لماذا اشتهرت الدراما التركية في العالم العربي
أجرت وزارة السياحة والثقافة التركية دراسة حول الدراما التركية، وأوضحت أنها شائعة في جميع أنحاء العالم ومشهورة للغاية، ولكن اشتهرت بشكل أكبر في الوطن العربي. وأظهرت الدراسات المتخصصة في الدراما التركية أن تركيا تحتل المرتبة الثانية في تصدير المسلسلات التلفزيونية بعد الولايات المتحدة، ولكن الوطن العربي هو السوق الأكبر.
تجذب الدراما التركية جمهورًا ضخمًا يصل إلى 250 مليون شخص وأكثر، ويصل عدد المشاهدين العرب الذين يتابعونها إلى أكثر من 85 مليون شخص، وقد تزيد في بعض الأعمال. ويعود سبب شهرتها في الوطن العربي إلى التشابه بين الثقافات التركية والعربية .
قام الأتراك بالاهتمام بتسليط الضوء على أهم معالم الحضارة التركية والعثمانية، مما ساعد في جعل الدراما التركية شهيرة، ويتم إنفاق الكثير من المال في هذه الدراما سواء على الديكور أو على الملابس الخاصة بكل شخصية. وظهرت مؤخرا مسلسلات ناجحة في الوطن العربي مثل “عروس إسطنبول”، والذي تم إعادة إنتاجه عربيا باسم “عروس بيروت” ومسلسل “اكتمال القمر”. وتمكنت هذه المسلسلات من الترويج لتركيا وعاداتها وتقاليدها والأماكن السياحية الموجودة فيها.
تمكنت الدراما التركية من تحقيق نجاحها بدون تدخل من الحكومة التركية. وحققت السياحة التركية الكثير من النجاح بسبب جمال المناظر الطبيعية وجودة التصوير في أهم مناطق تركيا. ومن هنا أصبحت الدراما عاملا أساسيا في الترويج للسياحة في البلاد وحققت نجاحا قويا وملفتا. فقد يقوم مشاهدو المسلسلات بالسفر إلى تركيا لرؤية أماكن تصوير الدراما ويشعرون بالشغف لزيارتها.
الدراما التركية غيرت صورة تركيا
في الفترة من عام 1999 إلى عام 2000، لم تكن الدراما التركية مشهورة بشكل كبير كما هي الآن في مناطق شمال إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، ولم يكن الأتراك معروفين بشكل كبير في الوطن العربي سواء كان الأمر يتعلق بالسياحة أو الدراما. ولكن مع مرور الوقت، أصبحت المسلسلات التركية مهمة على معظم القنوات، مما أدى إلى تغيير الصورة النمطية لتركيا.
وفي عام 2005 ، قامت بالتطور اقتصاديًا وفنياً ايضاً ، واصبحت الدراما التركية تأخذ منحى مرتفع على غرار مسلسلات هوليوود الشهيرة . وبالطبع هذا اصبح الاكثر ابهاراً لتركيا او للمتابعين لها . ومع مرور الوقت اصبح الانتاج يوفر مبالغ طائلة وكبيرة لكل احتياجات المسلسل لتأكدة ان نسبة المشاهدة ستكون مرتفعة مما سيعوض الميزانية الانتاجية الضخمة .
لماذا يفضل العرب الدراما التركية
- التشابه بين الثقافات: المتابعون الشغوفون بالدراما التركية يجدونها جذابة بسبب التشابه الثقافي مع ثقافتهم. فالعادات والتقاليد التركية وطريقة الحياة قد تشبه الحياة العربية واللاتينية. الدراما التركية تظهر بعض العادات والتقاليد الأخلاقية المشتركة بين العرب، مثل احترام وتكريم كبار السن، وتوضح الدور الهام للأسرة وكيفية ترابط أفرادها. ومن هنا يمكن القول إن رسالة الفن التركي تحمل الكثير من القيم الجيدة وتعززها .
- الحبكة الدرامية: يمكن أن يستمتع الكثيرون بمشاهدة الدراما التركية بسبب الحبكة الدرامية المتميزة التي يقومون بتقديمها بمهارة واحترافية، مما يثير حماس المشاهد بشكل دائم. وبالطبع، تجعل هذه الحبكة الدرامية العمل أكثر إثارة وتشويقا. تهتم الدراما التركية بالجوانب الرومانسية والعاطفية بشكل كبير، مما يمس القلوب. وهذا ما تفتقده الدراما الأمريكية أو الأوروبية. كما تسرد الدراما التركية أحداثا عائلية وشخصية يمكن أن تنتج عنها مشاعر جميلة وطاقة إيجابية للنظر إلى الحياة بنظرة مختلفة .
