سبب تسمية سورة العنكبوت
سورة العنكبوت : هي إحدى السور المكية التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، باستثناء الآيات الأولى الإحدى عشر التي نزلت في المدينة المنورة، وهي السورة التاسعة والعشرون. نزلت هذه السورة بعد سورة الروم في الجزء الواحد والعشرين في الحزب الواحد والأربعين في الربع الأول.
تحتوي السورة على تسعة وستون آية، ويبلغ عدد كلماتها ألفًا وتسعمائة وواحدًا وثمانين كلمة، وعدد حروفها أربعة آلاف وخمسمائة وخمسة وتسعين حرفًا، وتبدأ السورة بالحروف المقطعة “ألم .
سبب تسمية سورة العنكبوت بهذا الإسم لذكر
اسم العنكبوت .
سميت تسمية سورة العنكبوت بهذا الاسم هو ذكر اسم العنكبوت في السورة الكريمة، حيث ضرب الله سبحانه وتعالى مثلاً بأن الالهة التي يدعى الكفار وجودها واهنة مثل بيت العنكبوت، حيث قال تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) .
فضل قراءة سورة العنكبوت
تعد سور الكهف من السور ذات الفضل الكبير، إذ روى عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله كان يصلي في كسوف الشمس والقمر أربع ركعات وأربع سجدات، ويقرأ في الركعة الأولى سورة العنكبوت أو سورة الروم، وفي الركعة الثانية يقرأ سورة يس .
الموضوعات التي تناولها سورة العنكبوت
– تدور موضوعات سورة العنكبوت حول أمر الله للمسلمين بالابتعاد عن الكفار والمشركين والصبر على أذيتهم، وكذلك حول أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بنشر الشرائع الإسلامية والقرآن الكريم واستكمال مسيرة الدعوة الإسلامية.
تعد إثبات أن القرآن الكريم هو كتاب مقدس جاء من عند الله سبحانه وتعالى وليس شعرًا أو كلامًا قام بتأليفه بشر من الموضوعات الأساسية في سورة العنكبوت، حيث يؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قام بتبليغ الكتاب الذي أنزله الله تعالى له وليس من صنع البشر.
تناقش السورة الكريمة العديد من الموضوعات، بما في ذلك الموت والبعث وبدء الخلق، والجزاء وإثبات أن لكل عمل جزاء، وأن الله يجازي كل شخص على أعماله، وأن المشركين يعاقبون بعذاب أليم.
ضرب الله مثلاً في القرآن الكريم باعتماد الكفار على الأصنام التي جعلوها آلهة لهم، مثلما يعتمد العنكبوت على بيته الضعيف الواهن الذي ينهار بأقل جهد. وفي نهاية السورة الكريمة، بشَّر الله المسلمين والمجاهدين في سبيل الله وأطمأن قلوبهم
أسباب نزول سورة العنكبوت
– قال الشعبي : نزلت في أناس كانوا في مكة وقد أسلموا، فكتب إليهم أصحاب النبي المدينة أنه لا يمكن قبول إقراركم بالإسلام ولا دخولكم في الدين حتى تهاجروا، فقرروا الخروج من مكة والتوجه إلى المدينة، وتبعهم المشركون وأذوهم، فنزلت هذه الآية فيهم، وكتبوا إليهم أن آية معينة نزلت فيهم، فقالوا إننا سنخرج وإذا تبعنا أحدا فسيقتلنا، فخرجوا وتبعهم المشركون وقاتلوهم، ومنهم من قتل ومنهم من نجا، فأنزل الله تعالى فيهم (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا)، وقال القتيل الأول من المسلمين في يوم بدر كان مهجعه في منزل عمر بن الخطاب، وأطلق عليه عمرو بن الحضرمي سهما فقتله، وقال النبي: إنه سيد الشهداء، وهو أول من يدعى إلى باب الجنة من هذه الأمة، فحزن عليه أبواه وزوجته، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية وأخبرهم أنه لا بد لهم من البلاء والمشقة في سبيل الله تعالى. وقال مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه قال: نزلت هذه الآية فيما يتعلق بقال حلفت ام سعد لا تتحدث معه أبدا حتى يرتد عن دينه، ولا تأكل ولا تشرب، وبقيت ثلاثة أيام حتى أصابتها الإعياء، فأنزل الله تعالى (وصينا الإنسان بوالديه حسنا) .
– عن ابي عثمان النهدي ان سعد بن مالك قال : تمت تجديد هذه الآية ( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما )، وقال: في السابق كنت رجلا بريء من الشرك بالله، ثم عندما أسلمت، قالت أمي: يا سعد، ما هو هذا الدين الذي أدخلته، أنت لست تأكل وتشرب حتى تموت؟ فكنت أنصحها، وكان يقال لي: يا قاتل أمه، فقلت لها: لا تفعلي ذلك يا أمي، فإنني لن أتخلى عن ديني لأي سبب. فبقيت يوما بدون أكل، فأصبحت تتعب من جهودها. ثم بقيت يوما آخر وليلة بدون أكل، فاشتدت جهودها. عندما رأيت ذلك، قلت لها: تعلمين، والله يا أمي، لو كان لك مائة نفس، وكان عليك أن تفقد نفسا تلو الأخرى، لما تخليت عن ديني لأي سبب. فإما أن تأكلي وإما أن لا تأكلي. فعندما رأت ذلك، أكلت، ونزلت هذه الآية (وإن جاهداك).