غرائب وعجائبمنوعات

سر بناء الأهرامات الثلاثة وعبقرية البناء والتخطيط

سر بناء الأهرامات الثلاثة

تعد بناء الأهرامات من أقدم الألغاز التي لم تحل في التاريخ، ورغم محاولات العلماء والمشاهير لحل هذه الألغاز مرارا وتكرارا على مدى التاريخ، إلا أنهم فشلوا في ذلك، إذ تم طرح السؤال نفسه عدة مرات حول “طريقة بناء الأهرامات” دون الوصول إلى إجابة نهائية

لذلك يعتبر منشآت أهرامات الجيزة الثلاثة العظيمة من أعظم إنجازات الهندسة والعمارة البشرية، وما زالت هذه الآثار قائمة بقوة بعد أكثر من 4500 عام وتظل لغزا غير محلول حتى اليوم، ويمكن أن تساعدنا بعض الكتب التي تم اكتشافها من قدماء المصريين في فهم كيفية إنشاء مثل هذه الآثار بشكل أفضل وما هو سر بنائها.

هذه الهياكل الضخمة المصنوعة من الحجر الجيري أو الطوب هي أقدم الهياكل التي صنعها الإنسان على كوكبنا. ولهذا السبب، أصبحت أهرامات الجيزة هي الصورة الأولى للحضارة المصرية، وتعد الأهرامات رمزا لتاريخ مصر القديمة الطويل. كما أن حجمها الهائل لا يزال يثير إعجاب ملايين الزوار كل عام، حيث يحاولون فهم كيف استطاع ثلاثة ملوك، هم خفرع وخوفو ومنقرع، بناء مثل هذه الهياكل الضخمة قبل وقت طويل.

تم بناء الأهرامات الثلاثة العظيمة خلال الأسرة الرابعة من المملكة القديمة في مصر القديمة، وكانت المملكة القديمة موجودة من 2686 إلى 2181 قبل الميلاد، وهي عصرا رئيسيا في تاريخ مصر القديمة، ويعتقد علماء الآثار أن الأسرة الرابعة التي استمرت من 2613 إلى 2493 قبل الميلاد كانت تسمى بـ”العصر الذهبي” للمملكة القديمة، وذلك بسبب حجم ونوعية الأهرامات التي تم بناؤها خلال هذه الفترة في الجيزة.

على مر السنين، أثارت التقنيات المستخدمة في بناء الأهرامات المصرية حيرة العديد من المؤرخين والعلماء. تم تقديم العديد من النظريات المثيرة للجدل بخصوص بناء الأهرامات. ومع ذلك، يعتقد العامة أن الأحجار الضخمة تم نحتها من المحاجر باستخدام الأزاميل النحاسية وتم سحبها ورفعها إلى مواقعها. ومع ذلك، هناك خلاف كبير بشأن طريقة نقل ووضع تلك الأحجار.

تثير قضية القوى العاملة جدلا كبيرا، حيث يعتقد أن الأهرامات تم بناؤها باستخدام العمالة العبيد، وتشير نظرية أخرى إلى أن الأهرامات تم بناؤها بواسطة عشرات الآلاف من العمال المهرة الأحرار الذين عملوا مقابل أجر. وما هو مؤكد هو أن القوى العاملة كانت منظمة بشكل كبير ومدارة على أعلى مستوى من خلال اتباع عملية منظمة ومخططة تتألف من ثلاث مراح.

مراحل بناء الأهرامات

استخدمت القوى العاملة عملية محددة في بناء الأهرامات التي تم بناؤها بشكل مثالي من خلال اتباع ثلاث خطوات مهمة وهي:

  • اختيار موقع البناء المثالي
  • إعداد الموقع
  • رفع الكتل

المرحلة الأولى اختيار موقع البناء المثالي

كانت الخطوة الأولى في بناء الهرم هي اختيار الموقع المناسب للبناء، ويفضل أن يكون ذلك على الجانب الغربي من النيل حيث تغرب الشمس، بناء على اعتقاد القدماء المصريين أن البوابة إلى الحياة الآخرة تقع حيثما تغرب الشمس.

كانت الأهرامات بحاجة إلى أن توضع على أرض مرتفعة بعيدًا عن خطر الفيضانات أثناء فصل الفيضانات في نهر النيل، ومع ذلك لا يمكن أن تكون بعيدة جدًا عن ضفة النيل لأن الحجر الجيري عالي الجودة الذي يستخدم في تغطية الجدران الخارجية يتم نقله عبر النهر.