- ممثلات وممثلين جذابين: يشتهر النجوم الأتراك من النساء أو الرجال بالشكل الجذاب جدا. يوجد تنوع كبير في أشكالهم من بين الأشقر أو الأسمر والقمحي، كما أن الممثلين الذكور في الدراما التركية دائما ما يكونوا أصحاب أجسام رياضية ممشوقة وساحرة. كما أن الممثلين الأتراك أصحاب الأدوار الثانوية يكون أشكالهم مثل عارضي الأزياء، لهذا يستمتع المشاهدون بالمتابعة لساعات لأحداث الدراما. وعلى الرغم من اهتمام المسلسلات من الجنسيات المختلفة بأشكال الممثلين إلا أن الدراما التركية تتميز كثيرا في هذا الجانب.
- روعة الطبيعة التركية: تتركز معظم الأعمال الدرامية التركية في مدينة إسطنبول، ولكن بعض المسلسلات التركية تتجه إلى تصوير أحداثها في مناطق متنوعة من تركيا، وتتحول هذه الأعمال إلى جولة سياحية حول تركيا، حيث يتم عرض كل المعالم السياحية في تركيا، مما يضفي على الدراما التركية جاذبية كبيرة، ويساعد في الترويج للسياحة في تركيا، والتي تلقى صدى واسعا ونتائج إيجابية. كما يحرص معظم المخرجين على إضافة مشاهد طبيعية من جمال طبيعة تركيا، وبذلك يصبح المسلسل زيارة افتراضية للمشاهد إلى تركيا، حيث يرغب الكثير من الناس في السفر إلى أماكن تصوير المسلسلات التركية بعد مشاهدتها.
- جودة التمثيل: كما ذكر سابقا، تهتم المسلسلات التركية باختيار الممثلين الوسيمين، ولكن هذا ليس المعيار الوحيد لاختيار الممثل. يجب أن يكون لديهم موهبة حقيقية وتأثيرية. يظهرون خلال العمل كأشخاص حقيقيين في الحياة، الذين يمكننا أن نلتقي بهم ونتفاعل معهم. قد يؤدي ذلك إلى الترابط بين المشاهدين والأبطال وأن يصبح الشعور الذي ينشأ أثناء المشاهدة حقيقة .
- الموسيقى التصويرية: تشكل الموسيقى التصويرية جزءا كبيرا من سبب شهرة الدراما التركية وتخلق حالة وشعورا للمشاهدين ذوي الخلفيات المختلفة. يتم تأليف الموسيقى التصويرية الأصلية ووضعها في الدراما لإكمال اللقطات الخاطفة والمشاهد، مما يضيف إليها الإثارة والتشويق.
- الفضول لمعرفة ثقافة جديدة: قد يدفع الفضول بعض الأشخاص لمتابعة الدراما التركية لرؤية العادات والتقاليد والثقافة التركية، ولمعرفة السلوكيات المجتمعية والممارسات الثقافية المتنوعة التي تظهر في الحياة اليومية لأحداث المسلسل. ومن بين العادات الشهيرة في الدراما التركية خلع الأحذية عند دخول المنزل، وإقامة ليلة الحناء للعرسان قبل حفل الزفاف، وتقبيل أيدي كبار السن في الأحداث الخاصة مثل الأعياد والمناسبات.
لماذا الدراما التركية مشهورة عالمياً
تزداد شهرة الدراما والمسلسلات التركية في جميع أنحاء العالم، والرد الملائم لذلك هو شهرة المسلسلات التركية في المجتمع اللاتيني الأمريكي. فإن الأعمال الدرامية التركية تأخذ شكلا مشابها للأحداث والتصوير والحبكة الدرامية في المسلسلات اللاتينية. ترجع شعبية الدراما التلفزيونية التركية داخل المجتمع اللاتيني الأمريكي وبخاصة في إسبانيا إلى طبيعة الحبكة والجو العام وجودة تصوير الإنتاج السينمائي التركي المرتفعة والتنوع العام للأذواق من خلال الأعمال التي تستهدف جميع الأفكار والاتجاهات الاجتماعية.
انتشرت شهرة المسلسلات التركية في آسيا، مثل فيتنام في عام 2017. ومن المعروف أن الفيتناميين مهتمون بمتابعة الأعمال الدرامية الصينية والكورية وأيضا مشاهدة الأفلام والمسلسلات الأمريكية والهندية، ولكن حاليا أصبح الفيتناميون يظهرون رغبة متزايدة في متابعة الدراما والمسلسلات التركية. وكان أول مسلسل تركي عرض في باكستان هو “عشق ممنوع”، ومن هنا بدأت الدراما التركية تنتشر في المجتمع الآسيوي