يعد حصن بابليون واحدا من أعظم الحصون التي شيدها الرومان خلال حملاتهم العسكرية لتوسيع إمبراطوريتهم. ويقع الحصن في قلب العاصمة المصرية القاهرة. وعلى الرغم من أن نشأته يعود إلى الإمبراطورية الرومانية، إلا أنه لعب دورا هاما بعد الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص .
سبب بناء حصن بابليون في قلب القاهرة
تم بناء حصن بابليون في منتصف القرن السادس قبل الميلاد أثناء حكم الملك نبوخذ نصر أثناء احتلال بابل لمصر. ولكن أول توثيق حقيقي لاستخدام الحصن بشكل فعال كان في عهد القيصر أغسطس أثناء احتلال الإمبراطورية الرومانية لمصر في القرن الأول قبل الميلاد. تم استخدامه لتحصين وحماية مدينة الإسكندرية الكبرى والطرق الحيوية في جنوب الدلتا .
في القرن الثاني الميلادي، قام الإمبراطور الروماني تراجان ببناء حصن جديد يتصل مع حصن حسن بابليون، وتبلغ مساحته 60 فدانا. لعب هذا الحصن دورا هاما في انتشار القوة العسكرية للإمبراطورية، وتسهيل امتداد نفوذها في المناطق التي تقع أسفل نهر النيل .
ورغم التصديق على هذه الرواية الخاصة ببناء الحصن ، فقد ظهرت رواية أخرى ترجع تاريخ إنشاء الحصن إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد ، وذلك بعد أن استطاع الفرعون المصري ( سنوسر) بهزيمة البابليين وأسرهم في مصر بهدف الاستعباد ، وأن السجناء هم من قاموا ببناء الحصن بهد الدفاع عن أنفسهم وعدم استعبادهم .
إعادة اكتشاف الحصن على يد عمرو بن العاص
تم اكتشاف الحصن مرة أخرى على يد عمرو بن العاص أثناء الفتح الإسلامي لمصر ، حيث احتمى بداخله الروم خوفاً من هجمات المسلمين ، ولكن جيوش المسلمين قاموا بمحاصرة الحصن الذي كان يختبئ بداخله الروم لمدة 7 أشهر ، وخلال هذه الفترة قام الروم بحفر خنادق للهروب واستطاع بالفعل عدد منهم من الهرب ، ولكن في الأخير استطاع جيش عمرو بن العاص اقتحام الحصن وفتح المسلمون مصر .
وبعد الفتح قرر عمرو بن العاص بناء المدينة الحصينة في القاهرة شمال حصن بابليون ، والتي أطلق عليها فيما بعد اسم ( مدينة الفسطاط ) لتكون مقر للجنود ، وقد صممت مدينة الفسطاط في موقع بالفعل محصن حيث يحدها من الشرق جبل المقطم ، ومن خلفها الصحراء ، كما كانت مدينة الفسطاط هي العاصمة الحضارية للقاهرة حتى عام 1169.
في العام 21 هجريًا، تم بناء جامع عمرو بن العاص في مدينة الفسطاط بالقرب من حصن بابليون، وقام ببنائه عمرو بن العاص بنفسه، وهو أول جامع يتم بناؤه في إفريقيا، وما زال مسجد عمرو بن العاص حتى اليوم واحدًا من أهم الأماكن الإسلامية التاريخية في مصر .
يتم تسمية الحصن بهذا الاسم وأسماء أخرى تم اختيارها
لم يتوافق المؤرخون والباحثون في مجال علوم التاريخ على السبب الحقيقي وراء تسمية الحصن بـ حص البابليون. وتروي إحدى الروايات أن اسم الحصن استوحاه من العاصمة البابلية نفسها عندما شيده الملك نبوخذ نصر. ويعتقد آخرون أن سبب التسمية يعود إلى ارتباط الحصن بمساكن الآلهة هليويوليس، وتحديدا صلته بإله النيل (حابي) عند الفراعنة. وتعني كلمة بابليون باللغة الفرعونية `بيت النيل` نظرا لموقع الحصن .
– هناك أسماء أخرى للحصن، مثل “قصر الشموع” بسبب إضاءة شموع كبيرة في أبراج الحصن في أول كل شهر .