لذلك ستكون الموقع المختار أعلى نقطة على الهضبة الصحراوية، وسيثبت أنها قاعدة صخرية صلبة قادرة على تحمل الوزن الكبير للهرم بدون أي خطر من التصدع، نظرا لأن بعض أكبر الأهرامات تزن حوالي 2.5 طن، وتم اختيار الموقع الذي يتم بناء كل هرم عليه بناء على مسافة الهرم إلى مقر إقامة الملك، حيث يحتاج الملك إلى فحص تطور حجرة دفنه بانتظام.

المرحلة الثانية تجهيز الموقع

لم يتم توجيه أي جهود لبناء الأهرامات على الإطلاق، ومع ذلك، فإن بناء الأهرامات لم يكن عملا عشوائيا، بل تم تنفيذه بدقة كبيرة في القياسات المستخدمة. كان من واجب العمال تجهيز أساس قوي عن طريق إزالة الرمال الفائضة من الصخور، ثم تسوية القاعدة الصخرية بشكل كامل. قد يكون العمال قد أنجزوا ذلك من خلال بناء جدران طينية منخفضة حول القاعدة

: “يتم قطع القنوات بنمط شبكي فوق السطح، ثم يتم ملؤها بالماء وتحديد مستوى الماء، وبعد جفاف الماء، يتم قطع الصخور البارزة إلى المستوى المحدد وملء الانخفاضات المملوءة بالحجارة لتشكيل سطح مستو تماما، ويجب أن يتواجد على كل جانب من جوانب الهرم إحدى النقاط الأساسية

من الممكن أن يكون البناؤون قد وضعوا الشمال الحقيقي في المقام الأول، ثم بدؤوا في العمل في الاتجاهات الأخرى، وربما اكتشفوا الشمال الحقيقي عن طريق مشاهدة نجم معين في السماء الشمالية، وملاحظة ارتفاع وغروب النجم وتحديد ظهوره واختفائه في أفق مصطنع

من خلال قياس الزاوية المنشأة بهذه الطريقة، سيتم الحصول على خط شمالي وخط جنوبي، وكان لديهم أدوات لرسم الزوايا القائمة، ومن ثم كان بإمكانهم تحديد الاتجاه الشرقي والغربي، ثم عليهم جعل القاعدة مربعة تماما وأن تكون الأضلاع الأربعة بنفس الطول والزوايا القائمة والمثالية.

المرحلة الثالثة رفع الكتل

في بعض الأحيان يتم استخدام الصخور المتواجدة كالنتوءات مثل قلب الهرم لإنقاذ العمل، حيث يمكن بناء الغرف والممرات الداخلية بشكل مستقل وبناء الهرم الفعلي حولها. ولكن يبدو أن بعض بناة الأهرامات غيروا رأيهم بشأن الموقع الأنسب لغرف الدفن، فتم بناء الهرم الداخلي من الحجر الجيري الذي تم قطعه من هضبة الصحراء، وعندما انتهوا من الهيكل الرئيسي، تم انتهاء الهرم بتغليفه بكتل من الحجر الجيري المقطوع والمكسو بدقة، وفي بعض الأحيان استخدموا الجرانيت للدورات السفلية.

كانت الحجارة المستخدمة في بناء الأهرامات كبيرة الحجم ومختلفة في الأحجام، وعلى الرغم من ذلك يمكن العثور على أكبرها في غرفة الملك، وتختلف هذه الأحجار المحددة عن كتل الحجر الجيري العادية وكانت مصنوعة من الجرانيت.

والطريقة الدقيقة لرفع الأهرامات غير معروفة حتى الآن ولم يتم اختراع البكرات حتى العصر الروماني ومع ذلك قال المؤرخ اليوناني `هيرودوت` عن استخدام الرافعات لرفع الكتل من مستوى إلى آخر، وتم اقتراح أن العمال الذين يعملون في فرق البناء يستخدمون منحدرا لسحب الكتل إلى مواقعها، ولكن مع زيادة حجم الهرم أصبح من الممكن رفع المنحدر لتمكين العمال من الوصول إلى المستوى التالي، ولكن المشكلة الرئيسية في ذلك هي أن المنحدر سيكون في النهاية ضخما مثل الهرم نفسه وسيصل إلى مسافة هائلة في الصحرا.

لم يتم تحديد أي تأثير لهيكل مثل هذا في أي من مواقع الهرم المختلفة، والفكرة هنا هي أن المنحدر كان سيلتف حول الهرم وسيتم تفكيكه عند اكتمال الهرم، لذلك لا تزال طرق البناء محل نقاش ساخن ولا تزال أحد أعظم ألغاز الحضارة الإنسانية القديمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

غرائب وعجائبمنوعات

سر بناء الأهرامات الثلاثة وعبقرية البناء والتخطيط

سر بناء الأهرامات الثلاثة

تعد بناء الأهرامات من أقدم الألغاز التي لم تحل في التاريخ، ورغم محاولات العلماء والمشاهير لحل هذه الألغاز مرارا وتكرارا على مدى التاريخ، إلا أنهم فشلوا في ذلك، إذ تم طرح السؤال نفسه عدة مرات حول “طريقة بناء الأهرامات” دون الوصول إلى إجابة نهائية

لذلك يعتبر منشآت أهرامات الجيزة الثلاثة العظيمة من أعظم إنجازات الهندسة والعمارة البشرية، وما زالت هذه الآثار قائمة بقوة بعد أكثر من 4500 عام وتظل لغزا غير محلول حتى اليوم، ويمكن أن تساعدنا بعض الكتب التي تم اكتشافها من قدماء المصريين في فهم كيفية إنشاء مثل هذه الآثار بشكل أفضل وما هو سر بنائها.

هذه الهياكل الضخمة المصنوعة من الحجر الجيري أو الطوب هي أقدم الهياكل التي صنعها الإنسان على كوكبنا. ولهذا السبب، أصبحت أهرامات الجيزة هي الصورة الأولى للحضارة المصرية، وتعد الأهرامات رمزا لتاريخ مصر القديمة الطويل. كما أن حجمها الهائل لا يزال يثير إعجاب ملايين الزوار كل عام، حيث يحاولون فهم كيف استطاع ثلاثة ملوك، هم خفرع وخوفو ومنقرع، بناء مثل هذه الهياكل الضخمة قبل وقت طويل.

تم بناء الأهرامات الثلاثة العظيمة خلال الأسرة الرابعة من المملكة القديمة في مصر القديمة، وكانت المملكة القديمة موجودة من 2686 إلى 2181 قبل الميلاد، وهي عصرا رئيسيا في تاريخ مصر القديمة، ويعتقد علماء الآثار أن الأسرة الرابعة التي استمرت من 2613 إلى 2493 قبل الميلاد كانت تسمى بـ”العصر الذهبي” للمملكة القديمة، وذلك بسبب حجم ونوعية الأهرامات التي تم بناؤها خلال هذه الفترة في الجيزة.

على مر السنين، أثارت التقنيات المستخدمة في بناء الأهرامات المصرية حيرة العديد من المؤرخين والعلماء. تم تقديم العديد من النظريات المثيرة للجدل بخصوص بناء الأهرامات. ومع ذلك، يعتقد العامة أن الأحجار الضخمة تم نحتها من المحاجر باستخدام الأزاميل النحاسية وتم سحبها ورفعها إلى مواقعها. ومع ذلك، هناك خلاف كبير بشأن طريقة نقل ووضع تلك الأحجار.

تثير قضية القوى العاملة جدلا كبيرا، حيث يعتقد أن الأهرامات تم بناؤها باستخدام العمالة العبيد، وتشير نظرية أخرى إلى أن الأهرامات تم بناؤها بواسطة عشرات الآلاف من العمال المهرة الأحرار الذين عملوا مقابل أجر. وما هو مؤكد هو أن القوى العاملة كانت منظمة بشكل كبير ومدارة على أعلى مستوى من خلال اتباع عملية منظمة ومخططة تتألف من ثلاث مراح.

مراحل بناء الأهرامات

استخدمت القوى العاملة عملية محددة في بناء الأهرامات التي تم بناؤها بشكل مثالي من خلال اتباع ثلاث خطوات مهمة وهي:

  • اختيار موقع البناء المثالي
  • إعداد الموقع
  • رفع الكتل

المرحلة الأولى اختيار موقع البناء المثالي

كانت الخطوة الأولى في بناء الهرم هي اختيار الموقع المناسب للبناء، ويفضل أن يكون ذلك على الجانب الغربي من النيل حيث تغرب الشمس، بناء على اعتقاد القدماء المصريين أن البوابة إلى الحياة الآخرة تقع حيثما تغرب الشمس.

كانت الأهرامات بحاجة إلى أن توضع على أرض مرتفعة بعيدًا عن خطر الفيضانات أثناء فصل الفيضانات في نهر النيل، ومع ذلك لا يمكن أن تكون بعيدة جدًا عن ضفة النيل لأن الحجر الجيري عالي الجودة الذي يستخدم في تغطية الجدران الخارجية يتم نقله عبر النهر.

لذلك ستكون الموقع المختار أعلى نقطة على الهضبة الصحراوية، وسيثبت أنها قاعدة صخرية صلبة قادرة على تحمل الوزن الكبير للهرم بدون أي خطر من التصدع، نظرا لأن بعض أكبر الأهرامات تزن حوالي 2.5 طن، وتم اختيار الموقع الذي يتم بناء كل هرم عليه بناء على مسافة الهرم إلى مقر إقامة الملك، حيث يحتاج الملك إلى فحص تطور حجرة دفنه بانتظام.

المرحلة الثانية تجهيز الموقع

لم يتم توجيه أي جهود لبناء الأهرامات على الإطلاق، ومع ذلك، فإن بناء الأهرامات لم يكن عملا عشوائيا، بل تم تنفيذه بدقة كبيرة في القياسات المستخدمة. كان من واجب العمال تجهيز أساس قوي عن طريق إزالة الرمال الفائضة من الصخور، ثم تسوية القاعدة الصخرية بشكل كامل. قد يكون العمال قد أنجزوا ذلك من خلال بناء جدران طينية منخفضة حول القاعدة

: “يتم قطع القنوات بنمط شبكي فوق السطح، ثم يتم ملؤها بالماء وتحديد مستوى الماء، وبعد جفاف الماء، يتم قطع الصخور البارزة إلى المستوى المحدد وملء الانخفاضات المملوءة بالحجارة لتشكيل سطح مستو تماما، ويجب أن يتواجد على كل جانب من جوانب الهرم إحدى النقاط الأساسية

من الممكن أن يكون البناؤون قد وضعوا الشمال الحقيقي في المقام الأول، ثم بدؤوا في العمل في الاتجاهات الأخرى، وربما اكتشفوا الشمال الحقيقي عن طريق مشاهدة نجم معين في السماء الشمالية، وملاحظة ارتفاع وغروب النجم وتحديد ظهوره واختفائه في أفق مصطنع

من خلال قياس الزاوية المنشأة بهذه الطريقة، سيتم الحصول على خط شمالي وخط جنوبي، وكان لديهم أدوات لرسم الزوايا القائمة، ومن ثم كان بإمكانهم تحديد الاتجاه الشرقي والغربي، ثم عليهم جعل القاعدة مربعة تماما وأن تكون الأضلاع الأربعة بنفس الطول والزوايا القائمة والمثالية.

المرحلة الثالثة رفع الكتل

في بعض الأحيان يتم استخدام الصخور المتواجدة كالنتوءات مثل قلب الهرم لإنقاذ العمل، حيث يمكن بناء الغرف والممرات الداخلية بشكل مستقل وبناء الهرم الفعلي حولها. ولكن يبدو أن بعض بناة الأهرامات غيروا رأيهم بشأن الموقع الأنسب لغرف الدفن، فتم بناء الهرم الداخلي من الحجر الجيري الذي تم قطعه من هضبة الصحراء، وعندما انتهوا من الهيكل الرئيسي، تم انتهاء الهرم بتغليفه بكتل من الحجر الجيري المقطوع والمكسو بدقة، وفي بعض الأحيان استخدموا الجرانيت للدورات السفلية.

كانت الحجارة المستخدمة في بناء الأهرامات كبيرة الحجم ومختلفة في الأحجام، وعلى الرغم من ذلك يمكن العثور على أكبرها في غرفة الملك، وتختلف هذه الأحجار المحددة عن كتل الحجر الجيري العادية وكانت مصنوعة من الجرانيت.

والطريقة الدقيقة لرفع الأهرامات غير معروفة حتى الآن ولم يتم اختراع البكرات حتى العصر الروماني ومع ذلك قال المؤرخ اليوناني `هيرودوت` عن استخدام الرافعات لرفع الكتل من مستوى إلى آخر، وتم اقتراح أن العمال الذين يعملون في فرق البناء يستخدمون منحدرا لسحب الكتل إلى مواقعها، ولكن مع زيادة حجم الهرم أصبح من الممكن رفع المنحدر لتمكين العمال من الوصول إلى المستوى التالي، ولكن المشكلة الرئيسية في ذلك هي أن المنحدر سيكون في النهاية ضخما مثل الهرم نفسه وسيصل إلى مسافة هائلة في الصحرا.

لم يتم تحديد أي تأثير لهيكل مثل هذا في أي من مواقع الهرم المختلفة، والفكرة هنا هي أن المنحدر كان سيلتف حول الهرم وسيتم تفكيكه عند اكتمال الهرم، لذلك لا تزال طرق البناء محل نقاش ساخن ولا تزال أحد أعظم ألغاز الحضارة الإنسانية القديمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى