام أكثر بمظهرهن ، وتلعب دوراً في تطوير صورة الجسم على المدى الطويل.

من ناحية أخرى، يتفاعل الآباء بصورة أكثر جسدية مع أبنائهم ويقضون ثلاثة أضعاف الوقت في تنفيذ أنشطة مثل المصارعة المرحة. كما يستخدمون لغة تعبر عن الإنجاز، مثل الكلمات التي تحتوي على “فخور” أو “فوز” أو “أفضل.” من المثير للاهتمام أن الدراسة وجدت أيضا أن الآباء ليسوا فقط يعاملون بناتهم بشكل مختلف، بل تختلف طريقة استجابة أدمغتهم لبناتهم في الواقع .

ماذا تعني الدراسة :
على الرغم من أن الدراسة توضح لنا أن الآباء يتفاعلون ويتحدثون ويتصرفون بشكل مختلف مع بناتهم، إلا أنها لا تخبرنا بالضبط عن السبب، و يظن الباحثون أن هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي لهذا الأمر منها تربية الآباء أنفسهم والتحيزات الاجتماعية فكل هذه العوامل تلعب دوراً كبيراً في تعامل الأباء مع أطفالهم .

ووفقا للخبراء، قد يكون لدى الآباء والأمهات تحيزات خاصة ينطبقونها على أطفالهم من خلال أفعالهم ومعاملتهم لهم دون أن يدركوا ذلك. لذا، يمكن أن تساعد هذه الدراسات الآباء والأمهات على أن يتنبهوا لطريقة تعاملهم المختلفة مع أطفالهم بناء على جنسهم، والأهم من ذلك كيف يمكنهم تغيير سلوكهم في المستقبل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى